مصباح الولاية
نور روح الله
حضور القلب ثناء المعبود
لا توجد عبادة من العبادات خالية من مرتبة من ثناء المعبود. فبناء على هذا، تكون أول مرتبة لحضور القلب في باب العبادات حضور القلب في العبادة إجمالاً، وهي ميسورة لكل إنسان.
وحضور القلب في العبادة هو أن يُفْهِمَ الإنسانُ قلبَهُ أنَّ باب العبادات باب ثناء المعبود، ويوجه قلبه من أول العبادة إلى آخرها إلى هذا المعنى إجمالاً...
المرتبة الثانية من حضور القلب تفصيلاً: وهو أن يكون قلب العابد في جميع العبادة حاضراً وعالماً بماذا يصف الحق وكيف يناجيه، وله مراتب ومقامات، حسب تفاوت مقامات القلوب ومعارف العابدين....
* كيفية تحصيل حضور القلب
إن منشأ حضور القلب في أي عمل، وسبب إقبال النفس عليه، أن يتلقى القلب ذلك العمل بالعظمة، ويعدّه من المهمّات...
مثال ذلك: إذا أجاز لك السلطان حضورك في محفل أنسه العظيم، فحيث إن هذا المقام عظيم في قلبك، فلهذا يحضر قلبك بتمامه في ذلك المحضر...
ومن هنا يعلم السبب في عدم حضور قلوبنا في العبادات وغفلتها عنها. فنحن لو أهمّتنا المناجاة للحق تعالى لما حصل هذا القدر من النسيان والغفلة والسهو. ومن المعلوم جداً أن هذا التساهل والتسامح ناشىء من ضعف الإيمان باللَّه تعالى وبالرسول وبأخبار أهل بيت العصمة...
إن الإنسان إذا لم يتلقّ أمراً بالأهمية والعظمة، فينجر الأمر بالتدريج إلى تركه، وترك الأعمال الدينية يوصل الإنسان إلى ترك الدين.....
* ما يعين على حضور القلب:
أن يقوم الإنسان بقطع الشواغل الداخلية والخارجية التي أهمها الشواغل القلبية، والسبب العمدة للشواغل القلبية منحصر في حب الدنيا وهمها...
فعلى الإنسان أن يقلل عند العبادة من اشتغالات القلب وخواطره، ويخصص وقتاً للعبادة تكون شواغله فيه قليلة، ويكون القلب في ذلك الوقت أكثر اطمئناناً... وبعد أن يقلل الشواغل القلبية، فلا بد له أن يقلّل الشواغل الخارجية، كالنهي عن الالتفات إلى الأطراف، واللعب بالأصابع واللحية، وفرقعة الأصابع، ومدافعة النوم، والنظر إلى نقش الخاتم وإلى المُصحف والكتاب، والاستماع للكلام الخارجي وحديث النفس....
المصدر :
مجلة بقية الله ــ العدد 205
شهرية ــ ثقافية ــ جامعة