أي ائتلاف او اتفاق سياسي لا يمكن تصوره بلا خلاف او تباين في وجهات النظر والرؤى والا لما احتجنا الى ائتلاف او اتفاق او تفاهم لو كنا نتفق في كل شىء ونأتلف على كل حال ونتفاهم على كل الاشياء فهذا لم يحصل حتى في الحزب الواحد او الاسرة الواحدة او حتى الانسان لم يكن قالباً جاهزاً مبرمجاً لا يقبل التغيير او التراجع في مواقفه.
من يتصور ان المختلفين لا يمكنهم الائتلاف وتجاوز الاختلاف فهو غارق في الاوهام والبساطة والجهل.
والائتلاف العراقي الموحد الذي دعا سماحة السيد الحكيم الى تفعيله وتطويره هو ضرورة سياسية لا يخدم طرفاً دون طرف او جهة دون اخرى بل هو قدر سياسي لكل من يريد ان يواجه التحديات والتهديدات التي تواجه العملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق.
ما يعزز ثقتنا بالائتلاف وتأكيدنا على ضرورة تفعيل دوره أمران الاول الدخول في قائمة واحدة غير مشتتة والتأثير في البرلمان والحفاظ على ثقافة المشاركة واحتواء جميع الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية.
والثاني هو الغضب والانزعاج الذي تبديه القوى الظلامية الشريرة التي تحاول اضعاف الائتلاف واجهاضه بكل ما تمتلك من وسائل وامكانات وهي نفسها التي تريد اعادة المعادلة الطائفية السابقة الى الحكم في العراق وما يعجبهم سيعجبنا بالتأكيد.
المطالبون بتفتيت وتتشتيت جهد الائتلاف العراقي الموحد هم انفسهم الحريصون على افشال التجربة العراقية الجديدة وهم انفسهم الذين سيدخلون في قوائم كبيرة للانفراد في الحكم والقرار وابعاد الائتلاف العراقي الموحد.
تجربة الائتلاف العراقي الموحد الماضية عززت ثقافة المشاركة واحتواء جميع الاطراف والاطياف السياسية بل تنازل الائتلاف عن استحقاقه الانتخابي من اجل الاستحقاق الوطني والوحدوي في واحدة من اخطر مراحل العراق الانتقالية بينما كان بامكانه ان يشكل الحكومة بمفرده لكنه ابى الا ان يشرك جميع المكونات في حكومة الوحدة الوطنية.
لم يبق مجال امامنا الا شد الرحال للدخول في قطار الائتلاف وقد يتوقف عند بعض المحطات لكنه لن ينتظر المتباطئين المترددين الذي يقدمون قدماً ويؤخرون اخرى. وان الدخول الى البرلمان القادم بكتلة كبيرة امر لا مفر منه للحفاظ على العملية السياسية وتعميقها ، وما ذكره الشاعر العربي يفيدنا في هذا السياق:
تأبى العصي ان اجتمعن تكسراً واذا أفترقن تكسرت احادا