موروثات الماضي كثيرة لا تعد ولا تحصى
نذكرها من حين لأخر لنمجد تاريخنا العريق وننسى ما وصلنا إليه في الحقبة الزمنية الاخيرة متناسين كل الحقائق المرة التي تحاكي واقعنا المظلم !
على صعيد أخر نجد كثير منا ينظر للمستقبل
كأفق جديد سيعيد إلينا أمجاد الماضي المفقود بألق وحلة جديدة !
فنجدهم بعد فترة يدورون في دوامة جديدة باحثين عن كوى تخرجهم من هذا الظلام الحالك !
جماعات كثيرة يكرسون جُل وقتهم في سبيل ان يكونوا مستقبليين يورثون أعمالهم للأجيال القادمة على حد زعمهم !
لا نختلف كثيرا على ذلك في حين نظرنا للماضي على انه الاساس .. لا ان ننظر إليه على إنه جثة هامدة ملقاة على قارعة الطريق نبتعد عنها بقدر الامكان !
متناسين الوضع والهموم وأسباب تلك الخسارة والروائح الكريهة !
استعادة الماضي ربما سيكون حجر الإساس والزاوية للأعمال والافكار التي انتجتها البشرية على مر العصور.
ما من ثقافة وعلم منحوت إلا ويتكئ على ذلك الماضي الذي يفيض ويزخر بالعلم والمعرفة مثل مياه الذهب من جرّة السّنين. هكذا يسرد الماضي حكاياته الجميلة لا من أجل التكرار بل من اجل ان يصوغ التجلي والابداع الذي نريد ونحلم به !
حين نستدرك هذا الموقف ولا نحرك ساكناً فيضيع إرثنا الموصول بالماضي كـ هباء منثور فيأخذنا بعصفه فلا يفيد ولا نستفيد ..
ضائعين بدون ملامح راسخة لتحل محلها وقائع وملامح جديدة غير مرتكزة تساهم المخيلة في رفعها لوقت ما ما تلبث فترة حتى تضيع مرة اخرى حالها كحال غيرها !!
فبات المستقبل مريباً بكل ذخائره ومعالمه مكنوناً في خزينة المجهول لا سبيل إلى أن يُلمس إلا بإحتمال أن يصبح ماضياً !!
تحياتي لكم
بنوتهـ