إستبد الحنين بالشاب العراقي صابر - المغترب في احدى الدول الاوربية - فاتصل بعمه ( الحاج خريبط وهو ضابط مرموق في اجهزة الامن العراقيه ) للاطمئنان على أحوال إسرته :
- اي عم كيف الحال وما هي أخبار العائله
- أهلا إبن أخي صابر الامور ( عال العال ) وكل شئ على ما يرام و لكن حدث شئ بسيط
- وما هو ؟
- لا شئ فقط انكسر مقود دراجة اخيك الصغير عامر
- الحمد لله حسبت أن شيئا مكروها قد حصل ..... هههه , لكن قل لي يا عم كيف كُسِر مقود دراجة عموري ؟
- كسرها الصغير حمودي ابن شقيقتك صبريه التي جاءت من الاردن قبل أيام إذ سقط الطفل مع الدراجه فكسر المقود واصيب الطفل المسكين بكسر في عظم جمجمته نقل على أثرها الى مستشفى الجمله العصبية
- ماذا ؟ إبن أختي صبريه , العزيز حمودي اصيب بكسر في جمجمته لا حول ولا قوة الا بالله .. ثم متى جاءت صبرية من الاردن هل انهت عقد عملها ام ماذا !
- لا.. لا يبن أخي , صبرية جاءت بعد سماعها بخبر أخيك جابر
- خبر أخي جابر !! وماذا حصل لجابر هو الاخر ؟!
- مـات
- ماذا قلت مات اخي جابر ؟!!
- أووه ..ماذا بك يبن أخي ؟ نعم مات بالجلطة القلبية بعد سماعه بخبر الفاجعة التي حلت بالعائله !
**
- ياالهي ..وهل ثمة فاجعة اخرى ؟..
اية فاجعة قل لي بربك ؟!
- فاجعة مقتل المرحومة والدتك أثناء ذهابها للتسوق في سوق مريدي فقتلت بانفجار السيارة المفخخه يوم الاربعاء 29 / 4 / 2009
- وامصيبتاه ! .. ماتت امي هي الاخرى !!!
- ما هذا يبن اخي لـِمَ كل هذا القلق00قلت لك إن كل الامور على ما يرام وسيتم اصلاح مقود الدراجة فلا تبتئس !!!
*******
نقتل يوميا ....
نذبح يوميا ...
وقياداتنا السياسيه والامنيه منهمكه في التطبيل والتزمير لانتصاراتها و (مكاسبها الامنية ) الهائله , الناس تكتوي بنار الارهاب الغاشم والمسؤولون لا يصنعون شيئا سوى التبريرات الفاقعة ليس الا !.. انفجارات متوالية وأسئلة كثيرة وكبيرة تغرس نبالها الوحشية في خواصر الابرياء من ابنا شعبنا العراقي المظلوم.. أيام دامية تلقي بكلكلها الوحشي على حياتنا المسكونه بالفجيعة والالم !
**
اين خطة فرض القانون مما جرى من مجازر بشعة في مدينة الصدر ( سوق مريدي ) ومنطقة الشرطه الرابعة ومنطقة الشعلة ومنطقة الكاظمية قرب ضريح الامام موسى بن جعفر عليه السلام اذ استشهد وجرح المئات من العراقيين وقبلها بيوم إستشهد وقتل العشرات في عملية الكرادة الارهابية التي استهدفت مجموعة من الفقراء المهجرين المساكين الذين تجمعوا لاستلام اعانات مادية متواضعة !! وغيرها وغيرها !!
الجميع يتساءل بحنق وذهول , أين التدابير الامنية واجهزة السونار وغيرها من اجراءات خطة فرض القانون ( وانتصاراتها الباذخه ) ففي كل مرة يسقط العشرات من العراقيين في مذابح الارهاب التكفيري والبعثي اللعين يخرج علينا وزير الداخلية او وزير الدفاع او الناطق باسم خطة فرض القانون ليقول ما معناه ( بأن هذه العمليات هي محاولات عاجزة فاشله او خائبه ! لخلخلة الوضع الامني وانها ليست عمليات نوعية وهي اعمال خائبة من الارهابيين المهزومين لاثبات وجودهم وان الوضع على ما يرام وان الامور - عال العال - ) !!
**
هذا لعمري استفزاز واضح لمشاعرالعراقيين المغدورين الذين استشهدوا اثر هذه العمليات البربرية إذ أصبح كل هم هولاء المسؤولين هو التقليل من حجم وخطورة هذه الجرائم الارهابية الدموية .. فهي بنظرهم ليست سوى فقاعات !!
**
ونحن نقتل يوميا بواسطة هذه الفقاعات الباردة و ( البسيطة جدا ) !!
في دول أخرى يستقيل المسؤول لدى حصول حادث سير مروري يذهب ضحيته عدد قليل من مواطنيه في إستشعار اخلاقي بالمسؤولية والمسؤولون لدينا الذين طالما صدّعوا رؤوسنا بالحديث عن أمجادهم وانجازاتهم الخارقة ! صار كل هاجسهم هو محاولة التقليل من حجم الخروقات الامنية الخطيرة والصارخة فنراهم يحاولون توهين وتبسيط مستوى العمليات الارهابية الغادرة التي يزهق على مذبحها مئات العراقيين على يد عتاة المجرمين الذين اُطِلق سراحهم فيما يسمى بقانون العفو نتيجة لصفقات سياسية تصب في خانة فوائد حزبية خاصة !!
ففي بريطانيا مثلا وفي عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير قتلت اربعة او خمسة بائعات هوى ( مومسات ) فتصاعد الحديث في الصحافة البريطانية على ضرورة إقالة الحكومة البريطانية ولم تسلم الحكومة على ( ريشاتها ) حتى تم القاء القبض على القاتل وتبين انه شخص معتوه !! أمّا عندنا فيسقط المئات من الابرياء دون ان يهز ذلك وجدان المسؤول المرفـّه في ( بخيخ ) المنطقة الخضراء !!!
شبابنا قتلت
نساؤنا ترملت
أطفالنا تيتمت
امهاتنا ثكلت
ورئيس الحكومه منهمك في اسفاره الى عواصم اوربا وكأن هذه الفواجع والفضائع تحصل على كوكب آخر وليس في بلده العراق !!
وحكومتنا مشغولة باعداد المؤتمرات العشائرية الغريبة لمآرب انتخابية واضحة !!
ومجلس النواب ! مجلس عاجز مشلول فاشل انشغل معظم اوقات ولايته في امور تافهة وتعطيل طويل عريض فتصورا ان اختيار رئيس له خلفا للمهشداني إستغرق اربعة أشهر !!
فأي مجلس نيابي هذا الذي ( صوكر ) امتيازاته الضخمه فضلا عن مرتباته الخرافية وتناسى الناس المغلوب على امرهم الذين اصبحوا صيدا دسما لحثالة القاعدة والبعث المقبور المدعومه من لدن بعض أعضائه أو الذين كانوا من أعضائه !
**
أين ذهب كبار المجرمين الذين طالما تنعموا بخيرات العراق الجريح وعاشوا لفترات طويلة في بحبوحة ورفاه كبير داخل حصون المنطقة الخضراء وهم يضخون المال والدعم والتوجيه والتحريض لحثالاتهم بغية الايغال في قتلنا وإستباحة دمنا العراقي المهدور !!
ألم يقف نوري المالكي في ما يسمى بمجلس النواب ليخاطب المجرم ( عضو مجلس النواب الموقر ) في وقتها ناصر الجنابي وهو يشهر في وجهه حزمة وثائق إدانة ليقول له ما معناه ( ساكشف كل اوراق تورطك في قتل وتهجير مئات العراقيين الابرياء )
ماذا حصل بعدها ؟ !
**
ببساطة لم يحصل أي شي مما اشار اليه المالكي وبقي الجنابي يداوم على حضور جلسات ( مجلسنا النيابي ) ويستلم مرتباته وإمتيازاته لاشهر قبل ان يسافر بكل سهولة ويعلن إنخراطه فيما يسمى بالمقاومة العراقية !
أين المجرم مشعان الجبوري ومجاميعه التخريبيه هذا ( النائب ) الذي تورط في نهب ثروتنا الوطنية ودعم قتلة الشعب العراقي المظلوم وها هو اليوم يواصل بث قناته التحريضية ( الرأي ) لبث سمومها التحريضية الخبيثه ؟ !
**
أين أيهم السامرائي المجرم الذي عاث بارضنا هو الآخر خرابا وسحتا كبيرا وجاهر في الاتصال بالمجاميع الارهابية ؟!
أين المجرم الوزير هاشم الهاشمي هذا الارهابي القاتل الذي تبوأ منصب وزير الثقافة في بلد الثقافة والحضارة !! و الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال على خلفية تورطه في مقتل نجلي النائب مثال الالوسي وبعدها بايام تبخّر ثم طار مثل اقرانه للخارج !!
تصوروا مجرم إرهابي تكفيري يصبح في عراقنا الجديد وزيرا للثقافة فهنيئا لنا ( وكرة إعيونه ) !
ثم أين المجرم الهارب محمد الدايني وقصة هروبه الهوليودي الفنطازي الذي يضحك الثكلى !!
**
أين..أين..أين , لك الله يا شعب العراق
ليت شعري متى يتوقف السادة الاكارم من قادة العراق الجدد عن نغمتهم النشاز في محاولة اختزال كل مصايبنا في كسر مقود الدراجه فقط !
لا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم !
د. علي الهنداوي
التعديل الأخير تم بواسطة نور المستوحشين ; 09-05-2009 الساعة 02:27 AM.
سبب آخر: توضيح اللون