بسمه تعالى ،،،
قال ابن حزم في ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ) المجلد الرابع - صفحة 207 :
(وكان لشيخهم الأشعري في إعجاز القرآن قولان أحدهما كما يقول المسلمون أنه معجز النظم والآخر إنما هو المعجز الذي لم يفارق الله عز وجل قط والذي لم يزل غير مخلوق ولا نزل إلينا ولا سمعناه قط ولا سمعه جبريل ولا محمد عليهما السلام قط وأما الذي يقرأ في المصاحف ونسمعه فليس معجزاً بل مقدوراً على مثله وهذا كفر صحيح وخلاف الله تعالى ولجميع أهل الإسلام )
إن قيل : الأشعري له قولان الأول أنه معجز كما يقول ابن حزم فلعله رجع عن مقالته الثانية
قلنا : إن قوله الأول لا ينافي الثاني حتى يقال لعله رجع .. فهو يصرح أن القرآن معجز ولكن المعجز هو الذي لم يفارق الله عز وجل ولا سمعه جبريل ولا سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم
و أن المصحف الشريف الذي بين أيدينا اليوم ليس بمعجز بل مقدور على مثله .. فالقول الأول مجمل والثاني أكثر تفصيلا .. فتنبه
على أن ابن حزم في مقام التشنيع عليه فلو صح الرجوع لما كان هناك معنى للتشنيع عليه
إن قيل : الرجل كان اشعريا ثم رجع .. فلعله عاد عن هذه المقالة
قلنا : لا دليل على رجوعه عن هذه المقالة بالتحديد .. ورجوعه كان عن نفي وإثبات الصفات وأشياء أخرى وله مسائل لم يرجع عنها كما أشار الذهبي في كتابه العرش ج2-ص303 طبعة أضواء السلف .. قال ( فله ثلاثة أحوال : حال كان معتزليا وحال كان سنيا في بعض دون البعض وكان في غالب الأصول سنيا وهو الذي علمناه من حاله فرحمه الله وغفر له ولسائر المسلمين ) إنتهى
فمن يزعم أنه رجع عن طعنه في القرآن فعليه البينة
وهذه قائمة الترحم والترضي عليه من قبل علماء السلفية :
ابن تيمية :
( وهو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه عن أهل السنة ... الخ ) مجموع الفتاوى
ابن القيم :
(وكذلك قال محيي السنّة الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره تابعاً لأبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ... الخ ) تجهيز الجيوش
ابن باز :
( وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله ص وأتباعهم بإحسان، وهي التي نقلها الإمام: أبو الحسن الأشعري رحمه الله .... الخ ) مجموع الفتاوى
ابن عثيمين يعده إماما :
( أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدّعون لأنفسهم العصمة من الخطأ ... الخ ) مجموع الفتاوى
--------------------------
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. لو كان القائل من شيعة أهل البيت عليهم السلام لشنعوا عليه رأسا ولكن لما صار محسوبا عليهم .. فـ صم بكم !
منقووووول