|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.86 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
من الجنايات الفظيعة لسيدهم عثمان بن عفان لعنه الله
بتاريخ : 02-10-2009 الساعة : 02:10 PM
رجم عثمان امرأة مظلومة بسبب عدم عِلمه بالحكم
وقال السـيوطيّ في «الدرّ المنثور»: أخـرج ابن المنـذر، وابن أبيحاتم عن بعجةبن عبدالله الجهنيّ، قال: تزوّج رجل منّا امرأة من جهينة، فولدت له تماماً لستّة أشهر، فانطلق زوجها إلی عثمانبن عفّان، فأمر برجمها. فبلغ ذلك علیاً رضي الله عنه فأتاه، فقال: ماتصنع؟
قال عثمان: ولدت تماماً لستّة أشهر؛ وهل يكون ذلك؟
قال علیّ رضي الله عنه: أما سمعت الله تعإلی يقول: وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا. وقال: حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، فكم تجده بقي إلاّ ستّة أشهر؟!
فقال عثمان: والله ما فطنتُ لهذا. علیَّ بالمرأة! فوجدوها قد فُرغ منها.
وكان من قولها لاُختها: يَا أُخَيَّة! لاَ تَحْزَنِي فَوَاللَهِ مَا كَشَفَ فَرْجِي أَحَدٌ قَطُّ غَيْرُهُ! ( وسيكشف الله الغطاء، ويبيّن أ نّني كنت مظلومة وبريئة ).
قال راوي الرواية: بعجة بن عبد الله الجُهَنيّ: فشبّ الغلام بعد، فاعترف الرجل به، وكان أشبه الناس به. قال: فرأيت الرجل بعد يَتَسَاقَطُ عُضْواً عُضْواً علی فِرَاشِهِ، لما جناه بقذف زوجته البريئة بالزنا. [16]
وروي ذلك مالك، [17] والبيهقيّ،[18] وابن كثير الدمشقيّ، [19] والعينيّ.[20] وحكاه العلاّمة الفقيد آية الله الطباطبائيّ نقلاً عن السيوطيّ في « الدرّ المنثور ».[21] وذكره السيّد محسن الامين العامليّ في كتاب « عجائب الاحكام ».[22] ونقله العلاّمة الامينيّ في « الغدير » عن مصادره.[23]
هذا هو دأب حكّام الجور إذ يشمرّون عن سواعدهم من أجل سفك دماء المظلومين والابرياء، ويعتذرون من ذلك بعدم العلم بالكتاب والسنّة، ويقسمون أ نّهم لم يعلموا، ألم يكن هناك من يقول لهؤلاء الذين ينطبق علیهم المثل القائل: أظئر أعطف من أُمّ؟ من الذي سمّاكم خليفة المسلمين، وأميرالمؤمنين، وخليفة رسول الله؟ وأمام أيّ أُمّة ألصقتم بأنفسكم هذه الالقاب؟ أأنتم خلفاء رسول الله، وتقيلون أميرالمؤمنين من مقامه ليذهب إلی خارج المدينة فيعمل في بستان هناك، ويحرث، ويزرع، ويسقي، وتضفون علی أنفسكم لقب الخليفة والامير، وترون أ نّكم خلفاء رسولالله، بينما تعترفون وتقرّون بجهلكم؟
إنّ النتيجة التي يتركها تسلّم الاشخاص غير المؤهّلين لمقام الولاية منصبَ الحكومة والولاية هي: أنّ أعراضه تظهر واحدة تلو الاُخري، ويظلّ الناس إلی قيام القائم بالحقّ في الضلال والحيرة والظلم، ويأتون إلی الدنيا ويرحلون عنها محرومين من الفيوضات الإلهيّة والآلاء الربّانيّة.
وأيمُ الله عندما كنت مشغولاً أمس بكتابة قصّة هذه المرأة المظلومة التي رُجمت بوابل أحجار عثمان، كنت أبكي، ودموعي تسيل إلی درجة أ نّي أمسكتُ عن الكتابة أسيً علی مظلوميّة هذه المرأة فحسب، لاعلی مظلوميّة علیّ والزهراء وولدهما محسن! أجل، علی مظلوميّة هذه المرأة التي تزوّجت وفقاً للشرع الإسلاميّ وطبقاً للسنّة النبويّة، وتحمّلت فترة الحمل ومصاعبها، إلی أن ولدت، فجازوها، ولكن أيّ جزاء!
لقد فصلوها عن وليدها بلا جرم ولا ذنب، ذلك الوليد الذي كانت تتمنّي أن ترضعه، وتضع صدرها علی صدره، وتنسي آلام الحمل والمخاض والولادة عندما تنظر إلی وجهه. ساقوها ورجموها حتّي زهقت روحها بتهمة الزنا! والزعم أنّ وليدها هو ابن زنا! وماذا تقول هذه المرأة في قرارة نفسها ووجدانها ومركز تفكيرها ودرايتها؟!
إنّها الجملة الخفيّة التي قالتها لاُختها: ( ما كشف أحد فرجي غير زوجي، ولميطّلع علی سرّي غير الله ) هذا الطفل ابني، حملته في بطني علی سنّة رسولالله، وطويتُ فترة الحمل، وها أ نّي ألد، وتبدأ فترة الرضاع، ويرجمني غاصب الخلافة!
لقد سجن يوسف لعصمته وطهارته. وكان بريئاً وعفيفاً.
أجل، لا فرق بين قضيّة عثمان، وقضيّة عمر الذي كان قد أمر بالرجم، ولكن بلغه خبر أمير المؤمنين علیه السلام، والمرأة لمترجم بعد. كلتاهما تستقي من مصدر واحد وعين واحدة.
حَكَمَ عثمان بالرجم، فرجمت المرأة. أمّا عمر فقد حكم به، فاتّفق بلوغ حكم علیّ والمرأة لم ترجم، فمُنع الرجم. كِلاَ الحكمين خاطي وناتج عن الجهل، بَيدَ أنّ حكم عثمان قد نُفِّذ، وحكم عمر لم ينفّذ. ولافرق بينهما أبداً في إصدار الحكم الظالم. ولكن عندما رجمت المرأة الجهينيّة، فإنّ كتب التأريخ والكلام ذكرت اسم عثمان بالسوء، وعُدّ هذا الرجم من النقم التي أسخطت الناس علیه، وأمّا عمر فلمّا لمينفّذ حكمه، ورفع صوته بقوله: لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ. فإنّ أنصاره عدّوا ذلك دليلاً علی صدقه، وقالوا: سلّم بالحقّ.
بَيدَ أنّا ذكرنا أ نّه لا فرق بين هاتين المسألتين من حيث ملاك القضيّة وروحها. واعترف عثمان أيضاً بعد لقائه أميرالمؤمنين علیه السلام واحتجاج الإمام علیه، أ نّه لم يعلم. وصدر الحكم من كلا المصدرين.
ثمّ إذا كان كلام عمر الذي قاله في ثلاثة وعشرين موضعاً: لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ يعني الهلاك الحقيقيّ والاُخرويّ والعذاب الإلهيّ، فلماذا نهض ولبس لامته أمام سلطان الولاية، فغضب حقّه الثابت عالماً عامداً؟!
يستبين ـ إذَنـ أنّ مراده من هذا الكلام الهلاك الظاهريّ، وتشويه السمعة، وحطّ الشأن والمنصب الدنيويّ، إذ يذكر اسمه في المجالس والمحافل بسوء. وهذا ممّا لا قيمة له. كما أنّ كلامه ـ لا أبقانيالله لمعضلة ليس فيها أبوالحسن؛ لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبوالحسنـ لامفهوم له غير المفهوم المذكور آنفاً. فهو محتاج إلی علیّ لترسيخ أوتاد حكومته، وإلاّ فهو لايري نفسه سرّاً وواقعاً محتاجاً إلیه. وإنّما كان احتياجه إلیه في كونه دعامة من دعائم الخلافة التي لا تدور عجلة حكومته بغيرها. [16] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 40 في تفسير الآية: وَوَصَّيْنَا الاْءِنسَـ'نَ بِوَ ' لِدَيْهِ إِحْسَـ'نًا.
[17]ـ «الموطّأ» لمالك، تصحيح وتعليق محمّد فؤاد عبد الباقي، ج 2، ص 825، الحديث 11 من كتاب حدود ما جاء في الرجم.
[18] ـ «السنن الكبري» ج 7، ص 442 و 443.
[19] ـ «تفسير القرآن الكريم» ج 6، ص 281، طبعة دار الفكر، تفسير الآية وَوَصَّيْنَا الإْنـسَـ'نَ. وقال الراوي معمر بن عبد الله الجهنيّ الذي حفظ الرواية: لمّا رآه أبوه، قال: ابني والله لا أشكّ فيه. قال معمر: وابتلاه الله تعالي بهذه القرحة بوجهه الآكلة. فما زالت تأكله حتّي مات. قال معمر: فو الله ما الغراب بالغراب ولا البيضة بالبيضة بأشبه منه بأبيه.
[20] ـ «عمدة القاري» ج 9، ص 642.
[21] ـ «الميزان» ج 18، ص 224.
[22] ـ «عجائب الاحكام» ص 52. قال: وقد روي مثل هذه القصّة لعثمان مع ابنعبّاس، وعن عليّ عليه السلام أخذها.
[23] ـ «الغدير» ج 6، ص 94؛ وكذلك روي ابن شهرآشوب في مناقبه ج 1، ص 500 و 501، الطبعة الحجريّة، عن كشّاف الثعلبيّ، وأربعين الخطيب، وموطّأ مالك بأسانيدهم عن بعجة الجهنيّ، وذكر في ذيله أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أدان عثمان، قال عثمان: ردّوها! ثمّ قال: ما عند عثمان بعد أن بعث إليها.
ورواه أيضاً صاحب «غاية المرام» ص 531، القسم الثاني، الحديث الرابع عن العامّة، عن «صحيح مسلم» في تفسير سورة الزخرف.
من کتاب معرفة الامام / المجلد الحادی عشر / القسم الثامن / جهل الشیخین بالامور الشرعیة
للسيد محمد حسين الطهراني
|
|
|
|
|