|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 31465
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 228
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
mayami
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 20-06-2009 الساعة : 06:14 PM
موقع «انترناشيونال اويل دايلي»
سكوت ريتر (مفتش الأسلحة السابق للأمم المتحدة)
نشر: صحيفة السفير
يوم الجمعة الثاني عشر من حزيران 2009 أجرت جمهورية إيران الإسلامية انتخاباتها الرئاسية العاشرة منذ تأسيسها في العام 1979. وبسرعة غير مسبوقة، أعلن وزير الداخلية الإيراني المسؤول عن الإشراف على العملية الانتخابية ومعالجة نتائجها، فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بـ 63 في المئة من الأصوات. أما أقرب منافسيه، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي فقيل انّه حصل على نسبة تقل عن 34 في المئة. وقد صادق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على فوز نجاد في إعلان أصدره بعد يوم واحد على عملية الانتخاب، عوضا عن مهلة الأيام الثلاثة المعهودة، فما كان من موسوي إلا أن سارع إلى الحديث عن تلاعب، زاعما أن الانتخابات زوّرت ووجّهت على نطاق واسع، ورافضا القبول بالنتائج الرسمية.
هكذا، بعد أيام عديدة من الاحتجاجات الجماهيرية وأعمال العنف المرتبطة بها، أمر خامنــئي مجلس صيانة الدستور، وهو المثيل الإيراني للمــحكمة العليا الأميركية، بإجراء إعادة فرز محدودة للأصوات، لتحديد ما إذا كانت هناك من مخالفات. وفيما يعتبر الإعلام الغربــي ومصادر المعــارضة الإيرانية أنّ هذه الخطوات تدل على حــدوث تزوير، ينبــثق تفسير آخر من كميات المعلومات المتناقلة على شبكة الانترنت، والتي تبدو مغذية للأزمة.
لا يمكن التقليل من أهمية شبكة الانترنت في نقل وصياغة الأخبار الواردة من إيران. ويؤكد تدخل وزارة الخارجية الأميركية لدى موقع «تويتر» الاجتماعي على الشبكة للإبقاء على خدماته في إيران، رغم حاجته لأعمال الصيانة الضرورية، الأهمية التي يعلقها المسؤولون الأميركيون على ما تقدمه المنابر الإعلامية الغربية من مصادر معلومات مقربة من المعارضة.
أما الفرد المسؤول عن تلك المكالمة الهاتفية (بين الوزارة و«تويتر»)، فهو جارد كوهين، الذي يعمل في فريق التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية منذ ايلول 2006، وتحديداً في الملفات المتصلة بمكافحة الإرهاب والتطرف.
في العام 2008 أدار كوهين خطة قامت بها وزارة الخارجية تحت تسمية «تحالف الحركات الشبابية»، تركّز على كيفية استخدام المواقع الالكترونية الاجتماعية مثل «فايسبوك»، كأداة لتعزيز التنظيمات والنشاطات الشبابية في أنظمة قمعية كالنظام الإيراني. وتزامن تنصيب كوهين مع تلقي وزارة الخارجية لمبلغ 75 مليون دولار مخصص لحملات إعلامية مناهضة لإيران ولمساندة القوى المعارضة للنظام داخل إيران وخارجها.
كما تضمن دور كوهين في فريق التخطيط السياسي ابتكار أساليب جديدة في استعمال شبكة الانترنت لأهداف مرتبطة بزعزعة الحكومة الإيرانية. وفي السياق ذاته، شارك كوهين في «مجموعة السياسة والعمليات الإيرانية ـ السورية» (ايسوغ)، وهي مجموعة مشتركة بين وكالات مسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لأعمال سرية ضد إيران بهدف تغيير النظام.
ما برح الالتزام الأميركي بتسهيل «ثورة مخملية» في ايران قائما منذ عام 2006. وقد ورثت إدارة الرئيس باراك اوباما سياسة «التغيير الناعم للنظام» هذه عن إدارة بوش، إلى جانب نشاطات سرية أخرى أكثر صلابة. وكانت إدارة اوباما (الخارجية)، التي تترأسها الوزيرة هيلاري كلينتون، تبنت علنا مقاربة أكثر عمليّة للعلاقات الخارجية، متخلية عن السياسات المحرّكة أيديولوجياً لإدارة بوش، وبالأخص تلك التي ترتكز على استخدام القوة لانجاز تغيير للنظام في طهران. ودافعت كلينتون عن استخدام ما وصفته بـ «القوة الذكية»، كما ساندت اوباما في دعوته غير المشروطة للقاءات إيرانية ـ أميركية. وتعرّفت وزيرة الخارجية الى أعمال مجموعة «ايسوغ» والجهود التي يقودها جارد كوهين لاستخدام شبكة الانترنت كأداة لتعبئة المعارضة في إيران، من خلال السفير ذي الخبرة الدبلوماسية الطويلة دنيس روس، الذي عمل مع إدارتي جورج بوش الابن وكلينتون، وعيّن مبعوثا خاصا لوزارة الخارجية الأميركية إلى إيران منذ شباط 2009.
وتعمل مجموعة «ايسوغ» من خلال وسطاء أوروبيين على تحضير عملية في إيران تتبع نموذج الثورات «الناعمة» التي اندلعت في تشيكوسلوفاكيا وأوكرانيا ومناطق أخرى. وتهدف هذه العملية إلى تعبئة معارضة كافية داخل إيران لانجاز تغيير بحكم الواقع للنظام عبر إخراج الرئيس احمدي نجاد من المنصب الرئاسي، من خلال أصوات المقترعين في انتخابات حزيران 2009.
ويعدّ السفير روس من الأعضاء المؤسسين لـ «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» (وينيب)، وقد عمل مستشارا لدى هذه المنظمة منذ تركه الخدمة الحكومية العام 2000. وأصبحت أعمال جارد كوهين مألوفة لدى روس الذي ساعد في تسهيل محاضرة ألقاها الأول في شهر تشرين الأول 2007 أمام الـ «وينيب» تحت عنوان : «النساء والشباب والتغيير في الشرق الأوسط». وكان موضوع كوهين المحوري هو ما أسماه «الديموقراطية الرقمية»، وهو مفهوم يقوم على أنّ الشباب في الشرق الأوسط «جاهزون بشكل خاص للتأثير الخارجي» عبر «ممرّات التكنولوجيا» كالفضائيات التلفزيونية والهواتف المحمولة وشبكة الانترنت.
|
|
|
|
|