نبارك لكم زواج النور الاقدس محمد صلوات الله عليه واله وسلم
بتاريخ : 15-02-2011 الساعة : 07:22 PM
نبارك لكم زواج النور الاقدس محمد صلوات الله عليه واله وسلم
نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات المعطرة بالياسمين
الى مقام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
والى مقام فاطمة الزهراء سلام الله عليها
وإلى الأئمة الأطهار الميامين الأبرار مصابيح الهدى وسفن النجاة عليهم الصلاة والسلام
وإلى المراجع العظام
بالذكرى العطرة لزواج النبي الاكرم الاقدس محمد صلوات الله عليه واله وسلم
في العاشر من ربيع الاول
بمناسبة ذكرى زواج نبي الرحمة من خديجة الكبرى
10 ربيع الأول حيث كان عمره الشريف حينها 25 عاما
هنيئا لكِ ياخديجة الكبرى على زواجكِ من أفضل الانبياء
و سيد الكونين ابا القاسم محمد (صلى الله علية وسلم)
والذي نتج عنه ولادة سيدة النساء الكوثر
النبع الذي لايزال يأتينا بالخير خير الدنيا والآخرة
من نبعها ومن نبع أولاده الأئمة الطيبين الطاهرين
فهنيئا لنا ولكم إخوتي وأخواتي هذه المناسبة السعيدة
وأدام الله علينا الأفراح ببركة محمد و آل محمد
زواج الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) من السيدة خديجة(رضوان الله عليها)
هذا زواج ليس كأي زواجٍ آخر، فطرفاه فريدان، وغايته رسالية، ونتيجته تقوية خاتمة الرسالات
طرفه الأول محمد بن عبد الله، صفوة الخلق، خير بني آدم، حبيب الله، خاتم الأنبياء والمرسلين، إمام الأمة يوم الدين، ومن اقترن اسمه باسم الله في شهادة الإيمان الخالدة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"
وطرفه الثاني خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، ذات الشرف والنسب التي منحها رسول الله(ص) مرتبة رفيعة، ومكانة عظمى لم يمنحها لواحدة من أزواجه
لقد أجمع أهل السير والتاريخ أن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كانت امرأة تاجرة، ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه
وقد كان الرسول(ص) من بين هؤلاء الرجال، حيث خرج إلى الشام في تجارة للسيدة خديجة(ع) وهو ابن خمس وعشرين عاماً مع غلامها ميسرة، حيث ربحت رحلتهما أضعاف ما كانوا يربحون، وعادوا إلى مكّة فسرّت بذلك، ووقعت في نفسها محبّة النبي(ص)، وحدّثت نفسها بالزواج منه
قصة الزواج
ذكر جميع أهل السير عن نفيسة بنت منية قالت: كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة ، قوية، شريفة مع ما أراد الله تعالى لها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وأحسنهم جمالاً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، قد طلبها جلّ رجال قومها، وذكروا لها الأموال، فلم تقبل فأرسلتني خفية إلى محمد(صلى الله عليه واله وسلم)، بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت: يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟
فقال: ما بيدي ما أتزوج به
قلت: فإن كفيت ذلك... ودعيت إلى المال... والجمال... والشرف... والكفاية.. ألا تجيب؟
قال: فمن هي؟
قلت: خديجة بنت خويلد
قال: وكيف لي بذلك يا نفيسة؟؟
وأنا يتيم قريش، وهي أيم قريش ذات الجاه العظيم والثروة الواسعة
فقالت نفيسة: قل بلى وأنا أفعل
فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن يحضر إليها
وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها فحضر
ودخل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) في عمومته، وقد خطب عمه أبو طالب
يومئذٍ خطبته المشهورة التي ذكرها أهل التاريخ وأصحاب السير
نبذة من حياة السيدة خديجة مع الرسول الأعظم(صلى الله عليه واله وسلم)
إن إلقاء نظرة سريعة على حياة السيدة خديجة(رضوان الله تعالى عليها )، بعد زواجها من الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) يرينا ما لاقته من ظلم قريش وقطيعتها، لأنها وقفت من محمد(صلى الله عليه واله وسلم) تلك الوقفة الجبارة التي سجلها التاريخ على صفحاته
لقد كانت رضوان الله عليها أكبر مساعد للرسول(صلى الله عليه واله وسلم) وأعظم عون على نشر دعوته، حتى قال(صلى الله عليه واله وسلم): "قام الدين بسيف علي ومال خديجة"، لأنها صرفت مالها الكثير في سبيل نصرة الإسلام
لقد كانت خديجة (رضوان الله تعالى عليها )، في العزّ والجاه والثروة، وهي سيدة قريش ـ كما أسلفنا ـ ولكن بعد زواجها من محمد(صلى الله عليه واله وسلم) انفضوا من حولها، ورجعوا باللائمة عليها، وأخيراً تنكّر لها الجميع كأنها أتت شيئاً نكراً
لما بُعث النبي(صلى الله عليه واله وسلم )، كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به عن ربه، وآزره على أمره، فكان(صلى الله عليه واله وسلم) لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه ـ من تكذيب له أو استهزاء به ـ إلا فرّج الله عنه بخديجة، التي كانت تثبته على دعوته، وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه من المعارضة والأذى
عن أبي عبد الله (عليه السلام)
لما أراد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أن يتزوج خديجة بنت خويلد(رضوان الله عليها) أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتى دخل على ورقة ابن نوفل عم خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال: الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه، ثم إن ابن أخي هذا ـ يعني رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ـ ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلاً في المال، فإن المال رفد جار وظل زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله ورب هذا البيت حظ عظيم ودين شائع ورأي كامل
ثم سكت أبو طالب (رضوان الله تعالى عليه)، وتكلم عمها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسيسين، فقالت خديجة مبتدئة: يا عماه إنك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود، فلست أولى بي من نفسي، قد زوجتك يا محمد نفسي والمهر عليَّ في مالي، فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وأدخل على أهلك
قال أبو طالب: أشهدوا عليها بقبولها محمداً وضمانها المهر في مالها
فقال بعض قريش: يا عجباه المهر على النساء للرجال!
فغضب أبو طالب (ع) غضباً شديداً وقام على قدميه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طُلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلا بالمهر الغالي
ونحر أبو طالب ناقة، ودخل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) بأهله