إزهـاق الفتنة العميَّة
ببيان مثالب بني أُميَّـة
(من كتب أهـل السـنة المَـرْضـيَّة)
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين . وأفضل الصلاة وأزكى التسليم، على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.. وبعد:
هذه قائمة تحتوي عشرات النقول، منها أحاديث نبوية، ومنها روايات عن صحابة وتابعين، ومنها أقوال لأهل العلم.. جميع ذلك من كتب أهل السنة والجماعة.. وهي جميعها بصدد ذم بني أمية، سواء بعامتهم كما هي الطائفة الأولى، أو بعنوان معاوية كما هي الطائفة الثانية، أو بعنوان يزيد بن معاوية كما هي الطائفة الثالثة، أو بعنوان بني الحكم بن أبي العاص كما هي الطائفة الرابعة.
ومجموع ذلك يورث الاطمئنان بأن بني أمية ليس لهم نصيب في الإسلام، ولا يجوز بحال من الأحوال الترضي عنهم، أو توليهم، أو الثناء عليهم.. بل تجب البراءة منهم، والحيدة عن طريقهم.
وإذا وجدني قارئي الكريم قد صدرت عن مصدر من مصادر غير أهل السنة والجماعة، فإن ذلك في أقل القليل النادر، وليس إلا من باب التعضيد والاستشهاد في محل قد تقدم النقل فيه من مصادر أهل السنة.
فالرجاء من قارئي الكريم أن ينظر إلى هذه المجموعة الثمينة بعين الإنصاف، وأن يتحقق من صحتها بلا اعتساف.. فإنني قد أتعبت نفسي في جمعها، رجاء مثوبة الله في هداية إخواني من هذه الأمَّة.. ومع ذلك لا أجزم بأن مجموعتي هذه قد احتوت على جميع ما ينبغي أن يُذكر في هذا الموضوع.
ولذلك أرجو من أهل الدراية أن يتفضلوا بالنقد والتصحيح، ويتفضلوا بالإضافة والترشيد.
وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
أولاً: ما يرتبط ببني أمية بعامة
(1) قال الحافظ السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أريت بني أمية على منابر الأرض، وسيتملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء" واهتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لذلك، فأنزل الله (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) .
(2) وقال الحافظ السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن مردويه، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال: "إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا" . فقيل: يا رسول الله ؛ لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم . فأنزل الله: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) .
(3) وقال الحافظ السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر، عن سعيد بن المسيب - رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر، فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: "إنما هي دنيا أعطوها" ، فقرت عينه، وهي قوله: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) يعني بلاء للناس .
(4) أخرج الحافظ أبو يعلي الموصلي في مسنده 13 : 417 برقم 7421 ط. دار المأمون للتراث، ما نصه:
حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثني حجاج بن محمد، حدثنا شعبة، عن أبي حمزة جارهم، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مطرف، عن أبي برزة، قال: كان أبغض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 4 : 528 برقم 8482 ط. دار الكتب العلمية - بيروت، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وقال الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك: "على شرط البخاري ومسلم".
وقال الحافظ الهيثمي (مجمع الزوائد 10 : 71) إنَّ رجاله رجال الصحيح ما عدا عبد الله بن مطرف وهو ثقة.
(5) قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية، برقم 4583 :
قال إسحاق، أنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن عبد الله، قال: لكل شيء آفة، وآفة هذا الدين: بنو أمية.
(6) أخرج الحاكم في في المستدرك على الصحيحين 4 : 525 – 526 ، برقم 8475 ، قال:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص، ثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا بلغت بنو أمية أربعين، اتخذوا عباد الله خولاً، ومال الله نحلاً، وكتاب الله دغلاً.
(7) روى الحافظ الطبراني (المعجم الأوسط 1 : 237 دار الحرمين للطباعة) ، قال:
حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن صالح بن عمر، عن مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، عن علي، في قوله (الذين بدَّلوا نعمة الله كفراً وأحلُّوا قومهم دار البوار) الآية، قال: نزلت في الأفخرين من قريش: بني مخزوم وبني أمية، فأما بنو مخزوم فقطع الله دابرهم يوم بدر، وأمَّا بنو أمية فمُتِّعوا إلى حين
وقال الحافظ الهيثمي (مجمع الزوائد 7 : 44) : رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو ذو مر ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي ، وبقية رجاله ثقات
ورواه الحاكم (المستدرك على الصحيحين 2 : 383 دار الكتب العلمية) ، قال:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن علي بن ميمون الرقي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، عن علي رضي الله عنه، في قوله عز وجل (وأحلوا قومهم دار البوار) قال: هم الأفجران من قريش، بنو أمية وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فقد قطع الله دابرهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الحافظ الذهبي في التلخيص: صحيح.
(8) روى الحافظ ابن أبي شيبة (المصنف 8 : 355 دار الفكر – بيروت) ، قال:
حدثنا الفضل [ابن دكين: ثقة حافظ]، حدثنا حشرج بن نباته [صدوق يهم]، قال: حدثني سعيد بن جمهان [صدوق له أوهام] ، قلت لسفينة [صحابي] : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك، وأول الملوك