[frame="11 70"]>
> د. كاترين ميخائيل
>
> ( كتبت الصحفية العراقية اسراء خليفة تقول : ام محمد
> .. امرأة في الخامسة والاربعين من عمرها لها اربعة
> اولاد تيتموا في انفجار ارهابي مجنون حدث في الباب
> الشرقي بينما كان أبوهم يقود سيارته (الكيا) ليركنها
> بجانب عدد من السيارات الواقفة بانتظار (العبرية)..كان
> القدر بانتظار ام محمد التي فجعت بزوجها الذي اعادوه
> اليها شهيدا ليضعها في امتحان عسير مع اربعة ايتام لا
> معيل لهم سوى هذه (الكيا) التي لا يمكن ان تنفق عليهم
> بدون ان تقاد في الشارع.بقيت (الكيا) مركونة في كراج
> المنزل المستأجر لعدة اشهر وانفقت ام محمد كل ما
> أدخرته من المال واصبح عطاء الاهل والاصدقاء يقل وقررت
> (ام محمد) ان تعطي السيارة الى سائق ليجلب لها المال،
> وجربت ان اعطتها لعدد من الاقرباء الذين اتعبوها
> كثيرا.
> واخيرا جاء قرار ام محمد جريئا ومفاجئا وغير مألوف عند
> الاهل والاقارب والاصدقاء وهو ان تقود هي بنفسها
> السيارة وتعمل بها على نفس الخط الذي كان يعمل زوجها
> به وهو (الباب الشرقي - الزعفرانية). كان الارتباك
> باديا عليها عندما صعدت في السيارة التي سبق (لأبو
> محمد) ان علمها قيادتها في الشارع وكأنما كان يعلم
> بمصيره المحتوم.. وهكذا وضعت (ام محمد) الخجل جانبا
> واصبحت تقف في الشارع بكل رصانة وهدوء ومعها ولدها
> البكر الذي يبلغ من العمر (10) سنوات (لتقبط) سيارتها
> وهي الآن تعمل على الخط كما تقول وتربح الكثير وليست
> بحاجة الى احد يعطف عليها..)
>
> لم اتمالك نفسي عند قراءة هذه المقالة في موقع
> الجيران وانفجرت الدمعة في عيني ، وكم تمنيت تلك
> اللحظة لو كانت ام محمود بجانبي لحظنتها وقبلتها من
> وجنتيها الخجولتين . اقول لك ايتها المراة العراقية
> ام محمد انك الام الرائعة المضحية من اجل اطفالها .
> انك المراة العراقية الجريئة التي نقتدي منها الجراة
> والكرامة العالية رغم اني اكبر منك سنا, لكني اقتدي
> بشهامتك التي قلما تملكها النساء في مجتمعاتنا الشرقية
> . انك بخطوتك هذه كسرت حاجز العادات والتقاليد التي
> تريد من المراة العراقية ابقاءها اسيرة البيت مكسورة
> الجناحين . اليوم اطفالك صغار لكنهم سوف يكبرون
> ويقدرون هذا الموقف الرائع لوالدتهم . بخطوتك هذه دخلت
> تاريخ الحركة النسوية العراقية من ارقى صفحاته
> النضالية . ارى فيك الام الشجاعة . الارملةالمحترمة
> ذات النفس العزيزة . الام الوقورة الحريصة على اطفالها
> .لكني اسأل اين ستبقين اطفالك الصغار يا عزيزتي ؟
> حتما هناك الاهل والاقارب الذين سيساهمون برعايتهم.
> هذه هي العائلة العراقية التي تحتضن الايتام . في كل
> الديانات السماوية تقول هناك اجر عند ربك لو رعيت او
> اطعمت اليتيم وهذا ما سيحصل عليه الاقارب
> الذين يساعدوك .
> انا متأكدة عزيزتي ام محمد إنك لجأت الى هذا القرار
> بعد معاناة كبيرة . أعرف إنك كنت بحاجة الى اطعام
> اطفالك ، وتوصلت الى قناعة( العمل عبادة) ، وفعلا هذا
> ارقى انواع العبادة . حقا إن الظروف الصعبة هي التي
> تخلق الانسان القوي اعني هنا المراة القوية التي تحاول
> ان تطرق الابواب حتى يفتح احدهم لها والمثل العربي
> الذي يقول (الحاجة ام الاختراع ) انطبق على ام محمد
> الحنونة على اطفالها .
> وأحكي هذه القصة لأختي ام محمد . كنت في الصف الثالث
> المتوسط كان يدرسنا المرحوم الاستاذ جرجيس حميكا مادة
> الفيزياء . وكان له من الخدمة انذاك 23 عاما في تدريس
> مادة الفيزياء وكان يقيم من بين الاساتذة الناجحين في
> تدريس هذه المادة . وقف شامخا امام طالباته ليتحدث عن
> والدته قائلا : انا جئت من عائلة فقيرة . والدتي إمراة
> مضحية كانت تخبز عند اغنياء مدينة الموصل لتجمع كل شهر
> مصاريف الجامعة وترسلها لي . عندما كنت اشتري
> السندويج لوجبة الغداء كنت اسأل نفسي كم قرصة خبز خبزت
> والدتي لتجلب لي هذه السندويج ثم يقول : الفقر عمل مني
> هذا المدرس الناجح كنت افكر ان اتخرج من الاوائل كي
> اتعين باسرع وقت واوفي والدتي العظيمة . وهذا كله جاء
> بفضل والدتي التي لم انساها يوما واحدا قبل وبعد
> التخرج . انا فخور بكوني ابن الفقيرة الخبازة .
> هكذا سيعتز اولادك بهذه التضحية التي تقومين بها
> وانت معززة مكرمة لا تمدي يدك الى احد مهما كانت صلة
> القرابة . اليوم الجميع يحتاج الى الماكل والمشرب
> والملبس . عفاك الف مرة واشد على يديك ام محمد ,واكثر
> من هذا انك تجابهين الارهاب وانت شوكة حادة بعين العدو
> الذي يحاول ان يدمر المراة العراقية ويسلب منها
> كرامتها . والله يزيد من امثالك . [/frame]>