تقع سامراء شمال مدينة بغداد على بعد نحو (130) كيلومتراً على الضفة اليسرى من نهر دجلة. وهي قضاء تابع لمحافظة بغداد من الناحية الإدارية.
أُسست مدينة سامراء بعهد الحاكم العباسي المعتصم بن هارون الرشيد سنة (221 هـ / 836 م) وهو ثامن خلفاء بني العباس ليجعلها عاصمة جديدة، ثمّ وسعها ابنه الواثق. وأوصلها إلى أقصى اتساعها المتوكل إلاّ أنّ المدينة تركت بعد ذلك وأعاد المعتمد مقر الخلافة إلى بغداد، ولم يكن قد مرّ عليها إلاّ أربع وخمسون سنة مَلَك خلالها ثمانية من خلفاء بني العباس وهم: المعتصم، والواثق، والمتوكّل، والمنتصر، والمستعين، والمعتزّ، والمهتدي، والمعتمد.
ولا تُعرف مدينة اتسع عمرانها في بضع سنوات كما اتسع عمران مدينة سامراء حتّى امتد إلى مسافة (35) كيلومتراً على ضفتي نهر دجلة. ومدينة سامراء الحالية مبنيّة على أطلال مدينة سر من رأى القديمة.
والناظر إلى مدينة سامراء يرى هناك قُبتَين؛ إحداهما مُغَشّاة بزلاج الذهب والثانية مغشاة بالكاشي الأزرق الملون.
أمّا القبّة الزرقاء فيقع تحتها الجامع الكبير، وما يسمّى سرداب الغَيبة، وهي مستديرة الشكل.
أمّا القبّة الذهبية فيقع تحتها ضريحا الإمامين؛ علي الهادي وولده حسن العسكري عليهما السّلام، كما يوجد معهما في الضريح جعفر بن علي الهادي وأخوه حسين والشريفة حكيمة بنت محمد الجواد والشريفة نرجس زوجة الإمام الحسن العسكري، وغيرهم من آل البيت الأطهار، والقبّة الذهبية تقع في وسط الصحن الشريف.
إنّ قبّة الإمامين مطلية بالذهب الذي تبرّع به السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وذلك سنة 1285 هـ كما هو مكتوب على القبّة نفسها. وهذه القبّة من أكبر قباب الأئمّة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث يبلغ محيطها (68) متراً وقطرها (22) متراً و (43) سنتيمتراً، كما يبلغ عدد طابوق الذهب الملصوق بها (72000) طابوقة. وبالجهة الجنوبية من الحضرة تقع منارتان مُغَشّاتان بالكاشي الأزرق يبلغ ارتفاع كل واحدة منها من الأرض إلى فوق (36) متراً. وأمّا من سطح الحضرة فيبلغ (25) متراً، وفي داخل الصحن يوجد (45) إيواناً؛ 16 من الغرب و 9 من الجنوب و 20 من الشرق.
ويوجد في سامراء سرداب اسمه سرداب الغيبة، وهو سرداب الدار التي كان يسكن فيها الأئمّة عليهم السّلام وليس له ميزة غير هذه الميزة. وقد حاك أعداء الشيعة الأساطير عن هذا السرداب ونسبوا إلى الشيعة أنّهم يقولون إنّ المهدي غاب فيه وأنّه سيخرج منه. وكل هذا زور وبهتان، فلا يعتقد الشيعة إلاّ أنّه سرداب دار الأئمّة.
وللسرداب باب خشبي جميل باقٍ من عهد الحاكم العباسي الناصر لدين الله، أي أنّه مضى على صنعه أكثر من سبعة قرون.
وكان لسامراء نهضة علمية لمّا سكنها الميرزا السيّد محمّد حسن الشيرازي وصارت إليه الرحلة العلمية من الآفاق، وكانت في عصره مدرسة عظمى للشيعة في العلوم الدينية، وبعد وفاته سنة 1312هـ عادت إلى شبه حالتها الأولى. واليوم فيها جماعة من العلماء والطلاب.
وقد طالت يد الأرهاب هذه الحضرة الشريفة المقدسة بتفجيرها في عام 2006 من قبل عصابات القاعدة في سبيل أثارة الفتنة الطائفية ولكن بتلاحم الشعب وحكمة المرجعية الرشيدة تم وأد هذه الفتنة من اساسها وتم تعمير الحضرة من جديد حيث شهدت يوم الخميس 16المصادف من أبريل من هذه السنة في مدينة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) سامراء المقدسة احتفال بإنجاز القبة الشريفة والمنارتين حيث تم تجليلهما بالقماش الذهبي تمهيداً للافتتاح الرسمي بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي وممثلين عن المرجعية الدينية والعتبات المقدسة في العراق .
وأخر الأخبار أن سرداب الغيبة الذي طالته أيدي التكفيرين قد تم اعادة بناءه وزخارفه القديمة التي كانت من قبل بالتعاون مع منظمة اليونسيكو العالمية وهوالآن يستقبل زواره ويتم الزيارة بعد أن تم تأمين الطرق المؤدية الى الحضرة المطهرة والقضاء على كل العصابات التكفيرية الرهابية في المدينة وهذه صور من تهديم الحضرة الشريفة وصور من أعمارها التي أكتملت وبحمد لله وقدرته وحكمة مرجعيتنا الرشيدة.