العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية انا شيعي من النجف
انا شيعي من النجف
عضو متواجد
رقم العضوية : 8972
الإنتساب : Aug 2007
المشاركات : 133
بمعدل : 0.02 يوميا

انا شيعي من النجف غير متصل

 عرض البوم صور انا شيعي من النجف

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي سني عراقي الى هنا لو سمحت
قديم بتاريخ : 20-10-2009 الساعة : 08:18 PM


اقرا الموضوع جيدا لتعرف الحقيقة .!.!.!.!.!.

مفهوم الامامة عند الشيعة و أهل السنة
الكاتب : الكاتب الصحافي المغربي الاستاذ السيد ادريس الحسيني
مفهوم الإمامة
سأنطلق هنا من نقطة لدي فيها وجهة نظر تاريخية ، هي إن نظرية الإمامة و الخلافة ، تبلورت بشكل أكثر دقة عند الشيعة منه عند السنة . و السبب في ذلك راجع إلى ، أن مواقف الخلفاء تناقضت في ممارسة ( الإمامة ) و تعاطت ، بأشكال مختلفة و متناقضة ، مع مسألة الخلافة .
فالمفهوم الشوري الذي يتسع في المنظور السني إلى مسألة الخلافة ، لم لكن ثابتا سواء في فكر السنة أو ممارساتهم .
ففي النص السني ، تتوزع مسألة الخلافة بين البعد الشوري و البعد التنصيبي ، بالقياس على نص ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) و كانت هذه الأخيرة هي شعار ( السقيفة )! .
بينما ظلت المسألة ثابتة في الفكر الشيعي منذ البداية فهي الخلافة بواسطة ( النص ) و في حدود ـ بني هاشم . و كان لهذا الثبات المفهومي ، الفضل في انتصارات الشيعة ، الكلامية ، على خصومهم ، مستفيدين من الشرخ الحاصل لدى العامة في نظرية الإمامة ، و التنوع و التناقض الذي حكم قضية الخلافة في الفكر السني .
لقد تبلورت المواقف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله بشكل سريع . بحيث لم تبق فرصة للهاشميين في إبداء رأيهم .
استغل أصحاب الرأي ، غباء العامة في السقيفة ـ أي الرعاع ، و أرهبوا ـ الخاصة مثل سعد بن عبادة ، و عمار و . . و الهاشميين ـ هذا يعني أن الأمر كان معدا سلفا و مسبقا .
و الهاشميين كانت لديهم منذ البداية نصوص قاطعة .
و السقيفة ، مؤتمر قائم أساسا على مخالفة النص . لأنه لو أطيع أمر الرسول صلى الله عليه و آله في تجهيز جيش أسامة ، لما كانت لهم فرصة في إقامة مثل هذه المؤتمرات . و عندما يقول الرسول ( لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ) يترتب عليه ، أن اللعنة على ما قام على لعنة ( التخلف عن جيش أسامة ) . بمعنى أن السقيفة قائمة على ( اللعنة ) . و إذا أردنا أن نخضعها لأسلوب الأحكام . فإن كلمة الرسول صلى الله عليه و آله تثبت أن الأمر واجب ، و أن التخلف عنه حرام . و ما دامت السقيفة قائمة على حرمة التخلف عن جيش أسامة ، ترتب عليه حرمة السقيفة ، و ذلك من باب أن المبنى على الحرام حرام !
قلت إن الإمامة عند أهل السنة ، خاضعة للمزاج و الرأي ، ولم تكن لهم فيها نظرية و حتى ( قاعدة ) الشورى التي تحدثوا عنها لم تكن ( مؤسسة ) يومها . بل كل ما في الأمر ، وضعها اللاحقون . أما المسألة في واقعها التاريخي ، كانت تتأرجح بين أشكال من ( التنصيب ) و نحن هنا سنعرض وجهة نظر كل من الشيعة و السنة في مسألة الخلافة . لنقف على الثغرات التي تحتوي عليها و وجهة النظر العامية حول المسألة :
أهل السنة ، و الخلافة :
مع أن الخلافة في واقعها التاريخي ، لم تكن متبلورة في شكل نظرية عند أهل السنة ، إلا أن المتأخرين منهم استطاعوا أن يضعوا لها مبررات فكرية بسيطة و محدودة .
يعتقد أهل السنة ، بأن الخلافة ، شأن من شؤون الدنيا ، يتحقق بالاتفاق .
و حيثما ورد الاتفاق تجب البيعة . ولم يعتبروها من أصول الدين ، فهي إذن من فروعه ، و شذت بعض مذاهبهم ، إذ جعلتها غير واجبة ، و بأن السقيفة كانت نموذجا للشورى . من دون أن يركزوا على ملابساتها . و يستندون إلى قوله تعالى : ? ... وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ... ? [1] .
ولم يشترط السنة العصمة في الإمام . بل و جوزوا إمامة الفاسقين . و أوجبوا الطاعة مع الفسق يقول الباقلاني في التمهيد : قال الجمهور من أهل الإثبات .
و أصحاب الحديث : لا ينخلع الإمام بفسقه و ظلمه ، بغصب الأموال ، و ضرب الأبشار ، و تناول النفوس المحرمة ، و تضييع الحقوق و تعطيل الحدود ، و لا يجب الخروج عليه .
و لا يشترط السنة ( الأفضلية ) في الإمام . فقالوا بجواز تقديم المفضول على الأفضل . و الواقع ، هو أن المفهوم الذي ( فبركه ) أهل السنة عن الخلافة ، إنما كان استقراء لوضع فاسد ، هو ( السقيفة ) . فمن الأمر الواقع الذي جرى فيها ، استقرأوا مفهوم الشورى و عدم النص . . . و من الفساد و الفسق الذي أحصاه التاريخ على بعض الخلفاء ، أن ارتأى الابقاء على الخليفة الفاسق! و أي عاقل ، يملك وجدانا سليما ، و وعيا بالدين عميقا . يمكنه هضم هذه المحددات التي وضعها السنة للخلافة .
مبعث الإمام عند الشيعة
لما كانت الإمامة ضرورة لتنظيم حياة المسلمين وفق أحكام الله ، حيث بها يستقيم أمر المسلمين ، دنيا و آخرة ، عدها الشيعة أصلا من أصول الدين . و عليه فإنها تعتبر من الأمور التوقيفية التي يحددها البارئ جل و علا تماما مثلما النبوة .
أمرا توقيفي منوط باختيار الله عز و جل لأنها تشكل ضرورة لهداية الناس . و ما دامت الإمامة هي الامتداد الشرعي للنبوة فإنها تبقى خارج دائرة الشؤون التي يبت فيها الناس . و الإمامة ليست شأنا من شؤون الدنيا فقط . بل شأن من شؤون الآخرة أيضا و عليه ، فإن الإمامة تخضع لمجموعة شروط ، تنسجم مع هذا الشأن .
و حيث إن الشأن الأخروي يتطلب الصفات الفاضلة و العليا . فإن البشر عاجزون عن اكتشاف الأجدر في هذا الشأن . أو قد تحول دونهم و ذلك عوامل أخرى نفسية و سياسية ، كما جرى في التاريخ الإسلامي . و لو كان الأجدر في هذا الشأن يدرك مباشرة ، لخول الله للبشر اختيار الرسل و الأنبياء . و القرآن قد تحدث عن طبيعة المقاييس التي كان يملكها المشركون في اختيار جدارة النبي صلى الله عليه و آله فكانوا يرون مشيه في الأسواق و أكله الطعام ، ينافي النبوة . كما رأوا في فقره و يتمه ما ينافي مقام الرسالة ، ? وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ? [2] ، و لو أنزل الله علينا ملكا و . . و . .
و بسبب قصور المقاييس و ضبابية المنظار الذي كان ينظر منه الإنسان إلى النبوة ، كان من الطبيعي أن يستأثر الله باختيار أنبيائه . و نفس الشيء لما رأى بنو إسرائيل في اختيار الله للملك طالوت ما لا ينسجم مع مقاييسهم لمفهوم الملك فقالوا : ? ... قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ... ? [3] ، و هناك أسباب كثيرة ، عقلية و شرعية ، تجعل من هذا الاختيار أمرا مستحيلا :
1 ـ إن الدين شأن من شؤون الله . و إن الأجدر دينا ، لا يمكن إن يكتشفه من هو دونه . و لذلك يلزم أن يختاره الله .
2 ـ إن الناس قد يرفضون الإمام لعدله و تقواه إذا أدركوا عدم ركونه إلى أهدافهم . و قد يختارون من يرون فيه لينا و انكسارا . و قد يميلون مع من يكسرهم إليه بالقوة . و تاريخ الخلافة كما سبق ذكره ، كان دليلا قاطعا على ذلك .
3 ـ إن رسالة الرسول كما تركها ، لا يمكنها حل مشكلات الناس في كل الأزمنة و العصور . و هي تحتاج إلى من يستخرج منها الأحكام ، و يوفر لكل مشكلة حلا فقهيا حاسما . و لذلك يلزم أن يعين الله من هو أجدر بهذه المهمة حتى لا تبقى على الله حجة للذين لم يعايشوا الرسل . و المستوعب للأحكام الفقهية اليوم ، يدرك أنها تكاد تخلو من الحسم ، و ليس من العقل ، أن يترك الله دينه لرأي من يختارهم الناس على قصورهم . و لعل كل هذه التناقضات دليلا على الفراغ الذي تركته الإمامة في حياة المسلمين .
و حيث إن الإمام هو لطف من الله ، يوجه الناس إلى طريق الطاعات و ينهاهم عن سلوك المعاصي و يقضي للمظلوم و ينتصر من الظالم و يقيم الحدود و الفرائض و يصدر الأحكام في المفسدين . فلو جاز أن يعصي لكان هو بالأحرى في حاجة إلى إمام يرشده و يوجهه إلى الطاعة و يقيم عليه الحد في الأمور التي قد يعصي فيها . و ذلك كله على خلاف أهل السنة الذين لا يرون مانعا من تجويز ، إمامة الفاسق كما تقدم . و إذا كان من لطفه أن بعث للناس نبيا معصوما من الصغائر و الكبائر ، لا ينطق عن الهوى ، يعلمهم الكتاب و الحكمة و يقضي بينهم و يحملهم على الطاعات ، كان إذا من لطفه أيضا أن يترك للناس إماما معصوما لا يخطأ في الأحكام ، و لا تجوز عليه المعاصي .
و إذا لم يكن الإمام معصوما ، جاز له أن يضل الأمة في لحظة جهله وعصيانه ، و كان أبو بكر يقول فيما اشتهر عنه : إن لي شيطانا يعتريني .
فإذا احتاجت الأمة إليه في اللحظة التي يعتريه فيها الشيطان ، فمن المؤكد أن يضلها ، ولم يبق الإمام عندئذ حجة لله على العباد . و لكان هو في تلك اللحظة في حاجة إلى من يحمله على الطاعة ، أي إلى إمام آخر . و إذا جاز لهذا الأخير أن يخطأ أيضا ، احتاج إلى إمام آخر . و يبقى هذا التسلل ساريا إلى لا نهاية . و هذا يناقض اللطف ، لأن في التسلسل ، تكرارا لنفس الثغرة ، و هي جواز المعصية على الإمام و هذا يأباه البناء العقلائي . و العصمة هي أن يرتفع الإمام عن الدنايا ، و الامتناع عن إتيان كل القبائح عمدا و سهوا و على طول حياته .
لأنه لو جاز عليه أن يعصي الله في الصغيرة كيف يمتنع عن إتيان الكبيرة . و إذا كان يجهل صغيرة في الشريعة ، فكيف يتسنى له الحكم في القضية التي تعرض عليه .
و إذا جاز عليه القصور في الأحكام و الجهل ببعضها ، علما أن الموضوعات و المسائل لا تتحدد بالعدد ، و لا بالمكان و الزمان . لم يكن بينه و الجاهل الذي يعرض عليه المسألة ، فرق في إدراك تلك المسألة ، فتنتفي الحجة . و قد أورد لنا التاريخ نماذج من المسائل التي عجز الخلفاء عن حلها ، و اعترفوا بعجزهم ، أو قالوا فيها بغير علم و خالفوا الشريعة .
و حيث إن الإمام هو أعلى مستوى في الأمة ، من حيث المهمة الشرعية ، كان ضروريا أن يكون هو الأفضل على كل المستويات . خلافا للسنة الذين رأوا جواز إمامة الفاسق مع وجود الفاضل ، و هو تجويز لا سند له من الشرع و العقل ، بقدر ما هو تبرير الحالة الاستخلافية التي شهدها التاريخ الإسلامي . فهي فكرة مستوحاة من واقع لا أساس له من النص .
غير أن ضرورة إمامة الأفضل تبقى هي النظرية الموضوعية المنسجمة مع العقل و الشرع . فالعقل يستقبح انقياد الأعلم لمن هو دونه ، و الأشرف إلى من هو دونه و دواليك .
و الشرع ينهى في غير موقع عن هذه الفكرة : ? ... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ? [4] .
و قال : ? ... أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ? [5] .
و إذا نظرنا في نظرية الإمامة عند الشيعة ، وجدناها ترتكز على هذه الأسس الثلاث :
1 ـ الإمامة نص .
2 ـ عصمة الإمام .
3 ـ الأفضلية .
و ما دام الشيعة يرون الإمامة لأهل البيت ، كان من الضروري البحث في الانسجام بين هذه الأسس الثلاثة للإمامة ، و واقع الأئمة من آل البيت و ما هو الدليل العقلي و النقلي ، على إمامتهم .
1 ـ النص على الإمامة :
يرى الشيعة أن الإمامة تعينت بالنص . أسواء من الله تعالى أم من النبي صلى الله عليه و آله . و لهم إضافة إلى الأدلة العقلية ، أدلة نقلية قوية بهذا الخصوص .
و أريد أن أشير في هذه الفقرة إلى لفتة تكاد تتجاوزها الكتابات التاريخية و العقائدية و هي أن الأساس الذي ركن إليه عمر في بيعة أبي بكر هو النص و القرابة . و قد سبق أن أوردنا تفاصيل السقيفة ، و المنطق الذي سيطر على المواقف و الاختيارات فيها . و قال عمر أن الرسول صلى الله عليه و آله ، قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . و استقرأ من خلال ذلك وجوب إمامته . غير أن في اجتهاد عمر بن الخطاب بعض الملاحظات التي تثير الاهتمام .
1 ـ استند عمر على القياس . و هو قياس ناقص ، لأنه لا يبين العلة من وراء الموضوع . فهو بناء على الظن و الظن لا يغني عن الحق شيئا .
2 ـ طرح عمر إمامة أبي بكر على أساس أنها نص . مع العلم أن عمر أبى على الرسول صلى الله عليه و آله أن يكتب كتابه في أيام وفاته ، و اكتفى بالقرآن . فلو كان الرسول صلى الله عليه و آله يهجر ، ـ أستغفر الله ـ فرضا ، فأولى أن نأخذ بهجرانه حتى في تأمير أبي بكر للصلاة بالناس . علما أن إمامة الصلاة ليست مهمة أقرب إلى الله من مهمة تولي غسل الرسول و الصلاة على جنازته كما فعل الإمام علي ( عليه السلام ) و علما ـ أيضا ـ إن الرسول صلى الله عليه و آله ، استخلف في الصلاة في البلدان من ليسوا بالأفضلين . هذا إذا أضفنا إن في رواية أمر الرسول صلى الله عليه و آله بالصلاة ، اضطراب ، و فساد في المتن و السند .
3 ـ عندما استند عمر بن الخطاب على فكرة القرابة ، كان يستغل وضعا ليس له . و أوقع نفسه في تناقض كبير ، ذلك أن قرابة المهاجرين من الرسول صلى الله عليه و آله يلزم أن يتساوى فيها كل المهاجرين ، فكيف يكون استدلال عمر بن الخطاب بالقرابة و الهجرة على المهاجرين الأول ، مثل عمار ، و أبي ذر و . . الذين عارضوا خلافته . ثم لماذا لا يتنازل وفق هذا المنطق عن الخلافة لعلي بن أبي طالب ، و هو جمع بين السابقية و القرابة . فهو سيد المهاجرين ، و أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه و آله و أول من أسلم . و لذلك لما قيل لعلي إن المهاجرين استدلوا بالشجرة ، أي أنهم شجرة الرسول : قال : قالوا بالشجرة و تركوا الثمرة . و يعني بها آل البيت [6] ورد على منطق عمر بن الخطاب ، في كلمته الشهيرة و التي جاءت على شكل أبيات :
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف هذا و المشيرون غيب
و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي و أقرب [7]
و يذكر القرآن مجموعة آيات تدل على النص في الاتجاه الذي يؤكد معقولية النص على الإمامة جاء في القرآن : ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? [8] .
و الآية ، تثبت أن الإمامة تثبت بعد اختبار ، يسفر عن كفاءة الشخص ، و أهليته للإمامة ، ثم تأتي مسألة الاختيار اللدني ، ثم لما أراد إبراهيم أن يقرب ذريته ، قال تعالى : ? ... قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? [9] و هو يوحي بأن الاختيار ليس إلا لله لا محاباة فيه و لا مشورة و لو كان منطق الإمامية في الإمامة ، غريبا عن الإسلام ، فأولى بإمامة إبراهيم و غيره ممن اختار الله ، أن تكون غريبة .
و جاء في القرآن اختيار الله لطالوت ، و هو ملك و قال : ? وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ... ? [10] .
و لما اعترض عليه القوم قال : ? ... قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? [11] .
و هذا إن دل فإنما يدل على أن مسألة النص و الاختيار الإلهي للأوصياء ، ليس بدعا في تاريخ العقيدة الإلهية .
هذا بالإضافة إلى ما فاض به الذكر الحكيم من نماذج قرآنية ، تثبت هذا المفهوم و ثبت أن الإمامة بالنص ، لآل البيت و للإمام علي ( عليه السلام ) بعد الرسول صلى الله عليه و آله و تقول الإمامية ، أن الإمامة بالنص ، اختصت بإثني عشر إماما كلهم من آل البيت ( عليهم السلام ) أولهم الإمام علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) .
و رد في القرآن قوله تعالى : ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ? [12] .
جاء في الصحاح الستة : و تفاسير العامة إن الآية نزلت في حق علي ( عليه السلام ) و تفاصيل القصة ، حسب ما رواه أبو ذر ( رض ) [13] قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و آله يوما صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فدفع السائل يده إلى السماء و قال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله ، فما أعطاني أحد شيئا و علي ( عليه السلام ) كان راكعا ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان فيها خاتم ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى الله عليه و آله فقال لهم إن أخي موسى سألك فقال : ? ... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ? [14] إلى قوله ? وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ? [15] فأنزلت قرآنا ناطقا . ? قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ... ? [16] ، اللهم و أنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري و يسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري .
قال أبو ذر : فوالله ما أن قال رسول الله صلى الله عليه و آله هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال : يا محمد اقرأ ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ? [17] و تواتر هذا الحديث ، و ذكره كبار المحدثين و المفسرين من أهل السنة أنفسهم [18] .
و سنحاول القفز على حديث الدار و الغدير الذي سبق أن أثرناه ، لنستعرض بعض الروايات الأخرى التي تؤكد على إمامة علي ، و آل بيته .
قال تعالى : ? ... قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ... ? [19] .
روى الجمهور عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " انتهت الدعوة إلي و إلى علي ، لم يسجد أحدنا قط لصنم ، فاتخذني نبيا و اتخذ عليا وصيا ) [20] .
و لدى قوله تعالى ? وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ? [21] [22] .
و ذكر ابن عبد البر في قوله ? وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ... ? [23] قال : إن النبي صلى الله عليه و آله ليلة أسري به جمع الله بينه و بين الأنبياء ، ثم قال ، له : سلهم يا محمد ، على ماذا بعثتم ؟ قالوا : بعثنا على شهادة لا إله إلا الله . و على الاقرار بنبوتك ، و الولاية لعلي بن أبي طالب [24] .
و ذكر الجمهور عن أبي سعيد الخدري ، إن النبي صلى الله عليه و آله دعا الناس إلى علي ( عليه السلام ) في يوم ( غدير خم ) و أمر بما تحت الشجرة ـ من الشوك فقام ، فدعا عليا ، فأخذ بصبعيه فرفعها ، حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه و آله و علي ( عليه السلام ) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ? ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ? [25] فقال رسول الله صلى الله عليه و آله " الله أكبر على إكمال الدين ، و إتمام النعمة ، و رضي الرب برسالتي : و الولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي . ثم قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله " [26] .
و يرى الشيعة أن الإمامة ثبتت بالنص في اثنا عشر إماما . أولهم علي و آخرهم المهدي ، و أن طريقة تعيينهم تمت عن طريق النص ، من الله ، ثم نبيه فالإمام ، أي أن الإمام علي ( عليه السلام ) بعد أن تسلمها سلمها ابنه الحسن ( عليه السلام ) استجابة للنص .
و الواقع التاريخي يثبت أن الأئمة ( عليهم السلام ) ، كانوا يوصون إلى من بعدهم استنادا من أن نص منصوص و التجربة التاريخية ، تفسر عن هذا الواقع ، إن الإمام عليا ( عليه السلام ) لم يستشهد حتى أوصى بها إلى ابنه الحسن . و الحسن لما عقد وثيقة الصلح ، اشترط فيها عودة الخلافة إليه ، أو إلى أخيه الحسين ( عليه السلام ) إذا طرأ طارئ على حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
و الإمام علي ( عليه السلام ) الذي عارض تداول الخلافة بين أبي بكر و عمر و عثمان . لم يكن ليكرر نفس الإجراء فيما لو كان الأمر لا يستند إلى مسوغات عقلية و نقلية ، تتحدد بالنص و ذكرت النصوص ، أن الولاية بعد الرسول صلى الله عليه و آله لأهل البيت ( عليهم السلام ) و من ذلك : ما جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم ، عن زيد بن أرقم : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله من حجة الوداع و نزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال :
" كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما . فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال ، إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن ( ثم أخذ بيد علي ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " .
أما ما ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم . فقد قال : قام رسول الله صلى الله عليه و آله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة ، فحمد الله و أثنى عليه ، و وعظ و ذكر ثم قال :
" أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، و أنا تارك فيكم ، ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا لكتاب الله و استمسكوا به " فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال : " و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " .
و في صحيح الترمذي ورد بهذه الصيغة ، عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله في حجته يوم عرفه و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول :
" يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و عترتي أهل بيتي " .
و ورد حديث ( الثقلين ) بأكثر من سند و صيغة في صحاح الجمهور .
و طبيعي أن يحتاج هذا الحديث إلى نص آخر يحدد عمومه . فحصر الشيعة الإمامة في اثني عشر إماما من آل البيت كما تقدم ذكره و الأدلة على ذلك كثيرة بيد إننا نراها على قسمين :
الأولى أدلة اعتبارية سندها الواقع و التجربة . إذ لما ثبت الإمامة لعلي ( عليه السلام ) بالنص فإن وصيته إلى الحسن ( عليه السلام ) تبقى نصا صادرا عن الإمام . و كل إمام أوصى بالآخر ، فيكون هذا التسلسل الاثني عشري دليلا على النص . و هذا هو الدليل العقلي على إمامة الاثني عشر .
كما ينضاف إلى تلك الأدلة ، كون هؤلاء الاثنى عشر هم رموز آل البيت الكبار ، الذين أحصى لهم التاريخ تفوقهم و كرامتهم ، و لا تلقى وصية .



يتبع......


توقيع : انا شيعي من النجف

من مواضيع : انا شيعي من النجف 0 لماذا رفع علم الجيش الحر في المظاهرات الصدرية
0 راسب يا حسني مبارك
0 التمرين العجيب لتحسين سرعة حرق الدهون في الجسم
0 كيف تتخلص من عاداتك السلبية في 8 خطوات مصورة؟
0 ذكرى شهادة السيد عبد المجيد الخوئي
التعديل الأخير تم بواسطة انا شيعي من النجف ; 20-10-2009 الساعة 08:21 PM.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:06 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية