بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً ـ لمحة جغرافية تاريخية:
تقع جمهورية مدغشقر -وهي جزيرة بالمحيط الهندي- في جنوب القارة الإفريقية وهي رابعة كبرى جزيرة في العالم؛ إذ تقدر مساحتها الإجمالية 587040 كم مربع، يحدها من الشرق موزامبيق، ويبلغ عدد سكانها نحو 17 مليون نسمة، نسبة المسلمين بهم نحو 7%، ويشكل المسيحيون 41%، أما أصحاب المعتقدات الوثنية فتبلغ نسبتهم 52% وفقا لمصادر رسمية أمريكية. وينتشر الإسلام بين ذوي الأصول العربية وأغلبهم من اليمن.
ثانياً ـ المسلمون في مالاجاسي (مدغشقر):
يذكر المؤرخ الفرنسي غابريال فوان عضو الجمعية الآسيوية في باريس وأحد معتمدي الوزير المقيم من قبل فرنسا في مدغشقر في كتابه ((المسلمون في مدغشقر وجزائر القمر)). إن الإسلام دخل إلى السواحل الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من مدغشقر بواسطة العرب أو المسلمين الذين كانوا يتكلمون العربية ويستدل على ذلك من الكلمات العربية الكثيرة التي يجدها الإنسان في لغة سكان مدغشقر.
ومضى العالم الفرنسي فران فيقول: لا شك أن العرب الذين كانوا في الساحل الشرقي من افريقية منذ القرن السابع للميلاد ونشروا دعوة الإسلام فيه قد نزلوا في بلدة ماجونقا وماتيتا نانا من مدغشقر.
ويرى المرحوم الأمير شكيب أرسلان أن العرب نزلوا بجزيرة مدغشقر منذ القرن الثاني والثالث للهجرة وأن تلك الحكايات التي يروونها دائماً من أن مسلمي مدغشقر أصلهم من مكة هي من جملة الافتخار بالأصل العربي. ولم يكفهم أن يكونوا عرباً حتى جعلوا أنفسهم قرشيين بل من آل البيت. على أنه - كما يقول الأمير شكيب - لا يوجد مانع من أن يكون أناس من القرشيين أو من الطالبين قد وصلوا إلى هناك هرباً من سيوف الأمويين والعباسيين.
وقد اتفق المؤرخون على أن مدينة (ماتيتا نانا) هي البلدة الأولى التي نزلتها الجالية العربية والتي صارت عاصمة للقبائل المدغشقرية التي دخلت في الإسلام وما تزال إلى يومنا هذا المركز السياسي والأدبي للمسلمين المدغشقريين في الساحل الشرقي من الجزيرة وإنزال أعدادهم عربية وأيام الأسبوع عندهم عربية بتبديل بسيط في بعض صور التلفظ كانوا يجعلون الباء زاياً والثاء تاءً.
وبالرغم من هذه الحملات النصرانية التبشيرية فلم يدخل في الدين المسيحي إلا مليون ونصف مليون من أصل السكان البالغ عددهم سبعة ملايين وذلك حسب الإحصاء الرسمي الذي نشرته حكومة مدغشقر حيث ذكرت عدد المسيحيين كما قلت وذكرت أن بقية السكان هم من المحمديين و(السرسن) أي المسلمين كما يطلق عليهم الغربيون وغيرهم ممن لا دين لهم وهو لا شك اعتراف ضمني من حكومة مدغشقر بأن أكثرية السكان هي من المسلمين. والذين لا دين لهم أضاعوا دينهم لأن صلاتهم بالمسلمين في جوارهم قد انقطعت فلم يأتهم أحد من الدعاة ولا من المبلغين أو المرشدين حتى تظل شعلة الإسلام مضيئة في قلوبهم. على أن المسلمين الذين وفدوا من الهند الصينية كجنود للمستعمرين الإفرنسيين وكذلك العرب المسلمون الذين وفدوا من اليمن ومن جزائر القمر كان لهم الفضل في انتعاش الروح الإسلامية من جديد في مدغشقر ولا سيما في الجهات الشرقية والشمالية منها.
الشيعة في مدغشقر :
ويبلغ عدد الشيعة الأثنا عشرية في مدغشقر على بعض التقادير (6000) ستة آلاف والإسماعيلية ثلاثة آلاف والبهرة خمسة آلاف، أما بقية المسلمين فهم سنيون.
وقد ذكرت الوكالة الشيعية للانباء ان أتباع أهل البيت في مدغشقراحيوا ذكرى شهادة مولاتنا الزهراء ورحيل الفقيد الشيرازيحيث قالت :
في يوم الخميس الموافق للثالث من شهر جمادى الثانية 1430 للهجرة وبعد صلاتي المغرب والعشاء أقيم مجلس عزاء في (مدرسة اﻹمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بمناسبة ذكرى شهادة مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، والذكرى اﻷولى لرحيل الفقيه المجاهد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه.
وكان البرنامج كالاتي :
• قراءة سورة يس المباركة، تلاها أحد تلامذة المدرسة، وأهدي ثوابها إلى مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها وللفقيد الغالي آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه.
• قراءة المراثي.
• كلمة لفضيلة الشيخ على أصغر (مدير مسجد الزهراء سلام الله عليها) تحدّث فيها عن فضائل مولاتنا الزهراء ومصائبها سلام الله عليها.
• كلمة لفضيلة الشيخ مؤمن (مدير مدرسة اﻹمام المنتظر)، خصّها بالحديث عن سيرة السيدة الزهراء سلام الله عليها، وعن الفقيد الشيرازي.
• كلمة لفضيلة حجّة اﻹسلام والمسلمين الشيخ محمد رضا رضي وسرام (رئيس مؤسسة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وبيّن فيها أهم ميزات الفقيه الشيرازي الراحل.