[بنتُ علي]

الأم في المطبخ ..أصوات الأواني و القدور وروائح الطبخ ... وصوت المحاضِر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله ..
تعود ليلى من المدرسة .. تدخل المطبخ ..تسلم على أمها ..ثم تبدأ في الثرثرة عن المدرسة ..
اماه .. اليوم المعلمة الفلانية قالت لي ممتازة .. والمعلمة الفلانية كَالت شاطرة .. وابلة فلانة هزأت الطالبات .. والمديرة سوت كذا ...الخ
ليلى عمرها لايتجاوز12 سنة ... ولدت لام و أب شيعيين .. تربت على حب علي .. حين تخاف تقول: يا" علي" .. حين تقوم تقول: يا" علي" .. حين تتعجب تقول: يا "علي"

بعد الثرثرة سالت ليلى أمها سؤالا تعجبيا : اماه ... الأم تروح وتجي وتحرك الأكل في القدر .. وليلى وراها .. وتسال : اماه .. الأم : نعم
ليلى : الحين أبو طالب كافر؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
الأم بشهقة: هئ .. لا.. كيف كافر؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
ليلى : اليوم في المدرسة قالت المعلمة ان أبو طالب كافر بس كان يحب ولد أخوه علشان كدا كان يدافع عنه
الأم: لا .. كيف أبو إمام "أبو الإمام علي " كافر؟؟!!!! ما يصير .. هذا أبو إمام معصوم
ليلى: أبو لهب ..عم النبي .. ومات كافر .. " يعني ليلى تقول ان النسب لشخص عظيم مو دليل كافي على إسلام الشخص"
الأم: بس هذا غير ... هذا أبو .. أبو علي بن أبي طالب مو عمه ..تعرفي من علي؟؟
ليلى : ايه .. ماادري " بأسلوب فيه حيرة " .. المعلمة اللي قالت ..وحتى الكتاب مكتوب فيه انه كافر.. زين هم ليش يقولوا كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأم : لأنهم ما يحبوا الإمام علي
ليلى : لا.. هم يحبوه .. هم يقولوا انه نام في فراش النبي .. ويقولوا انه حارب مع النبي في غزواته ..يعني يقولوا عنه كلام عدل " عدل يعني كلام جيد " بس هذي بلهجتنا
الأم: ايه لازم بيقولوا .. لأنهم ما يقدروا ما يقولوا ها لشي هذا ..لانه كل الكتب وكل الناس تعرف بقصة مبيت الإمام في فراش النبي .. أخبار الإمام أكثر من انهم يقدروا يغبوها " يعني :يخبئوها" .. "بمعنى محو ذكر الامام وعدم ذكر فضائله ومناقبه"
ليلى : مازالت تنظر بحيرة شديدة .. لم تقتنع بكلام المعلمة .. ولم تقتنع بان هناك من يريد الإساءة للإمام علي ولو عن طريق الإساءة لوالده
الأم تعرف أن ابنتها لا تقتنع بسهولة ..قالت لها .. هالمرة ان شاء الله يعيدوا محاضرة الوائلي اللي تكلم فيها عن هالموضوع واخليش تسمعيه وتقتنعي
ليلى كبرت ..سمعت محاضرات متعددة ..قرأت كتب وحوارات كثيرة .. سالت واستفسرت ...
هذا حوار بين ليلى وبينها :
قالوا لنا في المدرسة أن النبي صلى الله عليه واله وسلم حزن على عمه أبي طالب حين مات وقد سمى العام الذي توفيت فيه السيدة خديجة عليها السلام وأبو طالب " عام الحزن"
ثم قالوا لنا بان المؤمن لا يمكن أن يوالي الكافر .. " الولاء يختلف عن الاحترام والتعامل بالأخلاق الإسلامية مع جميع الناس " ..
اذاً.. الأولى أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لا يوالي شخصا كافرا ولا يحزن لفراقه وان كان عمه
كبرت ليلى اكثر وتساءلت ..كيف يمكن للنبي صلى الله عليه واله وسلم أن يخلد ذكرى عمه وزوجته السيدة خديجة التي يتفق الجميع بمدى حبه لها وبمدى تضحياتها من اجل الإسلام .. كيف يخلد ذكراهما في عام الحزن .. وأبو طالب كافر .. ؟؟
الحزن عاطفة .. والنبي صلى الله عليه واله عطوف رحيم ..وقد حزن على عمه وذلك لشدة حب عمه له ودفاعه عنه..
نعم ..قد يحزن النبي لموت عمه .. وقد يحزن لموت أي شخص مات ولم يُسلم لأنه يحب الخير للناس جميعا وقد بُعث رحمة للعالمين ..وهو النبي الوحيد الذي لم يدعُ على قومه رغم ما لاقاه من أذى
لكن ..هل يمكن لأعظم الأنبياء وخاتم المرسلين وخير خلق الله أجمعين أن يحزن لموت كافر ويسمي عام وفاته عام الحزن لمجرد دفاعه عنه وحبه له ؟؟؟!!!
لو كان شخصا عاديا أو زعيما عربياً مثل حكامنا اليوم .. لقلنا ربما يكون كذلك ... لكن النبي لا يمكن أن يهتم لأموره الشخصية وينسى رسالته ..
حزنه كان لأنه فقد السند القوي الذي كان يساعده على نشر دعوته الجديدة ويوفر له الحماية والدعم ..
إعلان " عام الحزن" كان إعلانا وإخبارا للأمة بان النبي قد فقد السيدة خديجة التي ساندته منذ أيام الدعوة الأولى .. وبأنه فقد أبا طالب الذي حمى الدعوة ..يعني فقده لسندين قويين فخديجة هي السكن الذي يخفف عن الرسول آلامه من شدة أذى قريش هذا عدا عن مالها الذي صرفته في سبيل الدعوة ... وأبو طالب كان الظهر القوي الذي ساعد النبي على الوقوف والصمود في وجه الشرك
يعني أن النبي فقد السندين الداخلي " في البيت " والخارجي " أمام المشركين .. فقد كانت قريش تعمل له ألف حساب وحساب
اذاً..قد يحزن النبي لموت عمه وان كان كافرا ..لكنه لا يعلن هذا العام عام حزن على عمه الكافر.. هذا الإعلان كان إعلانا بخبر وفاة حامي الدين والمدافع عن الرسول الجديد
اذاً.. حزن الرسول لم يكن عاطفيا فقط بل له دلائل أخرى .. وإعلان عام الحزن لم يكن عاطفيا أيضا فالرسول اشّد حكمة من إعلان عام الحزن على كافر ..
لماذا كان أبو طالب يدافع عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ؟ هل عاطفة أيضا؟
كبرت ليلى وعرفت أن العرب يمتلكون طباعاً تخصهم .. فالعربي إذا كان يؤمن بشئ ما ..بعقيدة ..بمبدأ .. قد يقتل أباه وأمه وأخاه وأهله وأولاده في سبيل ما يؤمن به .. " زمن الجاهلية " .. وهذا ما كان يحصل مع زعماء الشرك حين اسلم أقاربهم ..فقد كانوا يتوعدون بقتلهم .. فهل يمكن لسيد قريش أن يدافع عن ابن أخيه الفقير اليتيم الوحيد وهو لا يؤمن بالدعوة الجديدة ..فقط.. لأنه يحبه ؟!!!!
حكمة سيد قريش الذي يحترمه الجميع تقول بأنه لا يمكن أن يرتكب خطأً كهذا .. فسيد قريش حين يحمي محمداً هو يحمي دعوته الجديدة .. وحين يحمي دعوته الجديدة ..هذا يعني السماح للدين الجديد بالانتشار.. وحين ينتشر الدين الجديد يصبح محمداً سيد العرب .. فيفقد أبو طالب مركزه .. ويسمح لعقيدته الوثنية بالاندثار..
ليلى تحاورت مع نفسها بدون اخذ الإمام علي عليه السلام في عين الاعتبار
لو جئنا لشخصية الإمام علي بن أبي طالب " محور الحديث" :
هل يمكن لشخصية حيرّت وأذهلت العقول البشرية لدرجة أن مدحها وأحبها المسيحيون ... هل يمكن لشخصية الإمام علي التي اتفق الجميع على عظمتها .. هل يمكن لشخص " أخفى محبوه فضائله خوفا.. وأخفى أعداؤه فضائله حقدا وحسدا .." أن يكون شخصا من صلب أب كافر ؟؟؟؟!!!!!!!
حاشا .. وكلا .. والأبحاث اليوم تدل على أن الأب والأم يؤثران في طفلهما حتى وان لم يربوه " لأنه قد يقول قائل :" ان الإمام علي تربى على يد النبي صلى الله عليه واله وسلم "
سأقول له :نعم ..التربية شئ مهم .. ولكن لماذا يشدد الرسول على ضرورة اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح ؟؟
أما تربية النبي للإمام علي بسبب فقر أبي طالب فله دلائل أخرى أيضا
لم يكن حزن النبي عاطفيا .. ولم يكن دفاع أبي طالب عاطفيا .. ولا يمكن أن يلد رجل كافر شخصا كعلي بن أبي طالب
أم الإمام علي كانت السيدة فاطمة بنت أسد والكل ُيجمع على إسلامها ..فكيف تبقى زوجة أبي طالب وهو كافر... هل يجوز هذا في الإسلام ؟؟ لا يجوز

اذاً .. أبو طالب لم يمت وهو كافر .. بل كان مسلماً على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام .. وحين جاء الرسول بدينه ودعوته الجديدة ءآمن به ودافع عنه وعن الإسلام .. فهل يستحق خط الدفاع الأول والأقوى عن الإسلام هذا التشويه في صورته فيقال عنه انه مات وهو كافر؟؟؟!!!!!!!

السؤال الأخير بين ليلى وبينها : لماذا قالوا لنا بأنه كافر ؟؟ الجواب : فقط للإساءة للإمام علي عليه السلام و هو أكبر من كل إساءة .. وللتقليل من شأنه وهو عالي الشأن .. حاولوا أن يجدوا مثالب فلم يجدوا ..لذلك لجئوا إلى وضع الأكاذيب والإساءة إلى والده لتأدية نفس الغرض " وهو التقليل من شان علي .. " اسمه علي لم يأت صدفة فقد ولد في الكعبة فسُمي علياً" فأنّى لهم أن يُقللوا من شانه!!!!!!!!
السلام عليك يا سيد قريش ومؤمن قريش وعم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبا علي سيد الأوصياء الذي أورثت فيه حب الرسول والدفاع عنه والدفاع عن الإسلام وحب الحق والدفاع عنه وأورثته الشجاعة والهيبة فسلام عليك يا حامي رسول الله ومعينه على نشر الإسلام ..السلام عليك يوم ولدت ويوم حميت ودافعت ويوم أنجبت علياً ويوم مُتّ وأبقاك علي حيا ًفي كل غزوة يدافع فيها عن الدين .. السلام عليك يا أبا طالب ورحمة الله وبركاته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي: عاشقة نصر الله

هل حواري منطقي؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال برسمكم ايها الاعضاء الكرام...