منهاج السنة لابن تيمية جـ7 - صـ137 (إضغط هنا)) الثالث : أن قوله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [مريم:96] عام في جميع المؤمنين فلا يجوز تخصيصها بعلي ، بل هي متناولة لعلي وغيره . والدليل عليه : أن الحسن والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعلي . وأما قوله : "ولم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة" فممنوع كما تقدم ، فانهم خير القرون ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون وهم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه . الرابع : أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودا وهذا وعد منه صادق . ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم ، لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم ، لا سيما أبو بكر وعمر ، فان عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما وكانوا خير القرون ، ولم يكن كذلك علي ، فان كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه
منهاج السنة جـ7 - صـ138((إضغط هنا)) و يسبونه و يقاتلونه . وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما قد أبغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية والإسماعيلية ، لكن معلوم أن الذين أحبوا ذَينَك أفضل وأكثر ، وأن الذين أبغضوهما أبعد عن الإسلام وأقل . بخلاف علي ، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خيرٌ من الذين أبغضوا أبا بكر وعمر ، بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون علياً - وإن كانوا مبتدعين ظالمين - فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان أنقص منهم علما ودينا وأكثر جهلا وظلما . فعلم أن المودة التي جُعِلَتْ للثلاثة أعظم . وإذا قيل : علي قد ادُّعيتْ فيه الاهية والنبوة . قيل : قد كفَّرته الخوارج كلها ، وأبغضته المروانية ، وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية.
فصل : قال الرافضي : البرهان الثالث عشر : قوله تعالى : "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد". من كتاب "الفردوس" عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا. انتهت الصفحة.
أقول : لاحظوا أن ابن تيمية هنا أراد نفي الإيمان عن أمير المؤمنين بتاتاً .
وشرحه كما يلي :
قال : ((أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات وداً))
-وهذا الجعل (الوعد) صادق من الله سبحانه وتعالى. فمن كان مؤمناً وعمل صالحاً ستقع محبته في قلوب (خير القرون).
-لاحظ أن الوعد الذي يقصده ابن تيمية أن حب المسلمين (وهم خير القرون) لن يقع إلا على الذين آمنوا وعملوا الصالحات فقط. أما غيرهم فلا.
نأتي الآن لنتعرف على الذين آمنوا وعملوا الصالحات ..من همْ ؟ :
قال : ((ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم.))
أقول :
لاحظ مكر وخبث ابن تيمية ، حيث عمّم القضية فجعل مقصوده بالذين آمنوا وعملوا الصالحات جميع الصحابة (هذا في البدء) ..... وهذه من طرقه ومكره ، حتى إذا حوقق لاحقاً سيقول : أنا ذكرت جميع الصحابة.
ليبقى له بعض الوجوه لكي يخرج منها حين يواجه
ثم دخل في التخصيص فقال :
((لا سيما الخلفاء)) (هكذا جعلها معممة) ..حتى إذا حوقق ....ماذا سيقول ؟...!! (كما هي العادة)
ثم دخل في تخصيص أكثر وتحديد أدق لـ(الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فقال :
((لا سيما أبو بكر وعمر))
ودليله هو : أن عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما (وكانوا خير القرون).
ثم يأتي لمصداق النصب (فإن لم يكن هذا من أكبر مصاديق النصب ، فلا يوجد نصب بالدنيا) فيقول :
((ولم يكن كذلك علي .)) (أي أن عامة الصحابة لا يودونه)
لماذا يا ابن تيمية ؟
جوابه : ((ان كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه)).!!! (وهم خير القرون).
يعني أن وعد الله الصادق بجعل مودة المؤمنين الصالحين ، لم تتحقق في أمير المؤمنين – والعياذ بالله – لأن مناط معرفتنا بتحقق الوعد في علي ، أن يحبه خير القرون.
وحيث أن خير القرون من صحابة وتابعين كان أكثرهم يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه ، فعلمنا بأنه ليس من الذين آمنوا وعملوا الصالحات – والعياذ بالله –
هل رأيتم نصباً أكبر من هذا؟!!
فهو عكس القضية ، فبدلاً من أن تكون معرفة المؤمن بمحبته علياً ، وفي المقابل تكون معرفة المنافق ببغضه لعلي.
اصبح عند ابن تيمية ، أن إيمان علي يعرف بمحبة (خير القرون) له ، فإن أحبه المسلمون (خير القرون) كان مؤمناً ، وإن ابغضه المسلمون (خير القرون) أصبح .(؟؟؟؟؟)..... والعياذ بالله.!!!
يعني عمل هذا الناصبي لعبة الشطرنج.
فغير الأماكن.
أصل القضية هكذا :
علي (مؤمن وعمل عملاً صالحاً)
................ (لا تقع مودته إلا في قلب كل مؤمن) وأما المنافق فلا.
ومن شواهده قوله صلوات الله عليه : .. لا يحبني إلاّ كل مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق.
جعلها ابن تيمية هكذا:
المسلمون (في خير القرون) ...وعد الله (ووعده صادق) أنهم حتماً سيودّون الذين آمنوا وعملوا الصالحات
.............. فمن أحبوه كان مؤمناً ، ومن ابغضوه كان خارجاً عن الإيمان.
.............. وحيث أن الكثير منهم قد أبغض علياً وسبَّه وقاتله.
إذن النتيجة التي أرادها ابن تيمية ستصبح هكذا :
أمير المؤمنين ليس من الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وإلا لأحبه جميع المسلمين (خير القرون) ، ولوقعت مودته في قلوب (خير القرون).