منذ القدم روج أعداء أهل البيت عليهم السلام دعاية تفيد أن الشيعة يسبون الصحابة، بمعنى أنهم ينتقصونهم ويروون في حقهم روايات تقتضي الحط من شأنهم، في حين أن روايات الشيعة في هذا الباب هي روايات تشبه روايات أهل السنة، أي أن أهل السنة أيضًا يسبون الصحابة! وإليك الشواهد مع ذكر المصدر والصفحة من كتب أهل السنة:
1 ـ عائشة تستجيز الطعن في كل واحد من الصحابة إلاّ عمارًا (مجمع الزوائد9/395) .
2 ـ معاوية يسب عبد الله بن عمرو بن العاص بقوله : "لا تزال داحضًا في بولك". (مجمع الزوائد9/296 آخر سطر) .
3 ـ معاوية يسب عمرو بن العاص بقوله : إنك شيخ أخرق ولا تزال تحدث بالحديث وأنت تدحض في بولك . (تاريخ الطبري4/29 المعجم) .
4 ـ قاتل عمار يقول إنه حقد عليه لأنه سمعه يقع [أي يسبُّ] في عثمان . (المجمع9/298) . علمًا أن قاتل عمار وعمار وعثمان جميعهم من الصحابة ! .
5 ـ شاعر يهجو معاوية وعَمْرو بن العاص بين يدي عمار بن ياسر ؛ وعمار يستمع . (أنساب الأشراف بتحقيق المحمودي : ص316) .
6 ـ معاوية يصف عبد الله بن عمرو بن العاص بالمجنون . (البداية والنهاية : 7/298) .
7 ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني ـ وهو من أعلام وعلماء أهل السنة الثقات ـ يصف عمر بن الخطاب بـ (الأنوك) ، أي الأحمق (ميزان الاعتدال للذهبي : 2/611).
8 ـ عمر بن الخطاب يقول إنَّ عليًّا عليه السلام والعباس بن عبد المطلب يعتقدان أنَّ أبا بكر وعمر كاذبان آثمان غادران خائنان (صحيح مسلم : 5/152 دار الفكر ـ بيروت).
9 ـ معاوية يشرب المسكر بعد تحريم رسول الله صلى الله عليه وآله (مسند أحمد : 5/347 دار صادر ـ بيروت ، وقال السيد السقاف في حاشية “دفع الشُّبَه” : “رجاله رجال مسلم”).
10 ـ ذكر علماء أهل السنة أنَّ من الصحابة ـ وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب القرشي ـ من كان يعتقد أن معاوية كان يميل إلى قتل الخليفة عثمان ! (تأريخ المدينة المنورة لابن شُبَّة : 2/211 دار الكتب العلمية ـ بيروت).
11 ـ ذكر علماء أهل السنة أنَّ شريك بن عبد الله النخعي ـ وهو من حفَّاظ وأئمة أهل السنة ـ كان يقول في حق معاوية : “ليس بحليم من سفَّه الحقَّ وقاتل عليًّا” (ميزان الاعتدال للذهبي : 2/274 دار الفكر ـ بيروت).
12 ـ عدَّ علماء أهل السنة “هِيْت” من الصحابة ووصفوه بأنَّه مُخنَّث ! (أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير : 5/75). وثمَّة صحابيًّا أو اثنين آخرين وُصِفَا بهذا الوصف.
13 ـ حمنة بنت جحش ـ وهي صحابية مهاجرة ـ كانت من الَّذين اتَّهموا عائشة في قصَّة الإفك حسب قول أهل السنة (سير أعلام النبلاء للذهبي : 2/215).
14 ـ ذكر علماء أهل السنة أنَّ شبث بن ربعي ـ وهو من الصحابة ـ كان أول من أعان على قتل عثمان بن عفان ، ثم كان مع الإمام علي عليه السلام ، ثم صار مع الخوارج ، ثم تاب ، ثم كان فيمن قاتل الإمام الحسين عليه السلام . (الإصابة لابن حجر : 3/302 ـ 303 دار الكتب العلمية ـ بيروت).
15 ـ في كتب أهل السنة أن قيس بن سعد بن أبي عبادة ـ وهو صحابي ـ كفَّر معاويةَ بنَ أبي سفيان ، فكان ممَّا قاله : “فإنَّك وثنٌ ابنُ وَثَنٍ ، لَمْ يَقدُم إيمانُك ، ولَم يَحدُثْ نِفاقُك ، دخلتَ في الدين كرهًا ، وخرجتَ منه طوعًا ... “ (الكامل في اللغة والأدب للمُبَرّد : 1/301 مكتبة المعارف بيروت ، والمُبرّد من أهل العلم المحكوم بوثقاقتهم عند علماء أهل السنة).
16 ـ أخرج الإمام مالك في “المُوطَّأ” روايةً صريحةً في التشكيك بالعاقبة التي يؤول إليها أمر الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر بن أبي قحافة (الخليفة) ، ففي “المُوطَّأ” : (2/461) دار إحياء التراث العربي ـ مصر ، ما نصُّه :
“وحدثني عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أنه بلغه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء أحد : هؤلاء أشهد عليهم . فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ؛ أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى ؛ ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي . فبكى أبو بكر ، ثمَّ بكى ثم قال : أ إنَّا لكائنون بعدك” . وقال ابن عبد البر في “التمهيد” (21/228) وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ المغرب : “معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة” . وأخرجه ابن المبارك من وجه آخر مع اختلاف يسير في المتن في “الزهد” : ص171 ، دار الكتب العلمية ـ بيروت .
17 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (2/102) دار الكتب العلمية ـ بيروت ، أن الصحابي المُلقَّب بـ “حمار” ! والذي اسمه “عبد الله” شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب ، فأمر عمر به فضُرب الحد .
18 ـ ذكر ابن الأثير في “أُسد الغابة” (5/36) أن الصحابي “نعيمان بن عمر” كان يشرب الخمر في زمن رسول الله (ص) ، فيضربه النبي (ص) بنعله ، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب ، فلمَّا كثر ذلك منه قال له رجل من الصحابة : “لعنك الله” ! فقال له النبي (ص) : لا تفعل ؛ فإنه يحب الله ورسوله !!! .
19 ـ ذكر ابن الأثير في “أسد الغابة” (5/161) أن الصحابي “أبا الجندل” شرب الخمر في خلافة عمر بن الخطاب ، فأمر عمر به فأقيم الحدُّ عليه .
20 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (4/458) أن الصحابي “علقمة بن علاثة” شرب الخمر ، فقال ما نصه : “وقال أبو عبيدة : شرب علقمة الخمر فحدَّه عمر ، فارتد ولحق بالروم ، فأكرمه ملك الروم وقال : أنت ابنُ عمِّ عامر بن الطفيل . فغضب ، وقال : لا أراني أُعرف إلاَّ بعامر ، فرجع وأسلم” ! . أقول : سبب غضبه هو ما ذكر في ترجمته من توتُّر العلاقة بينه وبين عامر .
21 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (5/322 وما بعدها) أن الصحابي “قدامة بن مظعون” كان أحد السابقين الأولين ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدرًا.. ثم ذكر ابن حجر رواية تقول إنه شرب الخمر حتى سكر ، وأن عمر بن الخطاب أقام عليه الحد ، وذلك بعد أن ثبت شرب الخمر عليه من خلال شهادة غير واحد ؛ منهم زوجته وأبو هريرة .
22 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (6/481) في ترجمة الصحابي “الوليد بن عقبة” ما يدل على أنه شرب المسكر ، وصلَّى بالناس في حالة السُّكر ، وأنه الكاذب الفاسق الذي نزل فيه قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا...) ، فمما ذكره ابن حجر قولُ الحافظ ابن عبد البر : “لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه” ، ومما ذكره أيضًا : “قال مصعب الزبيري : وكان من رجال قريش وسراتهم ، وقصة صلاته بالناس الصبح أربعًا وهو سكران مشهورة مخرَّجة ، وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضاً مخرجة في الصحيحين...” .
23 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (2/432) أن “ربيعة بن أمية” كان أحد الصحابة زمان رسول الله (ص) ، وبقي مسلما طوال فترة خلافة أبي بكر ، وفي خلافة عمر مارس زواج المتعة مع إحدى النساء فحملت له ، ثم شرب الخمر فنفاه عمر إلى خيبر ، فهرب إلى هرقل وتنصَّر (أي ارتد) !!! .
24 ـ ذكر الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (3/392) أن الصحابي “ضرار بن الأزور” يُقال إنه شرب الخمر في خلافة عمر بن الخطاب .
25 ـ ذكر ابن الأثير الجزري في “أسد الغابة” : (1/48) في ترجمة الصحابي “أبي بن شريق” المسمَّى أيضًا بـ “الأخنس” أنه “وأعطاه رسول الله (ص) مع المؤلفة قلوبهم” . أقول : الشاهد هو أنهم جوَّزوا أن يكون من الصحابة من يُتألَّف قلبُه بحطام الدنيا ليُقبل على الإسلام ! ولا يحسب أن هذا ينزل عن مرتبة السب ، فلاحظ .