انها واحدة من سلسلة المؤامرات التي حيكت ضد شيعة آل البيت (عليهم السلام) ومذهبهم العريق الذي يمثل حقيقة الاسلام كما انزله الله سبحانه.
تتمحور هذه المؤامرة حول شخصية وردت في الاحاديث هي شخصية (اليماني) المذكورة في الاحاديث الشريفة ، حيث تمت سرقة هذه الشخصية وتلبيسها لأحد اعداء الله واسمه (احمد اسماعيل كاطع) والذي ادعى انه (احمد بن محمد بن الحسن)... أي أدعى أنه الابن المباشر للامام صاحب الزمان محمد المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، وتلقب بأسم (أحمد الحسن) تمويهاً على المؤمنين وخداعاً لهم كما سنبينه إنْ شاء الله ، وادعى انه اليماني الموعود في الاحاديث الشريفة.
ولم يكتف عدو الله بهذا الادعاء بل ادعى انه رسول المهدي وخليفته ، وانه اول المهديين المذكورين في بعض الاحاديث ضعيفة السند والتي لا يمكن الركون اليها عقائدياً ، لأن عقيدتنا تستند الى الادلة العقلية والادلة النقلية المتواترة ، ولا تستند الى احاديث آحاد بل وضعيفة ايضاً !
لقد اصطدمت مؤامرة احمد اسماعيل كاطع بالحقائق التالية التي كشفت زيفها:
1. إننا نعيش في عصر الغيبة الكبرى ، وامامنا المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) حي يرزق يتولانا برعايته ، ولا يجوز عندنا نحن الشيعة الامامية ان يكون هناك إمامان الا واحدهما صامت ، في حين ان احمد اسماعيل كاطع ليس صامتاً بل ادعى لنفسه الامامة بحياة الامام الحق. وهذا ما كشف زيفه وبطلان دعواه.
2. لو افترضنا جدلاً ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ صحة الاحاديث التي تقول بوجود خليفة للامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) اسمه أحمد ، فليس هناك أي دليل صحيح على ان احمد اسماعيل هو ابن للامام المهدي (عليه السلام) بل الدليل بخلافه ، حيث ان شخصية احمد اسماعيل كاطع معروفة واسمه ونسبه معروف وهو ليس له أي علاقة نسب بالسادة وببني هاشم عموماً ، وقبل ظهور دعواه كان ينتسب الى ابيه اسماعيل كاطع السيمري الذي تعود اصوله الى محافظة ذي قار العراقية.
3. اذا كان هناك 14 امام مهدي بعد امامنا محمد المهدي (عجل الله فرجه الشريف) كما يدعي أحمد اسماعيل فحينئذٍ لا يتبقى معنى لوجود الغيبة ، ولا للعمر الطويل لإمامنا المهدي (عجل الله فرجه الشريف) إذ يمكن لأي واحد من الائمة المهديين الاثني عشر المزعومين ان يقوم بالمهمة المهدوية بدلاً عنه ، ولا يبقى حينئذٍ لوجوده الشريف ـ وحاشاه ـ اي اهمية استثنائية ولا تبقى اي فائدة للغيبة !!
4. ان نظرية وجود 12 امام مهدي بعد امامنا المهدي (عجل الله فرجه الشريف) اولهم احمد اسماعيل كاطع تعني ان يكون هناك 24 امام معصوم وهذا يتعارض مع الاحاديث التي اتفق المسلمون على صحتها من ان الائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم 12 إمام أو 12 خليفة.
5. لكل امام من ائمتنا الاثني عشر (صلوات الله عليهم) نص على الامام الذي يليه ، بينما لا يوجد نص من قبل امامنا المهدي (ارواحنا لمقدمه الفداء) على ان احمد اسماعيل هو خليفته من بعده !!!!! وكيف يمكن صدور مثل هذا النص وقد عجز احمد اسماعيل عن اثبات بنوته بإعتبار انه ابن محمد المهدي بن الحسن العسكري وليس أبن اسماعيل بن كاطع !!! وإنَّ ظهور هذا النص يستوجب ان يكون العصر عصر ظهور وليس عصر الغيبة الذي نعيشه الآن.
6. اصرار احمد اسماعيل وجماعته على تبني النجمة السداسية شعاراً لهم بزعم انها نجمة النبي داود (عليه السلام) رغم انه لا يوجد اي دليل تأريخي يدعم كون النجمة السداسية هي نجمة مختصة بالنبي داود (عليه السلام) كما لا يوجد دليل تأريخي على أن الدروع التي كان يصنعها (عليه السلام) سداسية الشكل. حيث ان اليهود قد تبنوا هذه النجمة في فترة ما في القرون الوسطى واتخذوها شعاراً لهم ، مثلما وضعت الدولة العثمانية الهلال شعاراً لها حتى ارتبط شكله بالاسلام ! واتخاذ احمد اسماعيل وجماعته للنجمة السداسية شعاراً له مهما كان تبريره الذي يحاول منه ذر الرماد في العيون فإنما يصب في اتجاه ان تكون حركته مرتبطة بالماسونية العالمية على أرجح تقدير أو مرتبطة بالصهيونية.
شعار احمد اسماعيل: النجمة السداسية الماسونية ، وقد كتب في وسطها اسمه المزعوم: "احمد الحسن" !
7. ان اليماني الوارد ذكره في الحديث الشريف ورد ايضا ان اسمه (حسن) او (حسين) وليس (احمد) !! ولذلك نجد احمد اسماعيل قد اتخذ لنفسه اسم" احمد الحسن" ليقول لبسطاء الشيعة بأن اسمه فيه اسم (حسن) الذي يرد في الروايات اسماً لليماني الموعود !؟
8. ان اليماني الوارد ذكره في الاحاديث الشريفة يظهر في اليمن وليس في العراق ! ولو كان ظهوره في العراق لأطلقوا عليه اسم العراقي وليس اليماني ! واحمد اسماعيل يبرر ظهور اليماني المزعوم في العراق بأنه مكي بإعتباره من بني هاشم من قريش الذين سكنوا مكة ، ومكة في تهامة وتهامة في اليمن ، فكل بني هاشم اذن يمانيين !! بهذا المنطق المتهافت يبرر احمد اسماعيل خديعة ظهور اليماني في العراق بدلاً من اليمن !! وقد فاته ان اليمن تقع ايضاً في آسيا فلماذا لم يطلق عليه لقب "الآسيوي" ؟! فضلاً عن اننا لو سلمنا بأن مكة في تهامة وتهامة في اليمن فلا يعني ذلك ان كل مكي هو يماني ، ولا يوجد اي شاهد تأريخي او تراثي او اجتماعي يدل على ان احد المكيين قد تلقب بلقب اليماني ، والصحيح هو ان تهامة منطقة كبيرة تغطي المساحة بين جبال الحجاز والبحر الاحمر ، ويقع جزء من تهامة في الحجاز حيث مكة المكرمة وجزء ثاني يقع في منطقة عسير وجزء ثالث من تهامة يقع في اليمن ، فليس المكي يماني ولا اليماني مكي ، بل التهامي قد يكون مكي وقد يكون يماني وقد يكون عسيري أي من عسير ، وكما قدّمنا أنه لا يوجد اي شاهد تأريخي او تراثي على ان المكي هو يماني ، فهذا الامر غير صحيح وغير حقيقي. وبذلك نجد انه من غير المنطقي ظهور اليماني الموعود في العراق لأنه ببساطة يماني أي يظهر في اليمن.
9. لم يرد في الاحاديث الشريفة ان اليماني هو من نسل الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ، كما لم يرد أيضاً بأن اليماني هو اول المهديين الذين يحكمون بعد الامام صاحب الزمان محمد المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
10. ورد في بعض الروايات ان المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هو آخر الاوصياء كما ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو آخر الانبياء (عليهم السلام) ، وفي هذا الصدد يقول الشيخ الوحيد الخراساني (دام ظله الوارف) كما في كتاب "في ذكرى آخر الخلفاء والحجج الالهية": (إنَّ للنبي خصوصية وهي كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الانبياء كما أنَّ للمهدي (عليه السلام) خصوصية وهي كونه خاتم الاوصياء ، وكما أنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتح الدين فالمهدي (عليه السلام) خاتمه ، وقد دلّت على هذا الامر روايات العامة والخاصة (المهدي منّا ، يختم الدين بنا كما فتح بنا) ـ"الصواعق المحرقة ص143 ، وقريب منه في المعجم الاوسط للطبراني ج1 ص134 ، وعقد الدرر الباب السابع ص165 ، وكنز العمال ج16 ص598 وينابيع المودة ج3 ص242 ومصادر اخرى للعامة" "وكشف الغمة ج2 ص673 الرابع والثلاثون في ذكرى المهدي وبه يؤلف الله بين قلوبهم ، واليقين ص325 ومصادر اخرى للخاصة ـ و(بكم فتح الله وبكم يختم) "الكافي ج6 ص574".
لقد فات احمد اسماعيل وعصابته ان المهديين الاثني عشر ـ الوارد ذكرهم في بعض الاحاديث الضعيفة والتي لا يعتد بها في بحر العقيدة الاسلامية ـ لم يطلق عليهم هذا الاسم لكونهم أئمة او معصومين لوضوح الدليل بحصر الائمة المعصومين في 12 امام فقط ، بل قد يكون اطلاق هذا الاسم عليهم لأنهم يعيشون ويقودون الدولة التي يؤسسها الامام المهدي (ارواحنا لمقدمه الفداء) ، فهم مهديون لأنهم يسيرون بسيرة المهدي ويقودون دولته فضلاً عن كونهم من ذريته ولا يوجد لموضوع العصمة او الامامة دخل فيه.
احمد اسماعيل كاطع وبدعته اليمانية
العرض الشجري