[القناص الاول]

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


من الاولين والاخرين



ان اتباع مدرسة الخلفاء والذين يسمون مجازا بالسنة ولا ادري عن اي سنة يتكلمون ، فان كان المقصود سنة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم فانهم ابعد عنها من بعد السماء عن الارض ، وان كانت هناك سنن اخرى يتبعونها فلا ادري من اين اتت اليهم الا عن طريق كعب الاحبار وهذا اصح الاخبار ، والذي اريد ان اذهب اليه من هذه المقدمة البسيطة هو انهم يخالفون السنة المحمدية جهرا وعلنا وما نكرانهم للتقية الا خير دليل على ما اقول .. ولا نستعجل القول اذ يمكن ان يكونوا هم من يستخدمون التقية ولكن بمحلها الخاطيء الذي يحولها الى باب من ابواب النفاق ، او لعلهم لم يتبعوا اسلافهم الذين كانوا يتقون الضرر فينافقون او يتـّقون - لنقل يتـّقون - وقد ثبت لدينا من خلال الاطلاع على تاريخهم وتاريخ من يعتبرونهم أئمة لهم وممن يسمونهم بالصحابة ، ان التقية عندهم وبهم ومنهم واليها يلجأون لابسط الامور والتي احيانا لا تستوجب التقية او بالاحرى يحرم عندها التقية .. ولنرى يا اتباع ال البيت سلام ربي وصلاته عليهم ما وقعت عليه ايدينا من مصادرهم والله المستعان :


عن الحارث بن سويد قال: «سمعتُ عبدالله بن مسعود يقول: ما من ذي سلطان يريد أن يكلفني كلاماً يدرأ عني سوطاً أو سوطين إلاّ كنت متكلماً به» أخرجه ابن حزم في المحلى، وقال: «ولا يعرف له من الصحابة رضي الله عنهم مخالف»
المحلّى | ابن حزم 8: 336 مسألة 1409، دار الآفاق الجديدة، بيروت.


عن أبي الدرداء أنّه كان يقول: «إنّا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم»
صحيح البخاري 8: 37، كتاب الاَدب، باب المداراة مع الناس.

أورد الغزالي عن ثوبان أنّه كان يقول: «الكذب إثم إلاّ ما نفع به مسلماً، أو دفع عنه ضرراً»
إحياء علوم الدين | الغزالي 3: 137.

وفي تفسير هاتين الايتين الكريمتين : (إنَّما يَفتَري الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بآياتِ الله وأُولئك هم الكاذبون * مَنْ كَفَرَ باللهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إلاّ مَنْ أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمئنٌ بالاِيمان) قال تاج الدين الحنفي في تفسيره: «والمعنى: إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه، واستثنى منه المكره، فلم يدخل تحت حكم الافتراء»

عن أبي هريرة قال: «حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاءين: فأما أحدهما، فبثثته. وأما الآخر، فلو بثثته قطع هذا البلعوم»
صحيح البخاري 1: 41 كتاب العلم، باب حفظ العلم (آخر أحاديث الباب).

واوضح موقف ابي هريرة ابن حجر في فتح الباري بأن العلماء حملوا الوعاء الذي لم يبثه على الاَحاديث التي تبيّن أسامي أمراء السوء وأحوالهم، وأنّه كان يكني عن بعضه ولا يصرّح به خوفاً على نفسه منهم، كقوله: (أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان) يشير إلى حكم يزيد بن معاوية؛ لاَنّها كانت سنة ستين من الهجرة . ( فتح الباري | ابن حجر العسقلاني 1: 173)

أخرج الطحاوي بسنده عن عطاء أنّه قال: «قال رجل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في معاوية أوترَ بواحدة ؟ ـ وهو يريد أن يعيب معاوية ـ فقال ابن عباس: أصاب معاوية». قال الطحاوي بعد ذلك: «وقد يجوز أن يكون قول ابن عباس: (أصاب معاوية) على التقية له»
شرح معاني الآثار| الطحاوي 1: 389، باب الوتر، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت | 1407 هـ.

أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن سفيان بن وكيع قال: «جاء عمر بن حماد بن أبي حنيفة فجلس إلينا، فقال: سمعتُ أبي حماد يقول: بعث ابن أبي ليلى إلى أبي حنيفة فسأله عن القرآن ؟ فقال: مخلوق. فقال: تتوب وإلاّ أقدمت عليك ؟ قال: فتابعه فقال: القرآن كلام الله.
قال: فدار به في الخلق يخبرهم أنّه قد تاب من قوله: القرآن مخلوق.
فقال أبي: فقلت لاَبي حنيفة: كيف صرت إلى هذا وتابعته ؟
قال: يا بني خفت أن يقدم عليَّ فاعطيته التقية»
تاريخ بغداد 13: 379 ـ 380 | 7297 في ترجمة أبي حنيفة تحت عنوان (ذكر الروايات عمن حكى عن أبي حنيفة القول بخلق القرآن).

واذا اردت ان تعرف موقف ابن مسعود من الوليد بن عقبة وكيف كان يتقيه فعليك مراجعة شرح العقيدة الطحاوية «أنّه صلّى بهم الصبح مرّة أربعاً !! ثم قال: أزيدكم ؟ فقال له ابن مسعود: مازلنا معك منذ اليوم في زيادة» فهل هذه تقية ام نفاق ؟


وهناك العشرات من الشواهد العملية لأئمتهم بل المئات ولكن لاجل عدم الاطالة اكتفينا بهذا العدد من روايات ( النفاق ) اقصد التقية .

والسلام عليكم