بسم الله الهادي لما فيه الرشاد ..
الإخوة الأفاضل ما زال السيد النجف الأشرف يتهمنا بالتدليس ...
عمي لم ندلس فما نقلتموه ليس فيه أي إدانة للصديق ولهذا لم ننقله وجيد أنك نقلته لتتضح الرؤية .
هذا ما نقلته أنا :
" في أسفل الثقب و العنكبوت حتى تنسج بيتا فلما جاء سراقة بن مالك في طلبهما فرأى بيض الحمام و بيت العنكبوت قال لو دخله أحد لانكسر البيض و تفسخ بيت العنكبوت فانصرف و قال النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) اللهم أعم أبصارهم فعميت أبصارهم عن دخوله و جعلوا يضربون يمينا و شمالا حول الغار و قال أبو بكر لو نظروا إلى أقدامهم لرأونا و روى علي بن إبراهيم بن هاشم قال كان رجل من خزاعة فيهم يقال له أبو كرز فما زال يقفو أثر رسول الله (صلى الله عليهوآلهوسلّم) حتى وقف بهم باب الغار فقال لهم هذه قدم محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) هي و الله أخت القدم التي في المقام و قال هذه قدم أبي قحافة أو ابنه و قال ما جازوا هذا المكان إما أن يكونوا قد صعدوا في السماء أو دخلوا في الأرض و جاء فارس من الملائكة في صورة الإنس فوقف على باب الغار و هو يقول لهم اطلبوه في هذه الشعاب فليس هاهنا و كانت العنكبوت نسجت على باب الغار و نزل رجل من قريش فبال على باب الغار فقال أبو بكر قد أبصرونا يا رسول الله
وهذا ما أكملته أنت :
" فقال (صلى الله عليهوآلهوسلّم) لو أبصرونا ما استقبلونا بعوراتهم « فأنزل الله سكينته عليه » يعني على محمد (صلى الله عليهوآلهوسلّم) أي ألقى في قلبه ما سكن به و علم أنهم غير واصلين إليه عن الزجاج « و أيده » أي قواه و نصره « بجنود لم تروها » أي بملائكة يضربون وجوه الكفار و أبصارهم عن أن يروه عن الزجاج و قيل معناه قواه بملائكة يدعون الله تعالى له عن ابن عباس و قيل معناه و أعانه بالملائكة يوم بدر و أخبر الله سبحانه أنه صرف عنه كيد أعدائه و هو في الغار
نعم وأهل السنة يقرون أن النصرة والسكينة كانت للنبي (ص) لكن لدينا هنا ملحوظة ..
أعداء النبي هم أعداء من معه في الغار ..ومن هو الذي معه في الغار ؟
الصديق ...عليه مجرد عداء الصديق لهم وعدائهم له فضيلة ...
وهذا تكملة ما نقلته أنت :
" ثم أظهر نصره بالملائكة يوم بدر عن مجاهد و الكلبي و قال بعضهم يجوز أن تكون الهاء التي في عليه راجعة إلى أبي بكر و هذا بعيد لأن الضمائر قبل هذا و بعده تعود إلى النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) بلا خلاف و ذلك في قوله « إلا تنصروه فقد نصره الله » و في قوله « إذ أخرجه » و قوله « لصاحبه » و قوله فيما بعد و « أيده » فكيف يتخللها ضمير عائد إلى غيره هذا و قد قال سبحانه في هذه السورة « ثم أنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين » و قال في سورة الفتح « فأنزل الله سكينته على رسوله و على المؤمنين » و قد ذكرت الشيعة في تخصيص النبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) في هذه الآية بالسكينة كلاما رأينا الإضراب عن ذكره أحرى لئلا ينسبنا ناسب إلى شيء « و جعل كلمة الذين كفروا السفلى » معناه أن الله سبحانه جعل كلمتهم نازلة دنية و أراد به أنه سفل وعيدهم للنبي (صلى الله عليهوآلهوسلّم) و تخويفهم إياه و أبطله بأن نصره عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعل كلمتهم السفلى لا أنه خلق كلمتهم « و كلمة الله هي العليا » أي هي المرتفعة المنصورة بغير جعل جاعل لأنها لا يجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة و قيل إن كلمة الكفار كلمة الشرك و كلمة الله هي كلمة التوحيد و هي قوله لا إله إلا الله فمعناه جعل
هنا خصص المفسر السكينة للنبي بمفرده ..رغم قوله أن البعض قالوا جائز ان تكون للصديق ...
لكن الشاهد ان المفسر رحمه رغم أنه لم يثبت فضيلة للصديق إلا أنه لم يدع الإدعاء البشع الذي ادعاه الأخ النجف الأشرف أن الصديق كان يشك في الله وفي الدين ...
أما عما نقلته من قول الطوسي :
" والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. والاخر - لايكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحسانا من الناصر إلى نفسه لان ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه واله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه واله ومعنى " ثاني اثنين " أحد اثنين يقولون هذا ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة، لانه مشتق من المضاف اليه.
وقد يقولون خامس اربعة أي خمس الاربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن.
والغار ثقب عظيم في الجبل.
النصرة على ضربين وهما
1- نعمه على المنصور
2- من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل
هنا من أدرانا أن هذه النصرة ليست من الضرب الأول ...نصرة للنبي وصاحبه ..
إذاً نستنتج من الكلام أنه جائز أن تكون هذه النصرة نعمة من الله على من نصرهم وهم هنا النبي وصاحبه في مواجهة من يبحثون عنهما من الكفار الملاعين .
وأكملت أنت أيضاً :
" والغار ثقب عظيم في الجبل.
قيل: وهو جبل بمكة يقال له ثور، في قول قتادة.
وقال مجاهد: مكث النبي صلى الله عليه واله في الغار مع ابي بكر ثلاثا.
وقال الحسن: أنبت الله على باب الغار ثمامة، وهي شجيرة صغيرة.
وقال غيره: الهم العنكبوت؟؟؟؟ على باب الغار.
وأصل الغار الدخول إلى عمق الخباء.
ومنه قوله " إن أصبح ماؤكم غورا "(1) وغارت عينه تغور غورا اذا دخلت في رأسه.
ومنه أغار على القوم إذا أخرجهم من أخبيتهم بهجومه عليهم.
وقوله " فأنزل الله سكينته عليه " قيل فيمن تعود الهاء اليه قولان: احدهما - قال الزجاج: إنها تعود إلى النبي صلى الله عليه واله.
والثاني - قال الجبائي: تعود على أبي بكر لانه كن الخائف واحتاج إلى الامن لان من وعد بالنصر فهو ساكن القلب
عظيم هو ذكر أن الصديق كان خائفاً ...ولكن لم يذكر لماذا ؟
هل خوفاً على الدعوة ؟
ونقول هنا إن الخوف ليس عيباً على الصديق لأنه ربما يكون خائفاً على الدعوة وعلى النبي ..ثم هو ليس بمعصوم حتى لايخاف ....
وهنا أيضاً لم يذكر المفسر رحمه الله شيئاً عن الشك في الله أو الدين ولم يذكر أن الحزن لم يكن لله ...
أما باقي كلام الطوسي الذي نقلته أنت ففيه المهم:
" والاول أصح، لان جميع الكنايات قبل هذا وبعده راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله ألا ترى أن قوله " إلا تنصروه " الهاء راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله بلا خلاف، وقوله " فقد نصره الله " فالهاء أيضا راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله وقوله " اذا اخرجه " يعني النبي صلى الله عليه واله " اذ يقول لصاحبه " يعني صاحب النبي صلى الله عليه اله ثم قال " فأنزل الله سكينته عليه " وقال بعده " وأيده بجنود " يعني النبي صلى الله عليه واله فلا يليق أن يتخلل ذلك كله كناية عن غيره وتأييد الله إياه بالجنود ما كان من تقوية الملائكة لقلبه بالبشارة بالنصر من ربه ومن القاء اليأس في قلوب المشركين حتى انصرفوا خائبين.
هنا طبعاً التأييد للنبي هو تأييد لمن خرج بنفسه تاركاً الأهل الولد مهاجراً لله ...والنصر والبشارة للنبي بشارة لمن هو أضعف من النبي وينتظر أي بارقة أمل ...
ويكمل الطوسي:
".
وقوله " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى " أي جعلها نازلة دنية وأراد بذلك أن يسفل وعيدهم النبي صلى الله عليه واله وتخويفهم إياه فأبطل وعيدهم ونصر رسول الله والمؤمنين عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعل كلمتهم كذلك، لاانه خلق كلمتهم كما قال " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا "(1).
وقيل: إن كلمة الذين كفروا الشرك، وكلمة الله التوحيد، وهي قول: لااله الا الله.
وقيل: كلمتهم هو ما تغامزوا عليه ومن قتله.
و " كلمة الله " ما وعد به من النصر والنجاة.
ثم أخبر ان " كلمة الله هي العليا " المرتفة اي هي المنصورة بغير جعل جاعل، لانها لايجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة.
وقوله " والله عزيز " معناه قادر لايقهر " حكيم " واضع الاشياء مواضعها ليس فيها وجه من وجوه القبح. وليس في الاية ما يدل على تفضيل أبي بكر، لان قوله " ثاني اثنين " مجرد الاخبار أن النبي صلى الله عليه واله خرج ومعه غيره، وكذلك قوله " اذ هما في الغار " خبر عن كونهما فيه، وقوله " اذ يقول لصاحبه " لامدح فيه أيضا، لان تسمية الصاحب لاتفيد فضيلة ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك "(1) وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر (وصاحبي بازل شمول) وقد يقول الرجل المسلم لغيره: ارسل اليك صاحبي اليهودي، ولايدل ذلك على الفضل، وقوله " لاتحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف، وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه واله، ولو أريد به أبوبكر معه لم يكن فيه فضيلة، لانه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لاتفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا.
والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه واله بما بيناه من ان التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه واله فأين موضع الفضلية للرجل لولا العناد، ولم نذكر هذا للطعن على ابي بكر بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح.
هنا الطوسي رحمه الله يؤكد ما قلناه
فهو يقول:
" وقوله " لاتحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف،
هنا لا يثبت مدحاً ..لكنه لا يثبت ذماً ..والذم شيء والتشكيك في الله وفي الدين والإتهام بأنه كان مع النبي ليشي به شيء آخر تماماً لا يمكن أن يثبت في حق الصديق
وقوله:
" وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه واله، ولو أريد به أبوبكر معه لم يكن فيه فضيلة، لانه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لاتفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا.
ويحتمل أيضاً أن يكون طمأنة للرجل ورفعاً لروحه المعنوية من النبي (ص) حباً في أبي بكر وشفقة عليه ..وهنا لا يثبت المفسر الذم بحق الرجل بل هو يفرض إحتمالاً قد يكون كذلك وقد لا يكون ....
إذاً الذم والتشكيك بإيمان الصديق لم يثبت عند المفسر الطوسي أيضاً ..بل هو يفرض ..وقد يكون فرضه خاطئاً ..
ثم يعود الطوسي في النهاية ليؤكد أن كلامه ليس بمطعنة في الصديق بل هو إثبات لعدم وجود فضيلة ...يعني لا يثبت فضيلة لكن لا يذم في هذه الواقعة وهذا قوله:
" ولم نذكر هذا للطعن على ابي بكر بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح.
وهذا طبيعي من الطوسي ..لأنه كيف يستطيع أن يبني مطعنة على أساس احتمال ....
فهو ينف الفضيلة لكنه لا يطعن ولا يشكك في إيمان الصديق ولا في ولائه للنبي .
أما عن الفيض الكاشاني فقال:
" ) إلا تنصروه فقد نصره الله: إن تركتم نصرته فسينصره الله كما نصره. إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين: لم يكن معه إلا رجل واحد. إذ هما في الغار: غار ثور، وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة. إذ يقول لصاحبه: وهو أبو بكر. لا تحزن: لا تخف. إن الله معنا: بالعصمة والمعونة. في الكافي: عن الباقر عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل يقول لأبي بكر في الغار: اسكن فإن الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاله قال له: تريد أن اريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون. وأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون، قال: نعم فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون، ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر. فأنزل الله سكينته: أمنته التي تسكن إليها القلوب عليه. في الكافي: عن الرضا عليه السلام أنه قرأها (على رسوله) قيل له: هكذا، نقرؤها، وهكذا تنزيلها. والعياشي: عنه عليه السلام إنهم يحتجون علينا بقول الله تعالى: (ثانى اثنين إذ هما في الغار) وما لهم في ذلك من حجة، فوالله لقد قال الله: (فأنزل الله سكينته على رسوله) وما ذكره فيها بخير، قيل: هكذا تقرؤنها ؟ قال: هكذا قرأتها. وعن الباقر عليه السلام: (فأنزل الله سكينته على رسوله)، قال: ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله. وفي الجوامع: نسب القراءة
يفسر الفيض الكاشاني رحمه الله الحزن على أنه خوف وهذا قوله:
" لا تحزن: لا تخف
وإن الله معنا أي بالعصمة والمعونة ..يعني النبي وصاحبه رغم الخوف فالله معهما بالعصمة والمعونة ..وأي شرف أن يكون الله معك بمعونته .
هنا نؤكد أن المفسر لم يشكك في إيمان أبي بكر ولا في ولائه ...نعم لم يثبت له فضيلة لكن لم يقل بأنه شك في وجود الله ...
فشتان بين الذم وبين التكفير ...
..من هنا نجد أيها السادة أن مفسري الشيعة رحمهم الله أثبتوا هجرة أبي بكر ...يختلفون معنا في فضيلة هذه الهجرة ..يصفونه بالجبن أو الخوف ..لكن لا يوجد أحد شكك في إيمان الرجل أو في ولائه .
ونكمل في المشاركة القادمة.