اللهم صلي على محمد وال بيت محمد وسلم تسليما كثيراااا
اخواني واخواتي اضح بين ايديكم كتاب (كشف المتواري في صحيح البخاري )
وارجوا من الاخوه الاطلاع عليه حتى ينظرون الى اصح كتاب عندهم
كشف المتواري
في
صحيح البخاري
الجزء الاول
دار الإرشاد
لندن
حتى لا يكون
البــخـــاري
صنماً يُعبد
الجزء الأول
دار الإرشاد
لندن
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الأولى
1426هـ / 2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
إلى السيدة الكريمة الوجيهة ..
إلى صاحبة العقل الرزين ..
إلى الزوجة الحنونة ..
إلى الصديقة خديجة أم المؤمنين وزوجة سيد المرسلين أهدي هذه البضاعة
راجياً منها القبول
محمد جواد ،،،
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أما بعد ..
إعلم أخي الكريم بأن صحيح البخاري ومسلم يعتبران من أصح الكتب عند أهل العامة وتأتي مرتبتهما بعد القرآن مباشرة ، ومن ثم تأتي بقية الكتب وهي السنن الأربعة :
1- سنن أبي داود . 2- سنن ابن ماجة .
3- سنن الترمذي . 4- سنن النسائي .
فهذه هي الكتب الستة التي يعتمد عليها أهل العامة .
وإنني ولدى قراءتي لبعض كتب إخواني الشيعة لاحظت أنهم عندما يستشهدون بحديث ما في البخـاري يقولون بأنه محذوف في الطبعات الجديدة منه ، أو أن الطبعـة التي بين أيديهم قد تلاعبت الأيدي بالحديث وقامت بتحريفه ، وكل ذلك وَهْم ، وقد اختلط عليهم الأمر وذلك لأسبـاب عديدة
منها التبويب الرديء لصحيح البخاري ، هذا بالإضافة إلى أنهم يروون بالمعنى والمضمون ، ولنضرب أمثلة على ذلك :
قال الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله في كتابه فدك في التاريخ :
(( فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني دافع الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له )) [1] ويقول في الهامش : (( راجع البخاري : ج5 ، ص18 )) .
أقول :
كلمة (( لا يرجع )) لا توجد في صحيح البخاري ، إذن .. فالسيد الشهيد روى لنا المضمون ، وذلك مما لا يقبله أهل العامة ، والواجب أن نأتي بالنص الموجود في البخاري وبلفظه .
المثال الثاني :
أثناء النقاش مع أهل العامة ومن خلال كتبهم يجب أن تذكر النص وليس المعنى أو المضمون كما ذكرنا آنفاً ، فقد دار حوار بين شيعي وبين أحد الوهابيين ، فقال الشيعي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وهذا موجود في صحيح مسلم ، فما كان من الوهابي إلا أن قال : هذا ليس موجوداً في صحيح مسلم ، فقال الشيعي : بلى هو موجود ، فتناول الشيعي كتاب مسلم وقرأ وقال : ... قام رسول الله صلىالله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب (( وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )) [2] فقال الوهابي للشيعي : أنت لم تقل ولم تذكر ما قرأته الآن ، فقال الشيعي : المضمون واحد ، فقال الوهابي : أنا لا أعتمد على المضمون وكان المفروض عليك قبل الحديث أن تقول : قال رسول الله ما مضمونه .
لاحظ أخي الكريم ، فعند نقاشك حاول أن تأتي وتذكر النص بعينه ، وإن لم تكن حافظاً فقل " ما مضمونه كذا مثلاً " .
هذه مقدمة لما سأقوله وأذكره الآن في الصفحات القادمة .
تصفحت كتاباً بعنوان " صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر ! " فقرأت ما يلي :
وكان عبدالله بن عمر مخالفاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه علي بن أبي طالب فروى تبول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باتجاه القبلة ، أو مستدبراً القبلة ، حقداً على الساحة النبوية المقدسة [3]
وقال الكاتب في الهامش : وحذفت هذه العبارة من صحيح البخاري في طبعاته الجديدة . أقول :
أولاً : إن هذا المؤلف جاء بالمضمون أيضاً ولم يرو الرواية بالنص كما هي بالبخاري .
ثانياً : الحديث موجود في البخاري .. نعم ، في كتاب الوضوء باب التبرز في البيوت .
عن عبدالله بن عمر قال : ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام .
هل لاحظت أخي بأن الأمر اختلط على هذا المؤلف وتوهَّم بأن الحديث سقط أو تلاعبت الأيدي بتحريفه ، فالمؤلف كان قد قرأ في السابق هذا الحديث وبعد مرور الزمن احتاج لهذا الحديث كي يدونه ويستشهد به ، فأخذ بتقليب صفحات البخاري ونقل الحديث من كتاب الوضوء باب حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، وفيه ... أن عبدالله بن عمر ... قال : لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين مستقبل بيت المقدس .
لاحظ أخي القارئ فإنك لا تجد في هذه الرواية استقبال واستدبار القبلة
وهذا ما توهَّم فيه المؤلف صاحب كتاب " صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر " .
وأيضاً لكي تتضح الصورة للقارئ أقول :
قال مؤلف كتاب " فضيحة الجاني عثمان الخميس " في ص35 و 36 :
عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نصه : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا ، قـال عبيدالله ، فكان ابن عبـاس يقول : إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
ويقول المؤلف : أقول لعثمان الخميس : انظر إلى طبعة بيروت وغيرها من الطبعات القديمة لترى بعينيك التحريف والتمويه والكذب على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقارن ذلك بطبعة دار الجيل الشركة المتحدة لتوزيع الصحف والمطبوعات _ الكويت .
فكيف جاز لهؤلاء أن يحذفوا ما هو مسجل في الطبعات القديمة والمحققة من قبل علماء أهل السنة ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك .
فهؤلاء لا يريدون أن تظهر الحقيقة ولهذا عمدوا إلى حذف كثير من عبارات البخاري وما زالوا يحاولون .
ويقول المؤلف في هامش كتابه : هذه الروايات حرَّفها أعداء الإسلام في طباعتها الأخيرة ، وهذا خلاف الأمانة العلمية وسوف يحاسبهم التأريخ على ذلك ، فقد حذفت كلمة (( عمر بن الخطاب )) من طبعة الشركة المتحدة للتـوزيع في الكويت مع أنها كانت موجودة في الطبعـات السابقة ، وغيرها كثير ، انظر الطبعة نفس الصفحة ، انتهى .
أقول : هذا نص كلام مؤلف الكتاب المذكور وقد نقلته كما قرأته من كتابه ومن دون تصرف .
وأقول للمؤلف : لعلك قرأت هذه الرواية من البخاري في المجلد الثالث _ الجزء التاسع وذلك في صفحة ( 137 ) من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف .
نعم ، الرواية موجودة هناك وفي صحيح البخاري الموجود لديك ، ولكنك عندما قرأت طبعة دار الجيل قرأت الصفحة ( 11 و 12 ) من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر ، باب مرض النبي ، ونقلت في كتابك هذه الرواية التي ليس فيها اسم عمر بن الخطاب ، فأقول للقارئ : أرأيت وقرأت ما كنت أعنيه ، فإن هذا المؤلف أيضاً قد اختلط عليه الأمر وتوهَّم بأن الرواية محذوفة من الصحيح ، وهذه هي الإشكالات التي يقع فيها أصحابنا .
وكما مر عليك قول المؤلف :
لهذا عمدوا إلى حذف كثير من عبارات البخاري وما زالوا يحاولون ويقول في موضع آخر كما ذكرته في الصفحات السابقة قوله (( وغيرها كثير )) . أقول :
لا يوجد حذف في الصحيح ولا هم يحاولون ولا غيرها كثير .
ويقول المؤلف أيضاً في ص ( 37 ) :
قال ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس ( ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس ؟ قال : ... ) .
يقول المؤلف : هذه الكلمات محذوفة من طبعة دار الجيل ، توزيع الشركة المتحدة ، الكويت .
يعني بذلك ما بين القوسين .
أقول وأكرر :
لقد توهّم المؤلف واختلط الأمر عليه مرة أخرى ، فالرواية موجودة في البخاري وسوف أدلك عليها أيها القارئ الكريم ، راجع كتاب الجزية والموادعة مع أهل الحرب ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب .
وأزيدك أيضاً بأنه ليست رواية ( حتى بل دمعه الحصى ) موجودة فقط ، بل ( حتى خضب دمعه الحصباء ) أيضاً موجودة في البخاري .
راجع البخـاري ، باب جوائز الوفد ، وهل يستشفع إلى أهل الذمـة من كتاب الجهاد والسير .
أعود وأقول : لهذه الأسباب التي ذكرتها والأخطاء التي تصدر من أصحابنا وتوهّمهم وجود تحريف في صحيح البخاري وذلك من رداءة تبويبه للصحيح ، فيجعل من يقرأه يقع فيما يقع فيه هؤلاء .
لذا قمت بجمع الأحاديث التي طالما يحتاجها إخواني ووضعتها ما بين دفتي هذا الكتاب ، ومن تلك الأحاديث ما فيه نظر وعليه علامات استفهام ومنها ما يخالف الشريعة ويتعارض مع السنة النبوية الشريفة ، ومنها ما يحط من منزلة وشأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مضافاً إلى الأحاديث التي تسخر من بقية الأنبياء والمرسلين .
النتيجة : إنني جمعت كل ما يحتاج إليه الباحث وقد حاولت أن أجعله سهلاً ميسراً للتناول قدر المستطاع من حيث ذكر الباب والكتاب رجاء أن ينتفع به المسلمون عامة ، وقد اعتمدت على صحيح البخاري المطبوع في مؤسسة دار الفكر ببيروت ، طبعة سنة 1401هـ ، وكذلك طبعة دار الجيل للشركة المتحدة لتوزيع الصحف والمطبوعات ، الكويت ، وكذلك اعتمدنا على كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري لأحمد بن حجر العسقلاني ، وأيضاً كتاب إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأحمد القسطلاني ، وكذلك قمت بالتعليق على بعض الأحاديث التي تحتاج إلى بيان ولكن بشكل مختصر جداً .
ولا يخفى أن ما قصدناه من إثبات أو نفي لحديث ما ، قد لا يكون مطابقاً لعقيدة الشيعة أبداً ، وإنما هو فقط لإثبات التناقض وبيان تحريف الكلم عن مواضعه وبيان صحة الحديث من سقمه وأيضاً ما كان قد خفي على أصحابنا فقمنا بإبرازه للقراء ، وقد أبديت برأيي الشخصي في بعض الأحاديث التي جاء ذكرها في كتب الفريقين .
وقد رتبت كتابي هذا من حيث الكتب والأبواب والأحاديث كما هي موجودة في أصل البخاري ومن دون تقديم حديث على آخر .
ويعتبر كتابنا هذا هو مختصر للبخاري ، أي أننا اقتصرنا على الأحاديث التي يجب أن يتوقف المسلم الموحد عندها ، وعند ذكرنا للحديث ذكرنا أيضاً أين ورد ذكره إن كان قد تكرر في مواضع أخرى من البخاري ، وقمنا بالتعليق عليه وحاولنا إظهار ما كان خافياً على القارئ وكذلك قمنا بترقيم الأحاديث من قبلنا كي يسهل على القارئ مراجعة ذلك ، وإن كان قد فاتني أي حديث مُهِم ولم أقم بتدوينه فأرجو المعذرة من القارئ والعذر عند كرام الناس مقبول ، هذا وبالله التوفيق .
ملاحظة مهمة يجب التنبيه عليها :
نحن نقرأ ونلاحظ ما في بطون الكتب بأن المؤلف يذكر المصدر فيقول : راجع البخاري ، ج3 ، ص80 ، طبعة بيروت ، أو يقول : راجع البخاري ، ج1 ، كتاب العلم ، ص40 ، أو يقول : راجع البخاري ، باب كتابة العلم ، ص50 ، أو يقول : راجع البخاري ، ج4 ، حديث 153 ، وهكذا .
فإن كل ذلك خطأ ، وذلك لأن القارئ عند مراجعته للمصدر فإنه لن يجد ذلك إلا بعد عناء ومشقة ولنضرب مثال آخر وذلك لنقرب ما نعنيه إلى المؤلف والباحث وكذلك القارئ .
أنت الآن عندما تستشهد بآية قرآنية تقول : (1) راجع القرآن ، (2) سورة آل عمران ، (3) آية 7 ، وهكذا فيه الكفاية ، وهو الصحيح .
وأيضاً عند استشهادك من البخاري يكفيك ذكر الكتاب والباب فقط ، فتقول مثلاً : (1) راجع صحيح البخاري ، (2) كتاب العلم ، (3) باب كتابة العلم ، وهذه هي الطريقة الصحيحة للتدليل وذلك ليسهل على القارئ حين البحث عن ذلك المصدر ، أي يجب عليك أن تتعامل مع البخاري كما تتعامل مع القرآن الكريم عند ذكر المصدر .
ولا بأس إن أردت إضافة الجزء والصفحة والطبعة على هذه النقاط الثلاثة التي ذكرناها ، فذلك نور على نور .