نعيش هذا الايام الذكرى السابعة لعودة شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) الى ارض الوطن بعد سقوط النظام الصدامي... نستذكر في هذه المناسبة مواقف هذا العلم والمعلم والعالم الكبير وما قدمه للمسيرة الفكرية والسياسية للعراق.
قرار عودته في ظروف العراق بعد التغيير وما حصل من فراغ امني واضح يعني ان شهيد المحراب قد صمم على الوصول الى مدينة جده امير المؤمنين غير مكترث بنصائح محبيه ومقربيه بضرورة التريث حتى يستتب الامن والاستقرار في العراق.
كان شجاعاً الى حد الحكمة والتعقل ومحتاطاً بقدر العلم والفقاهة ولا يفكر بتحقيق الاهداف والوصول اليها دون نزاهة الوسائل وسلامة المسار وكان سمحاً ولكنه لم يسكت عن الحق وشديداً دون ان يخرج عن الصواب فلا تأخذه في الله لومة لائم.
وفي العاشر من شهر ايار سنة 2003 وطأت اقدامه مدينة البصرة المحطة الاولى من عودته بعد اكثر من عشرين عاماً الى ارض الوطن لتستقبله الملايين المحتشدة في طريق عودته الى النجف الاشرف.
وفي احد قرى البصرة استقبلته الجماهير فوقف ليقدم التحية الى الاطفال المهرولين باتجاه موكبه وما ان تحرك موكبه حتى اجهش بالبكاء ولم يمسك تأثره فسأله الحاج هادي العامري الذي كان يرافقه لحظة دخوله العراق مم بكاؤك سيدي؟ فأجابه "انظر الى هؤلاء الاطفال والفتية فهم حفاة وبملابس رثة يمشون على بحيرات النفط وكنوز الدنيا ولكنهم محرومون من هذه الثروات والخيرات التي تحت اقدامهم"
شهيد المحراب كان يشخص الخلل ويستشرف المستقبل ضمن مؤشرات الواقع ونبض الحقيقة ولم يكتف بالتشخيص المبكر للازمة القادمة بل يضع الحلول والعلاجات الايجابية لها وهو اول من طرح مفهوم الشراكة الوطنية واكد بان العراق لا يدار الا بجميع ابنائه وبكل مكوناته.
رحمة الله عليه .. والبركة في احفادة لاكمال مشوار مسيرته , فعلاً سماحته كان عينه وتتطلعه على تحقيق مطالب المواطنين االفقراء المضطهدين بحكم الجائر حكم السلطوي الجلاد المقبور هدام وجلاوزته , ولكن الايدي الآثمة قطعت مشوار طريقة وحلم هؤلاء الملايين من الاطفال الابرياء