العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية بو هاشم الموسوي
بو هاشم الموسوي
عضو برونزي
رقم العضوية : 46821
الإنتساب : Dec 2009
المشاركات : 437
بمعدل : 0.08 يوميا

بو هاشم الموسوي غير متصل

 عرض البوم صور بو هاشم الموسوي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : بو هاشم الموسوي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-02-2011 الساعة : 03:22 PM


كلمة مهمّة حول سند ودلالة رواية
أحمد بن إسحاق القمّي رضي الله عنه

- قال آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشّيرازي (دام ظلّه الشّريف)(*) عن رواية أحمد بن إسحاق القمّي رضي الله عنه:
أن هذه الرواية محفوفة بالقرائن، ومن المعلوم أن من مصاديق الحجة في باب الروايات كون الرواية محفوفة بقرائن تورث الاطمئنان النوعي أو الشخصي بصدورها أو بصدور مضمونها من المعصوم. ومن القرائن المطمئنة التي تحفّ هذه الرواية:
1- إن السيد ابن طاووس نفسه ـ هو من أهل الخبرة في هذا المجال، وله كتاب (التحرير الطاووسي) في علم الرجال ـ قد وصف هذه الرواية بكونها «عظيمة الشأن».
2- كما نسبها السيد ابن طاووس أيضاً إلى «عمل جماعة»، وهذا أيضاً مما يعمل به لأجله جمهرة من الفقهاء، أي يجبرون جهالة السند بعمل جماعة من الفقهاء.
3- وقال السيد ابن طاووس أيضاً إنه وردت ـ موافقة لهذه الرواية ـ عدة روايات رويناها عن الصدوق رحمه الله.
ونحن لم نجد في كتب الصدوق التي بين أيدينا تلك الروايات التي أشار إليها السيد ابن طاووس، ولكن مجرّد ما وصلنا من قول السيد ابن طاووس أنه كانت روايات للصدوق بهذا المضمون يكفي للدلالة على وجود مثل تلك الروايات، لأن السيد ابن طاووس ثقة معتبر نقله.
أما عدم وصول تلك الروايات إلينا، فلعل الشيخ الصدوق نفسه لم ينقلها في كتبه مراعاة لبعض الجوانب السياسية أو أن الكتب التي نقلها فيها كانت ضمن الكتب التي أحرقت، فهناك عشرات الكتب من الصدوق لم تصلنا إلا أسماؤها، أما هي فقد تلفت مع ما تلف من الكتب في جرائم حرق المكتبات التي طالت التراث الشيعي الضخم، ولعل من أبرز كتب الشيخ الصدوق التي أتلفت ولم تصلنا كتابه المشهور «مدينة العلم».
4- لقد عمل مشهور الفقهاء ـ أو ما يقرب من المشهور ـ بهذه الرواية في باب الأغسال، حيث ذكروا أن من الأغسال المستحبة غسل التاسع من ربيع الأول. وهذا يعني أنه قد عمل بها في الفقه أيضاً إجمالاً.
فإذا ضممنا هذه القرائن مع بعض، لا يبعد حصول الاطمئنان النوعي بصدور هذه الرواية عن المعصوم.
وعلى سبيل منع الخلو ـ قرائن عديدة حول اعتبار تلك الرواية. فرواية أحمد بن إسحاق معتبرة في (اللا اقتضائيات) وأيضاً كون اليوم المذكور عيداً.
وفي النتيجة إن الرواية معتبرة إما من حيث السند ـ وهي كذلك ـ أو من باب التسامح في أدلة السنن.


عيد التولّي وعيد التبرّي
لدينا عيدان: عيد التولّي وهو عيد الغدير، وعيد التبرّي وهو يوم التاسع من ربيع اﻷول .
وإذا راجع الإخوة الفضلاء كتب الصرف واللغة لوجدوا أن صيغة (تفعّل) تستخدم، غالباً لـ(إظهار) شيء ما وليس لمجرّد الاعتقاد بذلك الشيء. وبعبارة: إن المعنى الغالب لـ(تفعّل) هو اﻹظهار العملي.
على سبيل المثال: من يحبّ أهل البيت صلوات الله عليهم ويعادي أعداءهم حسب الحديث التالي ـ ولعله متواتر ـ: «هل الدين إلاّ الحبّ والبغض» فحقيقة تولّيه يكون هكذا بأن يُظهر حبّه وعداوته قدر ما يستطيع. والشاهد على هذا الكلام لفظ (التّشهد) الذي يختلف عن الشهادة. فهل يعتبر متشهداً من اعتقد بواحدانية الله ونبوّة نبيّه بقلبه دون إظهار ذلك بلسانه وعمله. فإذا كان اﻷساس هو الاعتقاد بالتشهّد بالقلب فقط فإن أمثال أبي سفيان سيكون متشهّداً بالشهادتين ـ في حين أن القرآن الكريم وصف الّذين ينكرون الحق بالظاهر وباللسان ولكنهم على يقين به ـ وصفهم ـ بقوله تعالى: «وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم».
إذن هنا يُستلزم أمران:
الأﻷول: التوفّر على الحبّ والبغض. والثاني: إظهار الحبّ والبغض وهما التولّي والتبرّي.
إن صيغة (تكسّب) و(تصدّي) و(تعلّم) وأمثالها كلّها تدلّ على أن مادّة تفعّل ترتبط باﻷمور التي تظهر في الخارج كعمل وسلوك. فإذا لم يتمّ إظهار التولّي والتبرّي فليس هنالك في الواقع لا تولّي ولا تبرّي.

أهمية التولّي والتبرّي
إن للتولّي والتبرّي في الثقافة الإسلامية وفي روايات أهل البيت صلوات الله عليهم أهمية خاصة ومرتبة عالية وفريدة. ولهذه اﻷهمية عدّ العلاّمة المجلسي التولّي والتبرّي من أصول الدين، (طبعاً لا بأس بدرجها في فروع الدين عند تعليم المبتدئين). ولدينا بهذا الخصوص روايات عديدة ومتواترة كثيرة، ومنها رواية أحمد بن اسحاق التالية عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تبارك وتعالى:
«بعزّتي وجلالي وعلوّي في مكاني لأحبونّ من تعيّد في ذلك اليوم محتسباً ثواب الخافقين، ولأشفعنّه في أقربائه وذوي رحمه، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفاً من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنّ سعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً، وأعمالهم مقبولة».
التعيّد في هذا اليوم
فلفظة (يعيّد) في هذه الرواية شاهد آخر على ما ذكرناه حول (التفعّل). فالتعيّد معناه أن نعيّد في التاسع من ربيع اﻷول ونظهر السرور والفرح. فلا يكفي أن نعتقد بكون هذا اليوم عيداً في القلب فقط ولا يصدق عليه التعيّد. بل علينا أن نظهر تعيّدنا في هذا اليوم وأن نعمل باﻷعمال التي نعملها في باقي اﻷعياد. وكلّ من يمتثل لذلك فسيتقبّل الله أعماله وينعم عليه بهدية. أي إن هذا العمل هو من أسباب قبول الصلاة والصيام وباقي اﻷعمال. فأداء الصلاة لا يكفي لقبول الصلاة. فربّ مصلٍ تكون صلاته غير مقبولة عند الله تعالى ولذلك لا يكتب له اﻷجر في صحيفة أعماله. فقد ذكرت الروايات الشريفة أن صلاة العبد يقبل منها ما كان المصلّي حاضر القلب والذهن. فيوم القيامة يرى العبد أن نصف صلواته أو ربعها أو جزءاً قليلاً منها كتبت مقبولة، والباقي غير مقبولة ﻷنها لم تكن عن حضور القلب والذهن. ومثل هذا العبد لا يعاقب لكن أجره يكون قليلاً وبنسبة الصلاة المقبولة.
إن التعيّد في هذا اليوم الذي عدّ في الرواية المعتبرة (عيد أهل البيت) هو من اﻷمور التي تقبل بواسطتها أعمالنا. وبالطبع كلُّ يعيّد حسب شأنه. فالفقير يمكنه ذلك حتى بشراء شوكولاته واحدة لابنه الصغير ويصدق عليه التعيّد، ولكن الغنيّ والثري إذا عمل بنفس ما عمله الفقير فلا يصدق عليه التعيّد.
عبارة «الغدير الثاني» يمكن أن يستظهر منها أمران:
1- إن كونه الثاني نوع حكومة وتوسعة للدليل الأول (أي لما كان الغدير الأول عيداً كما صرحت به الروايات، ثم عبرت الروايات عن هذا اليوم بأنه الغدير الثاني، فهذا معناه بأن الدليل الثاني سيوسع من الدليل الأول ويكون حاكماً عليه، فيكون مفهوم العيد شاملاً لهما معاً وليس للأول وحده).
أمثلة
عندنا في الفقه يكون القيام واجباً في الصلاة، ولا يسوغ للمصلي الجلوس إلا إذا لم يقدر على القيام، ولكن الفقهاء يقولون إن من لم يستطع القيام الكامل تنتقل وظيفته إلى المراتب التي تليه، وليس إلى الجلوس مباشرة، لأن المراتب الأقل من القيام الكامل تعتبر أنها قيام أيضاً، ولا تنتقل الوظيفة إلى الجلوس إلا لمن كان عاجزاً عن كل مراتب القيام. وهذا إنما يقول به الفقهاء من باب توسعة دليل القيام الذي يحكم به القيام غير الكامل توسعة لدليل القيام.
وهكذا في باب الوضوء أو الغسل يقال: من لم يستطع الغسل يتيمم بدلاً منه، ولكن بدل أي غسل؟ يقول الفقهاء بدل الغسل غير الممكن في كل مراتبه، إذ ذاك تصل النوبة الى التيمم وإلا فإن دليل غسل الجبيرة يكون حاكماً على غسل كل البدن، فهو يوسّع دليل الغسل، فيكون غسل الجبيرة بالدليل الحاكم (غسلاً) أيضاً.
وهكذا الحال مع ما نحن فيه أيضا، فإن عبارة الغدير الثاني وسّعت الغدير الوارد في الروايات التي عدّته عيداً، فإذا كان الغدير مطلقاً عيداً، فإن الغدير الثاني هو غدير بالطبع فيكون عيداً أيضاً. وبتعبير أوضح: إذا قلنا إن الغدير أعظم الأعياد الأربعة، فإنما بتمام أقسامه يكون كذلك، ومنه الغدير الثاني.

2- الأمر الثاني الذي أودّ الإشارة إليه أن كلمة (الثاني) لا تدلّ في ظهورها على أن الأول أهم من الأول؛ أجل تدل كلمة البدل على أولوية المبدل منه من البدل. أما صرف التأخر الزماني فلا يظهر منه فضل للمتقدم، إنما ينبغي البحث في أدلة أخرى أن أيّهما أهم؛ التولي أم التبري؟
نسأل الله تعالى ببركة السيدة الصديقة الزهراء سلام الله عليها الذي هذا اليوم منسوب إليها أن يجعلنا ممن يعرف قدر الغدير وأن نسعى لتوفير مقدمات الهداية للذين ليسوا قريبين من أهل البيت سلام الله عليهم ليهتدوا أيضاً بنورهم سلام الله عليهم. ويكونوا ممن يعرفون (الغدير) والله هو القريب المجيب.

أبارك هذا العيد للمؤمنين والمسلمين جميعاً، وأسأل الله تعالى بحقّ فاطمة الزهراء صلوات الله عليها أن نكون المثل اﻷعلى والنموذج اﻷبرز للتعيّد في هذا اليوم. وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

ـــــــــــــــــــ



توقيع : بو هاشم الموسوي
مدوّنة
(مصيدة النواصب)
من مواضيع : بو هاشم الموسوي 0 الإمام الحجّة بن الحسن (ع) يحارب التصوّف
0 الإمام الحجّة بن الحسن (ع) يحارب التصوّف
0 هويّة شيعة فاطمة الزّهراء عليها السّلام
0 لقاءات مع إمام زماننا الحجّة بن الحسن (ع)
0 لقاءات مع إمام زماننا الحجّة بن الحسن (ع)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:15 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية