سياسة تجفيف المنابع ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 14-08-2009 الساعة : 05:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد
سمعنا عن مفهوم تجفيف المنابع منذ أوائل الثمانينيات عندما أخذت السلطات في بلد عربي صغير نسبيًا في المغرب العربي في اتباع سياسة ترمي إلى تضييق الحصار، وخنق الأفكار التي تروج أو تتداول بين الجماعات الإسلامية وذلك من خلال السيطرة على المساجد، وإغلاقها إن تطلب الأمر والرقابة الصارمة على المطبوعات، وتعديل المناهج التعليمية، وإلغاء المعاهد الدينية أو حصر نشاطها في مجرد تعليم العبادات دون المعاملات أو العقيدة وما إلى ذلك من الإجراءات التي وصفت كلها بأنها تستهدف منع الأفكار من الوصول إلى الجمهور المسلم في ذلك البلد، وهي الأفكار التي وصفت بأنها متطرفة علىرغم أنها أفكار تدور حول العقائد الإسلامية والعبادات والمعاملات والتاريخ الإسلامي، وقبل كل شيء تتصل بالشريعة وتتصل بموقف الإسلام من الحياة ومن الأمور الجارية.
وقد انتشر تعبير تجفيف المنابع بعدها ليعم بلدانًا عربية أخرى صارت في هذا المجال صوتًا أبعد إلى حد أنها تفوقت على البلد العربي الصغير الذي نشأت فيه هذه الفكرة أول مرة، ولكن المتابع لمجريات الأحداث يتبين له أن هذه الفكرة لم تنشأ أصلاً في هذا البلد العربي الصغير أو في البلدان العربية والإسلامية الأكبر التي صارت مساره حتى باكستان مثلاً التي أصدر رئيسها السابق مشرف قرارًا منذ سنوات قليلة يمنع فيه المدارس والمعاهد الدينية، ولاسيما ما كان يتبع منها بعض الجماعات الإسلامية الكبرى.
إن فكرة تجفيف المنابع هي فكرة نشأت أصلاً في الغرب ومارسها الغرب بنجاح أو بتفوق منذ عهود بعيدة ولعلنا إذا اكتفينا فقط بالعودة في الماضي إلى زمن الحرب العالمية الثانية سوف نجد العجب العجاب.
لقد مارست العديد من الدول الغربية بل العربية ولربما اجتمعا معا في رسم هذه السياسة في الوقت الحاضر ضد الشيعة في بلد انهم والغرض منها واضح وهو القضاء على النمو الشيعي في الوطن العربي والعالم كما حدث في ايران من تدخل قوى خارجية عالمية وعربية لاثارة ازمة شيعية ليس في ايران فقط بل في المنطقة بكاملها وتغيير ملامح التشيع في البلدان المجاورة لايران لان لايران تاثيرا كبيرا على هذه الدول فلذا نرى ان امريكا تدخلت وبريطانيا والدول الاوربية وكذا العديد من الدول العربية وكرست كل الجهود والسبل لهذا الغرض .
وكذالك ماحدث في المغرب من مطاردة للشيعة واغلاق المكتبات الشيعية وغيرها ومايحدث في السعودية من اغلاق للمساجد ومنع الصلاة في مدينة الخبر والاعتداء على الشيعة في بيت الله الحرام كما اعلنت بالامس قناة اهل البيت ان هيئة الامر بالمعروف قامت بالاعتداء على احدى النساء الشيعيات الايرانيات اثناء تاديتها للعمرة مما ادى الى نقلها الى المستشفى .
وكذلك ماحدث ويحدث في العراق الذي عانى من هذه السياسة التي خطط لهاوقام بها الوهابية ومن سار معهم فالشيعة في العراق مازالوا الى الان تراق دماؤهم على يد الوهابية في تلعفر وكركوك وبغداد وغيرها من مدن العراق .
والخلاصة هي أن مفهوم تجفيف المنابع الذي يمارس الآن ضد الشيعة ، على امتداد الساحة الإسلامية، والذي ما يزال هو السائد الآن على ساحة الفعل الاجتماعي والثقافي من جانب الأنظمة في تلك البلدان ليس كما يتبادر إلى الذهن هو مفهوم وليد تفكير بعض الأجهزة الأمنية ضيقة الأفق والمحدودة أو وليد تفكير بعض النخب العلمانية الطامحة في البقاء إلى السلطة والقضاء على الإسلام فقط ، وإنما هو مفهوم ألقي إلى هذه النخب، وإلى تلك الأجهزة من جانب الغرب ومن جانب القوى الصهيونية والصليبية السائدة في الغرب والناشطة على الأرض الإسلامية لكي تطبقه في بلادها بنجاح كما طبقه الغرب نفسه قبل ذلك، وعلى مدى القرن العشرين، بل وربما قبله في بلدان غربية صميمة مثل ألمانيا وفي بلدان أسيوية وشرقية قوية مثل اليابان وفي بلدان أوروبية شرقية كبرى مثل روسيا ونجح فيها كلها إلى الحد الذي أصبح معه الآن يلاحظ وبفخر أن روسيا قد انتشرت فيها المظاهر الغربية بدأ من المافيا (أي العصابات والجريمة المنظمة) وصولاً إلى الاتجاهات الاستهلاكية بل ويلاحظ الغرب أيضًا وبنوع من الفخر أن أسلوب تجفيف المنابع أو اجتثاث الهوية الثقافية والاجتماعية قد أخذ يصل حتى إلى دولة مثل الصين كانت إلى أعوام قليلة تقاوم كل هذه التوجهات وتحاربها بشدة.
اللهم ادفع عن شيعة اهل البيت عليهم السلام في كل مكان شر من يريد بهم شرا بحق محمد وال محمد .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين