[القلب الصبور]

قدم إلى آية الله العظمى المرحوم السيد محمد الحسيني الشيرازي ذات مرة وهو في الكويت شاب كانت عليه سيماء الوجاهة ، وكانت تبدو عليه آثار المرض ، وأراه بعض مواضع جسمه وكان فيها آثار حروق متعددة من رقبته حتى قدمه ، وقال الشاب للمرجع الشيرازي قدس سره:

أنا عامل من لبنان كنت أعمل في "مسيرة بيدش" ، وهو فندق من فنادق الدرجة الأولى في الكويت ، ومنذ مدة تأتيني جنية جميلة ، وهذه الآثار منها ، وقد ذهبت إلى جماعة من الأطباء فاستهزؤوا بي وضحكوا ولم يعالجوني ، وذهبت إلى جماعة يكتبون الأدعية فأعطوني أدعية لكنها لم تنفع ، ولما سمعت بك ، جئت إليك لآخذ منك دعاء لعلاج هذه الحالة.

قال المرجع الشيرازي الراحل: لا بأس.

فكتب له أدعية وآيات قرآنية مثل (آية الكرسي) و (القلاقل الأربع: الكافرون ؛ الإخلاص ؛ الفلق ؛ الناس ) وما أشبه ذلك، وقدّمها له، وقال له: احتفظ بها في يدك اليمنى، وأسأل الله أن يزيل هذا الكرب عنك.

وبعد مدة عاد الشاب إلى المرجع الشيرازي الراحل وهو مستبشر، وأراه جسمه وآثار الحروق قد قلـّت لدرجة كبيرة.
وقال الشاب اللبناني: من الليلة التي حملت هذا الدعاء لم تأتيني الجنية، والحمد لله رب العالمين، فبدأت بالتحسن.

ثم قدّم الشاب للمرجع الشيرازي الراحل نقوداً كثمن لما علم له ، لكن السيد الشيرازي أبى الأخذ ، وكلما أصر الشاب لم يأخذ السيد الشيرازي وقال له: إذا أخذت المال تذهب فائدة الدعاء وتعود الجنية إليك.

ولذا خاف الشاب اللبناني وامتنع عن الإعطاء وانصرف.