[حسام البديري]

وهذا صحيح فأنت تسمع الأغاني عندما تصعد في السيارة وعندما تجلس في المقهى وعند الحلاق والمطاعم وفي الدوائر وفي الأسواق وفي الأعراس والحفلات وقبل هذا وذاك في بيوتنا ( وهنا تكمن المصيبة الكبرى ) فأصبحت العائلة تجلس أمام شاشة التلفاز وتشاهد الأغاني رجالاً ونساءاً وأطفالاً وكباراً وشباباً وعجائز . إن هذا الانتشار الواسع للأغنية له أسباب كثيرة جداً نذكر منها الجهل نعم الجهل والعياذ بالله فالبعض لا يعلم بحرمة الاستماع للأغاني وهذا لا يرفع عنه الإثم لأنه مُقصّر في معرفة الحلال من الحرام في أبسط الأشياء وأوضحها ، والبعض الآخر يعلم بحرمة الاستماع للغناء لكنه مع ذلـك يسمـع الغناء وأحيـاناً يغني ( يُدندن ) وسبب ذلك أنه لا يستطيع أن يردع نفسه الأمارة بالسوء لأنه ضعيف الإرادة ولأنهطبع على ذلك منذ سنين عديدة وأصبحت الأغنية جزءاً من حياته البائسة وأنه يعتبر ذلك من الذنوب الصغيرة جداً بحيث لا يبالي إذا أرتكبها أو أن الله سبحانه وتعالى سيغفرها له والبعض الآخر يسمع الأغاني لأنه مُقصّر في دينه على وجه العموم فهو لا يُصلي ولا يصوم ولا يُخمّس فكيف نُطالب مثل هذا الشخص بالكف عن سماع الأغاني ! كذلك فالإعلام الفاسد له دورٌ كبير في نشر الأغنية من خلال البرامج في المذياع والتلفاز ومن خلال تقديس المُغنين والمُطربين ( الفَسَقَة ) أمثال كاظم السافل وحاتم الفاسق ومُهند مُسيء وإظهارهم كأبطال وشخصيات مرموقة في أعين الناس ( الجهلة والمُظللين طبعاً ) لاسيما المراهقين كذلك فالبعض يعتبر الأغنية مادة ترفيهية يروّح بها عن نفسه ويُهدأ بها أعصابه لا أكثر ولا أقل وهو لا يعلم أن المسألة أخطر وأعظم من هذا الذي يراه وبأس ما رأى وهنالك أسباب كثيرة جداً غير الذي ذكرنا لا يسع المقام لذكرها في هذه العُجالة ، إلا أنه يمكن القول أن الأغاني وسيلة سياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة جداً لتمرير مُخططات شيطانية لهدم الإسلام والأخلاق الفاضلة والغيرة وما خفي كان أعظم .