[معتدل]

النبي صلى الله عليه وآله ..
بينما كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالساً بين أصحابه يوماً إذ دخل أحد اليهود ووقف على هامة النبي صلى الله عليه وآله صائحاً يا محمد لمَ لم تؤدّ ما عليك من الدين إنكم بنوا هاشم تماطلون في السداد – وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أرسل خادمه ليستلف له صاعين من الشعير – فقام أحد الصحابة وسلّ سيفه قائلاً :يارسول الله إإذن لي أقطع عنقه ..فقال صلى الله عليه وآله :ما هكذا يكون الحَكَمُ العدل !بل تأمره بحُسن الطلب ،وتأمرني بحسن الأداء !؟ ثم التفت الى اليهودي قائلا: يا هذا ألم يبق من الموعد ثلاثة أيام ومع هذا سنعطيك حقك ..ونادى على أنس خادمه أن يأتيه بأربع صوع من الشعير وأعطاها لليهودي وقال له : هذه صاعين حقك وصاعين لأننا روّعناك (أخفناك) !!فأخذها اليهودي وخرج ..ثم عاد بعد برهة معلناً شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقال: والله يارسول الله ما بي حاجة الى الشعير وهو صدقة على فقراء المسلمين ..فسأله صلى الله عليه وآله :فلمَ فعلت ذلك؟ فقال: لقد قرأت صفات نبي آخر الزمان في التوراة فوجدتها فيك إلا صفة الحِلم (وهو أن لا يردّ الجاهل بجهله) فأردت أن أجربها.. فكنت كما وُصِفت!!..
الباقر عليه السلام..
تمارى رجلان في من أحلم الناس.. فقال الأول :أحلم الناس محمد الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام ،فقال الثاني بل أحلم الناس فلان وإن شئت لأغضبنّ صاحبك .. قال له :إن فعلت فلك كذا وكذا.. وانتظر خروجه من المسجد ..فخرج عليه السلام بين جمع من أصحابه فتلقاه وقال له : يا هذا ..أنت الذي يسمّونك البقرة !!ما أظنك إلا ابن كناسة طباخة!! لا تردّ يد لامس!! وكلّ التهم سهلة إلا ..لا تردّ يد لامس فهذا يعني إنك (وحاشاه) مشكوك بأصلك .. فهبّ الأصحاب ليفتكوا به ..فقال على رسلكم إنما هو رجلٌ متّهم فنردّ عليه تهمته !! يا هذا .. إن الناس لما رأوني ورثت العلم عن آبائي سموني باقر العلم ولست بقرة ..وأما الكنس والطبخ فهي مهنة أمي (رحمها الله) وأما كونها لا تردّ يد لامس فإن كانت كذلك غفر الله لها ،وإن لم تكن غفر الله لك..ألك حاجة؟؟ فسكت الرجل ..فخلع عليه السلام جبّته وأعطاه إياها ..وقال له:هذه لك لأننا أخفناك!!!