للوجود الشيعي في دبي جذور عميقة في تاريخ هذه الإمارة الخليجية. ويشير الكاتب والباحث محمد عبد الله الأنصاري إلى أن الشيعة في الإمارات يتمركزون بالإضافة إلى دبي، في كل من إمارتي أبوظبي والشارقة.
والشيعة هنا، شأنهم في ذلك شأن بقية الجماعات الدينية في الإمارات، يتحدرون من أصول عرقية مختلفة.
ويقول عباس عبد الله مكي، عضو مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الخيرية في دبي:
"الشيعة في دبي هم البحارنة، وكذلك مجموعات أخرى من المواطنين الموجودين في دبي منذ نشأتها".
ويضيف أن"هؤلاء كلهم من الشيعة الإمامية ومن أتباع أهل البيت".
و"البحارنة" هم العرب من الشيعة ويتحدرون في الأصل من مناطق في شرقي الجزيرة العربية، كالإحساء والقطيف في السعودية، أو البحرين.
ويؤكد مكي بأن "البحارنة أصلا كانوا موجودين منذ النشأة. تقريبا قبل 200 سنة صار استقرار في دبي، كاستقرار مدني. أصبحت في دبي مدنية مستقرة لمجموعات من الفئات السكانية وكان منهم البحارنة".
أما غير العرب من الشيعة فيتوزعون على عدة جماعات أبرزها اللارية والأشكنانية،وهم من أصول إيرانية، والحيدر آبادية، وهم من أصول هندية، كما يوحي بذلك اسمهم.
ويلفت مكي إلى أن أبناء هذه الجماعات غير العربية الأصل "وجودهم قديم في دبي" ، وأكثرهم كانوا "من تجار السوق".
ومن أشهر دور العبادة للشيعة تلك التي توجد في منطقة بر دبي على مقربة من سوق المدينة القديم،فهناك تعلو مئذنة وقبة مسجد الإمام علي، أقدم مساجد الشيعة في دبي، وبالقرب منه عدد من المآتم.
والـ"مأتم"، هو المبنى الذي يُعرَف لدى الشيعة في أماكن أخرى، كما في العراق ولبنان وإيران وغيرها،باسم "الحسينية"، ويُخَصَّص عموما لمراسم قراءة السيرة الحسينية، فضلا عن أنشطة دينية أخرى مثل إحياء الموالد ومناسبات ولادات الأئمة ووفياتهم وختم القرآن وأعمال البر وما إلى ذلك.
ويعتبر "مأتم الحاجي ناصر" و"مأتم العدواني"، ويقعان على مقربة من مسجد الإمام علي، من أشهر المآتم الموجودة في دبي.
ماتم الحاج ناصر - دبي
ويحدثنا الباحث والكاتب الأنصاري: "أما مأتم الحاجي ناصر آل خميس فمن أقدم الأماكن في دبي".
والحاجي ناصر، وهو من أصل بحريني، "كان من تجار دبي وكانت له مكانة مرموقة في دبي، فبنى هذا المكان لأجل مجالس الحسين عليه السلام، وللتوعية والإرشاد".
ويتابع الأنصاري قائلا: "والمكان سُجِّل في اليونيسكو على أنه معلم أثري قديم. وقد رُمِّم قبل سنتين".
ويؤكد الأنصاري بأن مأتم الحاجي ناصر، الذي شُيّد حوالي العام 1840 ميلادية، "ما شاء الله فيه روحانية، وفيه قدسية، بمكانته وبأسلوبه وبطرازه القديم".
وليست هنالك إحصائيات دقيقة أو تقريبية حول عدد الطائفة الشيعية في الإمارات، ولكن هناك شبه إجماع على أن الوجود الشيعي الأكبر هو في إمارة دبي.
ويؤكد عباس مكي أن أجواء الحرية الدينية السائدة في البلاد تبدد أية تساؤلات عن مدى ما يتمتع به أبناء الأقلية الشيعية من حرية في ممارسة شعائرهم الدينية.
وردا على سؤال حول طبيعة علاقة الشيعة بالسلطة في بلد غالبية سكانه من السنة، يجيب قائلا: "والله علاقة المواطن مع حكومته.
والحكومة ليس لديها تمييز أبدا ما بين المواطنين، وخصوصا في أداء شعائرهم".
ويشير إلى أن الإمارات فيها "ليس فقط المسلمين، وإنما في البلد فئات أخرى تدين بأديان أخرى".
ويؤكد بأن "السياسة (المُتَّبَعَة) ترى أن الجانب الديني يجب أن يُعطى حرية - "لكم دينكم ولي دين" يعني - وتكفل لهم الحرية بشرط أن لا يتجاوزوا بحريتهم هذه حريات الآخرين".
أما العوائل الشيعية فهي الخلصان، الصفار، الصايغ، الصباغ ، التاجر ، آل رحمة، بن رضا، لاري، أشكناني، سجواني، الانصاري والفردان ، البحراني .