يبدو ان مصطلح الطائفية هو الاكثر رواجاً في العراق الجديد ويتصدر وسائل الاعلام والتحاليل السياسية واصبحت الالسن تلوك بهذا المصطلح في كل مناسبة او غير مناسبة. وهناك من يذهب الى ابعد من ذلك فيدعيّ بان هذا المصطلح لم نعتد عليه في العهد السابق وانما اتخمت بها اسماعنا في العراق الجديد.
المشكلة باختصار شديد في فهم الطائفية واطلاقها على اطلاقها دون وعي او ادراك لمعانيها الحقيقية ومداليلها الواقعية، واصبح هذا المصطلح من اخطر الاسلحة التي يستخدمها الاخرون ضد خصومهم ومنافسيهم.
الطائفية ليست بتحديد الخصوصيات او الدفاع عنها او بالتنوعات والتعددية المذهبية او الانتماء لهذه الطائفة او تلك والا لاصبح جميع الناس طائفيين إذ لا يمكن ان نتصور انساناً لا ينتمي لطائفة او يدافع عنها.
الطائفية هي ممارسة وليس خصوصيات او انتماءات وهي باختصار شديد محاولة اقصاء او الغاء خصوصيات الاخرين وتهميشهم من اجل طائفة معينة. وليس عيباً تنوعنا المذهبي وليس عاراً تصنيفنا هذا سني وذاك شيعي وهذا ديوان الوقف السني وهذا ديوان الوقف الشيعي ولكن العيب كل العيب هو تهميش هذا لانه سني او اقصاء ذاك لانه شيعي فهذه الطائفية الحقيقية.
ومن يتوهم بان الطائفية لم تستحضر في اذهاننا الا بعد سقوط النظام الصدامي فهذا افراط في البساطة وتبسيط في الوعي لان ابشع ممارسة طائفية شهدها العراق هو في العهد البائد ولو دافع الشيعي عن شعائره وطائفته وحقوقه لاتهم بالنعرات الطائفية وانتهى به الامر الى المقابر الجماعية بل من يجرؤ في ذاك العهد لكي يتحدث بمظلوميته او حقوقه حتى نحكم بان تلك الفترة لم تشهد ممارسة طائفية!
ومن هنا فلو ان جبهة التوافق جمعت اعضاءها من مكون معين واختار الائتلاف العراقي الموحد اغلبية افراده من مكون محدد لاسباب معروفة فرضتها ظروف الواقع العراقي الجديد والخنادق المرسومة فان اتهام الائتلاف العراقي الموحد بالطائفية يعبر عن غباء مفرط وجهل مركب فان الائتلاف العراقي الموحد هو اول من دعا الى اشراك جميع المكونات في الحكومة وحرص على اشراك الجميع وواجه كل محاولات التهميش والاقصاء للاخرين من بقية المكونات.
والمفارقة المضحكة ان قيادات سياسية تصدت للواقع الحكومي والمواقع العليا في البلاد كاستحقاق دستوري للائتلاف العراقي الموحد باعتباره الكتلة الاكبر لكنها اخذت تلمح وتصرح بلا ادنى وعي بان الكتلة السياسية الكبيرة التي رشحتها لموقعها تشكلت بدوافع طائفية!!!