|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
عقيدتنا في المعاد
بتاريخ : 05-07-2009 الساعة : 09:01 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
المعاد
الروح والجسد
للمرء في هذه الحياة: روح وجسد، الروح تدرك والجسد يتحرك.
والجسد كثوب للروح، فالروح هي التي تبصر وتسمع، وتذوق وتلمس، وتشم وتفكر.. والجسد كالآلة.
فكما أن النجار لا يقطع الخشب إلا بالآلة، والقاطع هو النجار، وكما أن الحداد لا يصنع الماكنة إلا بالماشة.. والصانع الحداد.. كذلك الروح تفعل، والجسد كالآلة.
وللروح غير هذه الادراكات الخمسة الظاهرة أعمال أخر: كالتفكير والتعقل..
والروح حقيقتها مجهولة، وإن عرفنا آثارها، وقد عجز العلم مع هذا التقدم المدهش عن اكتناهها.
وقد أشار القرآن الحكيم إلى غموض هذا المخلوق، بقوله: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)(1).
وقد ارتكس بعض الماديين في الجهل الشائن: فزعم أن ليس هناك أمر وراء المادة، والروح إنما هي من آثاره، وأقاموا لذلك شواهد، زاعمين انهم بذلك تحرروا عن توابع الروح، لكن كشف ستار جهلهم استحضار الأرواح، الذي أصبح من العلوم الشائعة، من نصف قرن تقريباً.
وقد حاولوا أول مرة خنق أصوات المكتشفين، بالتهريج و..، لكن خاب أملهم، وخنعوا أخيراً لهذه الحقيقة البارزة، وقد تحشدت الصحف والمختبرات قواها لدعم هذه الحقيقة، حتى أدت الملايين من الناس صدق المدعى.
وما كتاب: (على حافة العالم الأثيري) إلا كقطرة بالنسبة إلى بحر من هذا العلم العجيب.
وعلى أي: فالروح موجودة، وهي تدير هذا البدن، إدارة الحكومة للمملكة.
وهي وسيعة جداً، وليست كضيق البدن في الحركة والسكون، فقد تذهب إلى بلاد بعيدة، وترى أشياءً عجيبة، والبدن ملقى بين يدي المحضِّر.
وليست الرؤيا إلا لمحة من أشعة الروح، وإن لم يكتشف العلم حقيقة الرؤيا ـ أيضاً ـ إلى يومنا هذا.
وليس العامل لإنكار الروح، الذي يزعمه، أو يتزعمه بعض الناس، إلا أحد أمرين:
1: ضيق الفكر، وقلة الثقافة.
2: الخلاص من تبعات القول بوجود الروح.
وكلا الأمرين آفة ومرض، يجب مكافحتها، كما تكافح الجرائم.
فإن قلة الثقافة في عصر العلم، جريمة لا تغتفر.
والتخلص من تبعات حقيقة معلومة لها آثارها الحسنة أو السيئة، ليس تخلصاً في الحقيقة، بل هو زعم سينال الزاعم وبال أمره، وتكون عاقبة أمره خسراً، فهو كمن ينكر إحراق النار ثم يلقي نفسه فيها، أو يزعم أن السم لا يؤثر ـ مرضاً أو هلاكاً ـ فيشربه، فيلزم على كل أحد أن يلزم على يديه لكي لا يلقي بنفسه إلى التهلكة بأهوائه وشهواته.
وربما عذرنا من ينكر الروح، لو كان الأمر مجرد إخبار الصادقين من الأنبياء والصلحاء (عليهم السلام)، وقبلنا عذر المنكر الزاعم: انه لا يعترف إلا بالمحسوس ـ وإن كان لا مجال للإنكارـ.
أما وقد دخل الأمر في نطاق المحسوس، وخضع أمام مدرسة التجريب.. فلاعذر لمنكر.
بين العالَمَين
للإنسان سفر طويل ذو مراحل:
يسافر جسمه من الأرض، ثم من النبات، ثم من الحيوان، حتى ينعقد نطفة.
ثم يسافر إلى الرحم، فهو علقة، ثم مضغة، ثم لحم وعظام، ثم خلق سوي.
ثم يسافر إلى الدنيا، فهو وليد، ثم طفل، ثم يافع، ثم شاب، ثم كهل وهرم.
ثم يسافر إلى الأرض ثانية، فيبقى مدة، حتى يصير تراباً.
هذا سفر جسمه.
أما سفر روحه: فقد خلقت الروح قبل الجسد ـ كما تنبؤنا الأحاديث(2) ـ.
ثم تتعلق بالجسد ـ وهو الجنين ـ، ثم تصاحبه في دار الدنيا، ثم تفارقه بعد الموت.
ولا تبطل الروح بعد الموت، بل تبقى:
إما منعمة، إن كانت أحسنت في الدنيا.
وإما معذبة، إن كانت أساءت.
وهذا الدور للروح يسمى: (البرزخ).
وقد ظهر علم التحضير من هذا الدور للروح المدهش العجيب، وصدق ما كان يقوله القرآن والأنبياء (عليهم السلام) من ذي قبل:
يقول القرآن العظيم: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)(3).
وقال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحـــقوا بهـــم من خـــلفهم ألا خـــوف عـــليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأَن الله لا يضيع أجر المؤمنين)(4).
وقال رجل للإمام الصادق (عليه السلام): (أتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه، أم هو باق؟ قال (عليه السلام): بل هو باق..)(5).
وقال حبَّة العرني: (خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر، فوقف بوادي السلام، كأنه مخاطب لأقوام، فقمت بقيامه، حتى عييت، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالني ما نالني أولاً، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت وجمعت ردائي، فقلت: يا أمير المؤمنين! إني قد أشفقت عليك من طول القيام، فراحة ساعة، ثم طرحت الرداء ليجلس عليه.
فقال(عليه السلام): يا حبَّة! إن هو إلا محادثة مؤمن، أو مؤانسته.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين! وانهم لكذلك؟
قال (عليه السلام): نعم، ولو كشف لك لرأيتهم: حلقاً حلقاً، محتبين يتحادثون.
فقلت: أجسام أم أرواح؟
فقال: أرواح)(6).
يقول علماء التحضير: إنهم سألوا عن الروح الذي حضَّروه: هل إنكم هناك في سعادة أو بؤس؟ فأجاب: بأنهم مختلفة المراتب.
وسألوا: هل هناك ماء وشجر، وروض وقصر؟ فأجاب: إنها موجودة هناك، وأجمل من الدنيا بدرجات. ولكنها ليست مما ألفه الإنسان في هذه الحياة، بل قسم لم يشاهده الإنسان.
وبعد أن أيَّد العلم التجريبي هذه الحقائق، لا يحق لأحد أن يقول:
1: نحن لا نرى العقاب والثواب، والحور والقصور، والروض والزهور.
2: لم يأتنا أحد يخبرنا عن ذلك العالم، حتى نصدقه.
اذ يجيب علم التحضير على الكلامين:
1: إنا رأينا الثواب والعقاب..
2: أتتنا الأرواح، وأخبرتنا عن ذلك العالم..
|
|
|
|
|