فصل
قال الرافضي الحادي عشر أنه صلى الله عليه وسلم أنفذه لأداء سورة براءة ثم أنفذ عليا وأمره برده وأن يتولى هو ذلك من لا يصلح لأداء سورة أو بعضها فكيف يصلح للإمامة العامة المتضمنة لأداء الأحكام إلى جميع الأمة
والجواب من وجوه أحدها أن هذا كذب باتفاق أهل العلم وبالتواتر العام فإن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل أبا بكر على الحج سنة تسع لم يرده ولا رجع بل هو الذي أقام للناس الحج ذلك العام وعلي من جملة رعيته يصلي خلفه ويدفع بدفعه ويأتمر بأمره كسائر من معه
وهذا من العلم المتواتر عند أهل العلم لم يختلف اثنان في أن أبا بكر هو الذي أقام الحج ذلك العام بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يقال إنه أمره برده
ولكن أردفه بعلي لينبذ إلى المشركين عهدهم لأن عادتهم كانت جارية أن لا يعقد العقود ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فلم يكونوا يقبلون ذلك من كل أحد
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وفي رواية ثم أردف النبي صلى الله عليه
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 8، صفحة 295 و196.
////////////////////
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق
فحدثني يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا شعبة، عن المغيرة، عن الشعبيّ، عن المحرّر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: كنت مع عليّ حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة، فكنت أنادي حتى صحل صوتي، فقلت: بأي شيء كنت تنادي؟ قال: أمرنا أن ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر، فإذا حلّ الأجل فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يطف بالبيت عريان، ولا يحجّ بعد العام مشرك.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحرث الأعور عن عليّ رضي الله عنه، قال: أمرت بأربع: أمرت أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، ولا يطف رجل بالبيت عرياناً، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مسلمة، وأن يتمّ إلى كل ذي عهد عهده.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: نزلت براءة، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، ثم أرسل عليًّا فأخذها منه. فلما رجع أبو بكر، قال: هل نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي. فانطلق إلى مكة، فقام فيهم بأربع: أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا، ولا يطف بالكعبة عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن ابن أبي خالد، عن عامر، قال: بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه، فنادى: ألا لا يحجنّ بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسولُه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن حسين بن عليّ، قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان بعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليقيم الحجّ للناس قيل له: يا رسول الله لو بعثت إلى أبي بكر فقال: " لا يُؤَدّي عَنِّي إلاَّ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ بَيْتِي "ثم دعا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: " اخْرُجْ بِهَذِهِ القِصَّةِ مِنْ صَدْرِ بَرَاءَةَ، وأذّن في النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ إذَا اجْتَمَعُوا بِمِنًى: أنَّه لا يَدْخُلُ الجَنَّة كافِرٌ، ولاَ يَحُجُّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ، ولاَ يَطُفْ بالبَيْتِ عُرْيانٌ، وَمَنْ كانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فَهُوَ إلى مُدَّتِهِ " فخرج عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق
حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية، بعث بهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمرَّه على الحجّ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعليّ فأخذها منه، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟ قال:
تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال " لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه، ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ".
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال " بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه، ثم دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعا علياً فأعطاه إياه ".
وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكة، ثم بعث علياً رضي الله عنه على أثره فأخذها منه، فكأن أبا بكر رضي الله عنه وجد في نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر أنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني ".
وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يؤدي عنه براءة، فلما أرسله بعث إلى علي رضي الله عنه فقال: يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت، فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة، فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء
/////
فأرسل أبا بكر أميرا على الحج ، وبعث معه بأربعين آية من صدر ( براءة ) ليقرأها على أهل الموسم . فلما خرج دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وقال : اخرج بهذه القصة من صدر ( براءة ) فأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا . فخرج علي على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنهما بذي الحليفة
16362 - حدثني الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا أبو معشر قال : حدثنا محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع ، وبعث علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، بثلاثين أو أربعين آية من "براءة" ، فقرأها على الناس
16375 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثنا حسين بن محمد قال : حدثنا سليمان بن قرم ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة ، ثم أتبعه عليا ، فأخذها منه
16377 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين [ ص: 108 ] بن علي قال : لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بعث أبا بكر الصديق رحمة الله عليه ليقيم الحج للناس؛ قيل له : يا رسول الله ، لو بعثت إلى أبي بكر !فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي! ثم دعا علي بن أبي طالب
فلما كان سنة تسع أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحج ، ثم قال : إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة ، فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج ، وبعث معه بأربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم ، ثم بعث بعده عليا ، كرم الله وجهه ، على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة ، وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة : أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم من كل مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
وإنما بعث عليا رضي الله عنه لينادي بهذه الآيات ، وكان السبب فيه : أن العرب تعارفوا فيما بينهم في عقد العهود ونقضها ، أن لا يتولى ذلك إلا سيدهم ، أو رجل من رهطه ، فبعث عليا رضي الله عنه إزاحة للعلة ، لئلا يقولوا : هذا خلاف ما نعرفه فينافي نقض العهد .
تعليق صغير ((((((( وهل كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يجهل هذا الأمر ؟ )))))))
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن علي قال : لما نزلت عشر آيات من " براءة " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال لي : أدرك أبا بكر ، فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاقرأه على أهل مكة ، فلحقته فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر ، وقال : يا رسول الله نزل في شيء ، قال : لا ، ولكن جبريل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك .
وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، عن أبي هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ثم أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن بـ " براءة " فأذن علي في يوم النحر بـ " براءة " : أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
وأخرج الترمذي ، وحسنه وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء [ ص: 556 ] الكلمات ، ثم أتبعه عليا وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، فانطلقا فحجا ، فقام علي في أيام التشريق فنادى : إن الله بريء من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن ، فكان علي ينادي ، فإذا أعيا قام أبو بكر ينادي بها .
المسألة الثالثة : روي أن فتح مكة كان سنة ثمان وكان الأمير فيها عتاب بن أسيد ، ونزول هذه السورة سنة تسع ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه سنة تسع أن يكون على الموسم ، فلما نزلت هذه السورة أمر عليا أن يذهب إلى أهل الموسم ليقرأها عليهم ، فقيل له : لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل مني
التفسير الكبير
الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل
: عن السُدي لما نزلت هذه الآيات الى رأس الأربعين يعني من سورة براءة ، فبعث بهن رسول الله « ص » مع أبي بكر وأمّره على الحج ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي فأخذها منه ، فرجع أبوبكر الى النبي « ص » فقال : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء ؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني
2 ـ تفسير الكشاف ج 1 ص 543 .
: كان نزولها سنة تسع من الهجرة ، وفتح مكة سنة ثمان ، وكان الأمير فيها عتّاب بن أسيد ، فأمر رسول الله « ص » ابا بكر على موسم سنة تسع ، ثم أتبعه عليا راكب العضباء ليقرأها على اهل الموسم ، فقيل له لو بعثت بها الى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني الا رجل مني
مسند أحمد ج 1 ص 151 .
لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي « ص » دعا أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني النبي « ص » فقال لي : أدرك أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني النبي « ص » فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به الى اهل مكة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع ابو بكر النبي « ص » فقال : يا رسول الله ! نزل فيّ شيء ؟ قال : لا ولكنّ جبرئيل جاءني فقال لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك
السيرة النبوية ج 4 ص 190 :لما نزلت براءة على رسول الله « ص » وقد كان بعث ابا بكر الصديق ليقيم للناس الحج ، قيل له يا رسول الله لو بعثت بها الى أبو بكر ، فقال : لا يؤدي عني الا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له : اخرج بهذه القصة من صدر برائة واذن في الناس يوم النحر اذا اجتمعوا بمنى ، انه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ... الرواية .
خصائص النسائي ص 14 : ان رسول الله « ص » بعث ببراءة الى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتبعه بعلي ، فقال له : خذ الكتاب فامض به الى أهل مكة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف ابو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله « ص » : أنزل فيّ شيء ؟ قال : لا إني أمرت أن ابلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي .
ويروى أيضا ص 15 : عن سعد ، قال بعث رسول الله « ص » ابا بكر ببراءة حتى اذا كان ببعض الطريق ارسل عليا رضي الله عنه فاخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله « ص » : لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني .
مستدرك الحاكم ج 3 ص 51 .
: عن جميع قال : أتيت عبد الله بن عمر فسألته عن علي « رض » فانتهرني ، ثم قال : ألا احدثك عن علي ، هذا بيت رسول الله « ص » في المسجد وهذا بيت علي « رض » ، ان رسول الله « ص » بعث ابا بكر وعمر ببراءة الى اهل مكة فانطلقا فاذاهما براكب ، فقالا : من هذا ؟ قال : أنا علي يا أبا بكر ! هات الكتاب الذي معك ، قال : وما لي ؟ قال : والله ما علمت الا خيرا ، فاخذ علي الكتاب فذهب به ، ورجع أبو بكر وعمر الى المدينة ، فقالا : ما لنا يا رسول الله ؟ قال : ما لكما الا خير قيل لي انه لا يبلّغ عنك الا أنت أو رجل منك