الإبحار في أعماق نفسٍ بائسة
تحمل نفساً مثقلةً بالهموم .. وجسد ترافق مع الآلام
تتلمس طريق الحياة وسط ظلامٍ دامسٍ من الأحزان
تحمل بقايا أمل يدفعها دفعاًالى تلك الفجوة التي تشع ضياءً
ترى الحياة من حولها صاخبة .. ولكن ذلك الهم الجاثم على صدرها
يحول دون تفاعلها مع ذلك الصخب .. يمنعها من الإحساس بكل ماهو جميل من حولها
تهمس الى نفسها كلما رأت من حولها ثغر باسم :
ترى لم يبتسم ؟؟
ألم تتسلط القسوة على رقبته كسيف حاسم؟؟
يتنقل نظرها بين صفحات الحياة .. تتساءل باستغراب :
ما بال الأزهار تتفتح؟؟ ألا تعلم ان عمرها قصير ؟؟
ألا تعلم .. أن وريقاتها ستتقاذفها الأعاصير؟؟
وما بال الفراشات تنشر أجنحتها المرسومة ..؟؟
ألا تعلم أنها ستتمزق ..ستذوي ستطويها تقلبات الأيام المسمومة
وان نهايتها باتت محسومة ..؟؟
تسمع العصافير مغردة ..
ترى هل تغرد ألما ..أمحزنا ؟؟
تعود إلى نفسها .. تتفحص آلامها .. يسرح تفكيرها بين زوايا أحزانها ..
رغم كل شئ ما زالت مؤمنة .. ولكنه إيمان متذبذب ..
يتناسب عكسيا معأحزانها ..
مع الألم الذي تشعره ..
مع الواقع الذي تعيشه ..
فيلحظة من اللحظات التي كشر فيها الحزن عن أنيابه ..
تفجر في ذهنها سؤال شيطاني :
ترى ..لماذا أعيش؟؟
لماذا لا أزهق تلك الروح المكبلة بقيود الأحزان؟؟
لماذا لا أرافق الموت لأرتاح ؟؟
أرتــــــــــــــــــــــــــاح .. أرتـــــــــــــــــــــــاح ..
تردد صدى هذه الكلمة في ذهنها ..
خيم الصمت على تفكيرها ..
بدأ معدل الإيمان يرتفع ..
تحدثها نفسها ..
هل تزهقين خلقاً ليس ملكك ؟؟
هلأنتِ قاتلة ؟؟
هل الموت بهذه الطريقة سبيل الراحة الأبدية؟؟
من قال لك ذلك ؟؟ وانت تتجرئين على روحاً خلقها الله ..
وهو سبحانه الذي ينهيها متى شاء ؟؟
تقولين أنك لستِ بالحياة راغبة لأنها مليئة بالنكسات والأحزان
فلماذا تغضبين الله في خاتمتك .. ؟؟
لماذا تخسرين دنياك وآخرتك؟؟
أين عقلك ؟؟
ألا تعلمين أن الصبر على الألم يرفع منزلتك ..
وان الفرج آتٍ وستستعيدين عافيتك ..
فهذا ما وعد به الرحمن ..
كلمات سطرت بالقرآن ..
حاضرة في كل مكان وزمان ..
أفيقي وانظري للحياة من حولك .. بقلب مؤمن راضٍ بنصيبك من الحياة
رغم الألم ابتسمي ..
وانظري الى تلك الفراشة التي ستموت قريباً
والأزهار التي ستذبل قريباً ..
ترافقت مع بعضها بصحبةٍ عطرة .. ولم تركن للأحزان
فنثرت البهجة بالنفوس .. وعبق عبيرها في كل مكان ..
أبت إلا أن تترك آثاراً طيبة .. وذكريات جميلة ..
على الرغم من نهايتها الحزينة ..
فهلاَ تعلمنا من تلك المخلوقات كيف نتعامل مع الحياة ؟؟
وكيف نصبح عنصراً فعالاً .. نمارس العيش برضى وقناعة؟؟
هنا صمت حديث نفسها المؤمنة الثائرة على أفكارها الشيطانية ..
فكان صعود مؤشر الإيمان متزامنا مع انخفاض مؤشر الأحزان ..
استبشرت نفسها .. وارتاحت
ونطق لسانها بما يحمله قلبها ..
استغفر الله.. استغفرالله .. استغفرالله..
وجدتها .. وجدتها ..
لقد توصلت للعلاج ..
إنه ..
الإيمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ان
منقووووووووووول
لما فيه من الفائده