الانتخابات لن تمر بسلام في كركوك
عامر قره ناز *
من يظن او يعتقد بان ساسة الأكراد سوف يسمحون لانتخابات البرلمان العراقي المزمع إجراءه في بداية السنة المقبلة ان تمر بأمان وبسلام فهو ساذج او انه لم يفقه او يدرس فهرسة كتابهم بإتقان وإمعان .
فبعد مرور فترة دامت عدة اشهر على مناقشة البرلمان العراقي لقانون الانتخابات وذلك بسبب الازمة المفتعلة في مدينة كركوك من قبل الطرف الكردي والاعتراضات المتتالية على إمرارها عسى ان يوفق في عرقلتها او لعل يستطيع الحصول على مكاسب إضافية صادق مجلس النواب في جلسته الخامسة عشر التي عقدت بتاريخ 8/11 على قانون تعديل قانون الانتخابات رقم 16 .
فان كان هناك من يظن بان التحالف الكردي سيسمح ان تجرى الانتخابات وتمر مرور الكرام فهو مخطي ، وخاصة بعدما اعطي لمدينة كركوك وضعا خاصا واحسوا بانهم فشلوا فشلا ذريعا في محاولتهم بفرض شروطهم التعجيزية على البرلمان ، ولم يستطعوا الصمود أمام إصرار الكتل الوطنية الشريفة المساندة لمطالب التركمان والعرب المشروعة ، وبالرغم من انهم نالوا اكثر من استحقاقاتهم الغير المشروعة في القانون الجديد للانتخابات ، وبالرغم من ان التركمان والعرب قد ظلموا اجحافا نظرا لاعتماد مفوضية الانتخابات على سجلات 2009 المليئة بالتزويرات ...
فانهم سيلجؤن حتما الى استخدام وسائل بديلة لضمان حصولهم على الاغلبية من المقاعد في البرلمان من حصة مدينة كركوك ولتحقيق ماربهم وحتما سيلجون الى اعادة خططهم السابقة في التزوير وبشتى السبل الممكنة وبخطة مدروسة ومهيئة مسبقا لتحقيق فوزهم في الانتخابات ، وربما سيستخدمون بدائل اخرى لزيادة اعداد الناخبين واعداد الاصوات وبما يفوق ما طبقت في انتخابات 2005 او انتخابات مجالس المحاقظات السابقة وبنفس المنطق والتزوير .
وكما اجزم بان ساسة الاكراد سوف لن يعولوا على التزوير فقط اذا احسوا بان ذلك سوف لن يحقق لهم الغاية القصوى ، لذلك سوف يحاولوا اتباع خطة بديلة تارة بمجاولة اثارة فوضى في المناطق التركمانية او احداث بلبلة مما سيعطيهم الفرصة لتحيقق هدفهم وغاياتهم .
وليس من المستبعد لجوئهم قبل الانتخابات الى الاغتيالات الفردية ضد التركمان او عمليات تفجيرات بسيارات مفخخة او ما شابهها من عمليات تخربية في المناطق التركمانية بغية تخويف التركمان من المشاركة في الانتخابات ومن تم القاء مسؤليية تلك العمليات على المنظمات الارهابية مثلما فعلوه من عمليات قتل ضد المسيحيين في مدينة الموصل .
اما اذا ظهرت النتائج وبما لا تشتهي انفسهم وذلك امر مستبعد عمليا ومنطقيا نظرا لاعتماد المفوضية على سجلات الناخبين لسنة 2009 مما ضمن لهم مسبقا على الفوز بالاكثرية ونظرا في الفرق الشاسع بين التعداد السكاني في كركوك والمسجلة في دائرة النفوس وبين البطاقات التموينية التي منحت عشوائيا لمئات الآلاف من الأكراد اللذين تم استقدامهم بعد نيسان 2003 من المحافظات الشمالية إلى كركوك فانذاك سوف يبادرون حتما باتهام جميع الاطراف والجهات ومن ضمنها المفوضية بعدم نزاهة الانتخابات وسيرفضون نتائجها .
ولكن كل ما ذكرته لا يعطينا الحق جميعا باليأس او التفكير بعدم المشاركة في الانتخابات بل بالعكس فعلى كل مواطن من اهالي كركوك الغيارى على مدينتهم التوجه الى صناديق الاقتراع لعدم اتاحة الفرصة للمزورين ومثيرى الشغب بالتلاعب بمصير مدينتهم كركوك الحبيبة وأن ينتخبوا من يروا أنه الأفضل وبعيدا عن التأثير والتخويف .
ومن الان نوجه نداءنا إلى جميع الاطراف المعنية وخاصة المومنين بالتغيير الصادق الهادف في عراقنا الحبيب وخاصة إلى المسؤولين في المفوضية العليا للانتخابات باتخاذ التدابير اللازمة لعرقلة عمليات التزوير والعمل بكل حيادية وشفافية وكشف المتلاعبين وضمان توفير كل السبل الكفيلة ليستطيع الناخب الكركوكلي الاصيل ان يعبر عن رغبته الصادقة في الانتخابات بعيدا عن تأثير الاحزاب والميليشيات الحزبية ولكي يثق المواطن بالانتخابات ومفوضيتها ويحس بان الانتخابات ستجرى بشكل شفافية وبان المفوضية مؤسسة مستقلة ومحايدة .
ولكي لا يتكرر الماساة مرة اخرى ويهضم ويهدر اصوات وحقوق التركمان ومدينتهم كركوك نناشد السلطات الامنية حماية المواطنيين التركمان والوقوف بالمرصاد لمنع تكرار دخول مركبات لنقل الركاب من المحافظات الشمالية التي ستتوافد الى مدينة كركوك قبل ايام من الانتخابات وبحجج واهية .
______________________________
* كاتب عراقي تركماني من كركوك