وقرأ ابن المسيب : ليطهركم ، بسكون الطاء ، ومعنى ليطهركم من الجنابات ، وكان المؤمنون لحق أكثرهم في سفرهم الجنابات وعدموا الماء وكانت بينهم وبين ماء بدر مسافة طويلة من رمل دهس لين تسوخ فيه الأرجل ، وكان المشركون قد سبقوهم إلى ماء بدر ; وقيل : بل المؤمنون سبقوا إلى الماء ببدر ، وكان نزول المطر قبل ذلك ، والمروي عن ابن عباس وغيره أن الكفار يوم بدر سبقوا المؤمنين إلى ماء بدر ، فنزلوا عليه وبقي المؤمنون لا ماء لهم فوجست نفوسهم وعطشوا وأجنبوا وصلوا كذلك ، فقال بعضهم في نفوسهم بإلقاء الشيطان إليهم : نزعم أنا أولياء الله وفينا رسول الله وحالنا هذه ، والمشركون على الماء ؟ فأنزل الله المطر ليلة بدر السابعة عشر من رمضان حتى سالت الأودية ، فشرب الناس وتطهروا وسقوا الظهر وتلبدت السبخة التي كانت بينهم وبين المشركين ، حتى ثبتت فيها أقدام المسلمين وقت القتال وكانت قبل المطر تسوخ فيها الأرجل ، فلما نزل تلبدت ، قالوا : فهذا معنى قوله : ليطهركم به ، أي : من الجنابات .
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط