احببت ان اعرض تعليقي على موضوع لأحد الاخوة كموضوع مستقل لأعتقادي ان فيه فائدة لمن طلب الفائدة
لاشك ان الصلاة عمود الدين...
لكن مهلا وما هو الدين...اه ..انه...انه..
سبحان الله نسيت انني من اهل العراق...
وان الدين في بلادي فقد اسمه ورسمه ولم يبق منه سوى قشور وشكليات ..
طقوس يعمل بها العوام ويرضى بها الخواص...
لعق على الالسنة نراه في كل عام عند المسير الى الحسين عليه السلام ...
نراه في اروقة النجف القديمة...
نراه خواتما تطوق اصابع الملتحين بلحى طويلة وقصيرة...
نراه في المدن المقدسة...
فوق قدور الدولمة والبرياني التي تجلبها النساء العراقيات...
في ليالي الجمعة...
الى جوار الحرم المقدس للمعصوم صلوات الله عليه...
ثم وبعد التعب من كثرة الاكل تفترش الأرض وتلتحف السماء...
يتفرج عليها المارة من عباد وزهاد واراذل..
نراه في العمائم التي تجمع الخمس كخلايا النحل...
لتبرئ ذمم المكلفين فتنقذهم من حريق جهنم بصك كتب عليه بعبارات من نور ((برئ الذمة))...
قد نجد الدين الذي يسمح لي ان ازور الحسين صلوات الله عليه لكن في رقبتي الف قيد من حديد وعلى ظهري اثار احذية اليهود...
الذين يقبعون تحت سماء بلادي ..
الدين الذي اعطاني كل موجبات الطاعة للعمائم والساسة فالساسة في دين بلادي هم جنود لكثير من المعممين ولكون الساسة في بلادي قد اضحوا خدما لأهل البيت الابيض فصار لزاما على كل فرد في الرعية ان يعتصم بحبل البيت الابيض وان ينتخب هؤلاء الساسة والا فزوجته عليه حرام وفق شريعة العمائم التي لشدة عدلها تقف على مسافة واحدة من البعثي والمجاهد والجلاد والضحية فواجبها الشرعي يقضي بالعدل للجلاد على الضحية...
قد اجد الدين الذي يقول لي الطم والطم وطبر هامتك حتى تخرج احشاء مخك فلا بأس ولا حرج عليك فأنت مأجور اذ ادميت رأسك بيديك حزنا على الحسين...
لكن اياك اياك ان تدعو احدا للسير على خطى الحسين...
اياك ان تقف بوجه الظلم طرفة عين...
او ان تدفع عن حياض الدين...
اياك وذكر كلمة الجهاد ضد النواصب والمحتلين...
فقد اوصانا اباؤنا ان نستسلم كأضاحي العيد لأي جزار...
يأتي من اميركا او الأنبار...
ليذبح المئات من اتباع الفرقة الناجية...
فما الدين الا تقية ...
ولو ملأنا الارض كثرة او خرقنا السماء طولا...
قد اجد الدين في المكتبات في الحوزات...
بين المتفيقهين...
لكنني لن اجد الدين حياة على محيا اليتامى والمحرومين...
ولا على رغيف خبز يزف كما العروس لأكباد حرى وقلوب غرثى...
لن اجد الدين نبضا في عروق البائسين والمسحوقين..
لن اجد الدين في بلادي...
قوة تقض مضاجع المعتدين فلا يغتصبوا مثل ((عبير)) طفلة المحمودية ...
ولا يغيروا خارطة الشرق الاوسط بخارطة يهودية...
لن اجد الدين الذي يقارع قوى الكفر...
بدلا من تقبيل الايادي...
التي تراكم فوقها لعاب التقبيل...
حتى ازكمت رائحتها انوف المزكومين ..
دلوني بربكم على دين في بلادي...
يبعث في سواعد اهله سيف الحسين...
الذي نسيناه منذ دهور...
ولم نتذكر سوى نياح وعويل...
دلوني بربكم على دين في العراق...
يحيي الموتى على حياتهم...
فيرفع لواءا محمديا ...
يقول (( يا ايها الناس استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم)) ...
فما الحياة لمن اكل وشرب...
وتناسل ولعب...
بل الحياة لمن يعمل بالقيم...
فيدعوا للصلاة بلسانه...
وينفق في سبيل الله بيده...
اين دين من يدعون من كلمة (( يحييكم))...
متى يبدأ دينهم بأحياء الموتى ...
يا ايها المتدينون رحماكم من كل ما تدعون...
فقد بان غروب الاطروحات الرنانة...
والنظريات الورقية...
التي تكتب فوق حلوى الشعر بنات...
وذابت جبال الجليد المقيت ...
امام شمس الحقيقة ...
حينما اشرقت فوق بيوت الصفيح...
التي تملأ ارض علي والحسين...
فتمسح بأشعتها المحرقة...
رؤوس ضحايا الارهاب والاحتلال وحروب الجلادين ...
وقمع البعثيين ووعود الحاكمين ...
المتدينين...
بهذا الدين الجديد ...
الذي لا يمت لدين محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله بأية صلة...
ادعونا الى دين يحفظ كرامة الانسان المحمدي الفاطمي العلوي الحسني الحسيني فيجعله قوة تقارع اقوى دول الكفر في هذه الدنيا...
دينا جعل من الجمهورية الاسلامية في ايران محورا معادلا في مبدأ توازن القوى العالمي...
تقض مضاجع سادات البيت الابيض وحاخامات بني صهيون ...
دينا صنع من حزب الله قوة ربانية تهزم اليهود في جنوب لبنان ليكتب التأريخ كما يشاء رجال الله لا كما يشاء الظالمين..
ادعونا الى دين يحفظ ماء وجه الفقير من الذل...
وهوان السؤال...
ومنن الصدقات ...
فيحولهم الى قوة منتجة...
ببركات اموال الامام دون منة من احد ...
ادعونا الى دين لايفصل بين الصلاة والعطاء..
تماما كما يريد الله سبحانه...
اذ قرن بين الصلاة والانفاق في اغلب ايات كتابه ...
الداعية الى اقامة الصلاة ...
ادعونا الى دين واقعه عطاء...
لا اخذ ...
ومن ثم ادعوا من تشاؤون الى الصلاة ...
واستغربوا اذا لم يجب دعوتكم احد ...