قد لا نبالغ ان قلنا ان الضريبة الباهظة التي دفعها البدريون بعد سقوط النظام لا تختلف كثيراً عما حصل في اثناء المعارضة وقبل سقوط الطاغية اذا لم تكن اقسى وقد كثف الحاقدون اسلحة التشويه المعنوي والجسدي ضد البدريين بسبب مواقفهم البطولية في العهد البائد ومواجهتهم ابشع نظام بوليسي في المنطقة والعالم.
ورغم كل اساليب التسقيط وبشاعة الحملة المضادة ضد البدريين ومن اطراف دولية واقليمية ومحلية من اجل اضعاف دور هذه المنظمة الوطنية التي وضعت كل خبراتها وتجاربها في خدمة العراق الجديد واستطاعت التخلي عن سلاحها لانتفاء مبرراته الاساسية والانخراط في البناء والاعمار والتنمية والمشروع السياسي.
ورغم الرهانات البائسة على اشغال البدريين من اداء دورهم الوطني في الحفاظ على امن العراق واستقراره الا ان (بدر) ظل صامداً لم يتزعزع او يتراجع وقد تكون تداعيات هذه الهجمة على أي تشكيل سياسي في العراق خطيرة وربما تسهم في تقويضه والقضاء عليه.
اهم عناصر القوة ومقومات الصمود والبقاء والتاثير في بدر هو القيادة الشرعية المخلصة التي كانت ومازالت صمام امان من ظواهر الانشقاق والنفاق والزلل بالاضافة الى الثبات العقائدي والوضوح الفكري والسياسي الذي يتحلى به البدريون رغم محاولات التهميش والاقصاء التي يمارسها المغرضون.
البيان الاخير الذي وجهه سماحة السيد الحكيم لابنائه البدريين والوصايا القيمة والوجيهات الرصينة تعتبر وثيقة عمل لمواصلة الطريق الصعب ومواجهة التحديات والمخاطر التي يواجهه البدريون من قوى متعددة الاطراف والتوجهات.
سماحة السيد الحكيم اطال الله عمره الشريف وسدد خطاه كان يشخص بدقة عالية مكامن الخلل ومواطن الزلل ويضع يده على الجرح ليشخص الداء والدواء في نفس الوقت من اجل ضخ التشكيل السياسي بنبض الحياة والعطاء في وقت تكالبت قوى الشر على اطفاء مشاعل بدر لتغرق المسار بظلام.
وما يدعونا الى الفخر والاعتزاز ان وجود القيادة الواعية والحاضرة والمستوعبة لكل اشكاليات الحضور والتغيير سيكون محفزاً لنا جميعاً بالثقة العالية على مواصلة الطريق والاستمرار الى النهاية ولن تستطيع قوى الشر والظلام من النيل من هذا التشكيل المبارك وهي خارج السلطة مثلما فشلت من تقويضه وهي داخل السلطة.