[علي الفاروق]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجه وسهل مخرجه

والعن اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين

" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين "

اما بعد : بعد ثبوت حديث الثقلين ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ." صدق رسول الله
وحصول التواتر في خبر هذا الحديث حيث رواه نحو 34 صحابي وصحابية .

فذهب مجموعة من النواصب إلى وضع احاديث موضوعة مقابل حديث الثقلين ، وتحريف لفظه إلى [ كتاب الله وسنتي ] وثبت بجميع طرقه بانه موضوع ، وغيرها من الأحاديث .

وفي هذا البحث إن شاء الله سيكون التحقيق حول حديث [ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ] فهذا الحديث وضعته النواصب من اهالي الشام حيث أنَّ غالب رجال الحديث الذين تتبعتهم كانوا من [ الشام ] او [ حمص ] ومن المشهور بل المتواتر عند المؤرخين أنَّ أهالي [ الشام و حمص ] كانوا نواصب من عهد الملعون ـ معاوية بن ابي سفيان ـ إلى هذا العهد حيث تجد بعض النواصب.

فحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " لم يرويه أحداً من الصحابة سوى صحابي فريد ينقل لنا هذا الخبر وهو " العرباض بن سارية " حيث قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه " الإصابة في معرفة الصحابة (4/482ـ483) " على أنه كان من نزيل حمص ! .

وكما أسلفنا سابقاً بأنَّ أهالي حمص كانوا نواصب ، فمن المؤكد بأنه من وضعه .

قال السيد علي الحسيني الميلاني في " نفحات الازهار ج2 ط مهر " :
/ الصفحة 313 /
اما العرباض بن سارية الصحابى
وهو الذي عليه مدار هذا الحديث فلاشك في كونه كذابا ، اذ كان يدعي انه ربع الاسلام ، هذا باطل محض ، وكذب بحت ، لايشك في ذلك ولا يرتاب من وقف على الاثار والاحاديث المذكورة في كتب أهل السنة ، في ذكر السابقين إلى الاسلام .
ومن الغريب : ان عمرو بن عبسة ايضا كان يقول : أنا ربع الاسلام ، وهذا ما دعى محمد بن عوف إلى أن يقول : " لاندري أيهما اسلم قبل صاحبه " والحال ان دعوى كل منهما بالنظر إلى تكذيب أحدهما الاخر باطلة .
قال ابن حجر العسقلاني : " قال محمد بن عوف : كل واحد من العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة يقول : أنا ربع الاسلام ، لاندري أيهما أسلم قبل صاحبه " (1) .
ومما يدل على كذب العرباض قوله " عتبة خير منى سبقني إلى النبى صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بسنة " .
فقد قال ابن الاثير وابن حجر واللفظ للاول بترجمة عتبة بن عبد : " أخبرنا ابوياسر بن هبة الله بأسناده عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبى ، حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا اسماعيل بن عياش بن ضمضم بن زرعة عن شريح ابن عبد قال : كان عتبة يقول : عرباض خير مني ، وعرباض يقول : عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وآله بسنة " (2) .
_____________
1 . تهذيب التهذيب 7 / 174 .
2 . اسدالغابة 3 / 362 ، الاصابة 2 / 447 .

/ الصفحة 314 /
وظاهر أنه لو كان قول عرباض " أنا ربع الاسلام " صحيحا لكان عتبة بن عبد الذى سبقه إلى الاسلام - بناء على قوله الثاني عتبة بن عبد خير مني سبقنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة - ثلاث الاسلام ! ! وعلاوة على أن الاحاديث الكثيرة تكذب هذا المعنى ، فانه لم يقل أحد من عتبة بأنه ثلاث الاسلام .
وعلى ذلك فان قول العرباض " أنا ربع الاسلام " باطل ، من هذه الجهة ايضا .
ومما يدل على كذبه أيضا ما نقله ابن الاثير بترجمة عتبة فقال : " روى اسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبد قال : قال عتبة بن عبدالسلمى كان النبي صلى الله عليه وآله اذا أتاه رجل وله الاسم لايحبه حوله ، ولقد أتيناه وانا لسبعة من بنى سليم اكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعا " (1) .
فانه - كما ترى - يثبت كذبه في قوله " انا ربع الاسلام " وكذبه في
قوله عن عتبة " عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة " .

.... الى نهاية الصفحة
_____________
1 . أسد الغابة 3/362




فقد رواه عن ـ العرباض بن سارية ـ عدة من التابعين ، وهم :
أولا : عبد الرحمن بن عمرو السلمي : رواه عنه :
1ـ خالد بن معدن
2ـ ثور بن يزيد
3ـ ضمرة بن حبيب
ثانيا : المصاهر بن حبيب : ورواه عنه :
1ـ أرطاة بن المنذر
ثالثا : جبير بن نفي : ورواه عنه :
1ـ خالد بن معدان
رابعا : حجر بن حجر الكلاعي : ورواه عنه :
1ـ خالد بن معدن
2ـ ثور بن يزيد
خامسا : عبد الرحمن بن ابي بلال : ورواه عنه :
1ـ خالد بن معدان
سادسا : يحيى بن ابي المطاع : ورواه عنه :
1ـ عبد الله بن العلاء بن زبر
2ـ العلاء بن زبر .





يتبع ... ان شاء الله