لعل مفهوم الثورة الدائمة بمضمونة من المفاهيم التي تسالمت عليها الكثير من الافكار بداء من الماركسية وافكارتروتسكي التي نشرهاالمفكر الماركسي اسحاق توتشر في مجموعتة المعروفة(النبي المسلح والنبي الاعزل) حول الثورة الدائمة والياتها الماركسية قبل اعدامة في محاكمات موسكو الاستالينية وانتهائا بالراسمالية ونزعتها الفردية رغم اختلاف التفاصيل والمباني الاقتصادية او الاخلاقية الا انها تشترك في ان الانسان يجب ان يعيش حالة الرفض لما يخالف توجهاتة الاان المدارس الوضعية باحاديتها في التفكير لم تستطيع ان تركب معادلة تمنح الانسان الاطمئنان والعدل فاخطات الطريق .....
هنا يقف الاسلام بمنهجة المتكامل ليقدم اطروحتة المتماسكة بركائزها القرانية والنفسية في صنع ثورة الانسان على مايخالف انسانيتة لامايخالف مصلحتة ..ان ثورة الانسان على عناصر الاستلاب وعناوين الضعف والخوف في داخلة هي ثورة دائمة بالرغم من الانتكاسات والاخفاقات فالصراع الداخلي يحول الانسان بايجابيتة الى انسان بمعناه الوجداني مما ينعكس على المجتمع واخلاقياتة ف الاسلام يبدءمن خلال النص القراني في حشد المستضعفين من الداخل باتباع عدة اساليب ترتكز على تفريغ مشاعر الضعف التي تدفعهم الى هذا التصرف المنحرف فيعمل القران على تجسيد الصورة ويحركها في اكثر من اتجاه ليدعو هولاء المقهورين المسحوقين للتبرء من الطغاة ويعرييهم بتجريدهم من كل قدراتهم على النفع والضرر او ارتباطهم بالموت او الحياة لان مصدر كل ذلك هو الله وحدة (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))وينطلق القران فيعمق في الجماعة المستضعفة والمغلوبة على ارادتها ووجودها الثورة على المستضعفين المتنفذين .وتجد منطق اثارة الثورة في الانسان من خلال التشريع الاسلامي الذي جعل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا وفرضا على المسلمين لايسقط باضعف صورة الوجدانية فيستحق الانسان العقوبة والعذاب من الله بمخالفتة ولعله من هنا استطاع الاسلام ان يخلق الرقابة الذاتية التي لاتخضع لتكليف رسمي ولا لوظيفة تقليدية بل هي نابعة من الشعور الايماني الروحي المنطلق من الوعي بالرسالة والوعي بنص القران الكريم والايمان بالاخرة فبهذا يتحول الايمان لضرورة عملية على مستوى الفرد والامة والدولة وليس لضرورة عقدية فحسب..إن التصور الإعتقادي تصور يستقر في القلب ويرتضيه العقل، ويتفاعل مع المشاعر، وينعكس على التصرفات في واقع الحياة، والعقيدة وهي من أكبر العوامل التى لها تأثير في سير التاريخ وبناء منعطفاتة وتغيير واقع الناس وحياتهم، وليس غريب علينا التغيير الكبير الذى حدث في الحياة منذ نزول العقيدة الإسلامية، بحركيتها ونظامها ومن ثم فإن جزاء الإنسان في الإسلام لا يتعلق بالنتائج ولايطمح المؤمن للتحصيل الدنيوي نجد هذا في كربلاء حيث تحولت الدماء الاشراقات نصر فالمؤمن المسلم لا يترقب ثمارا لعمله حتى انتصار هذا الدين على يديه وتحقيق رضا المولي عز وجل ومن أجل هذا (فإن الغاية لا تبرر الواسطة في العقيدة الإسلامية) فلا يمكن أن يستعمل المسلم ولا يجوز له استعمال الوسائل الخسيسة الغير اخلاقية لتحقيق غاية كريمة في مظهرها فلا يحق له الغش في الإمتحان مثلا من أجل نيل الشهادة التي يظن أنه يخدم بها الإسلام، ولا يحق له السرقة من أموال الكافر للتصدق بها على المسلمين.بل هذا امر مرفوض تحت أي عنوان فالسرقة سرقة لايتغير سنخها مهما حاول البعض من ان يبرر لها من هنا لعلنا نستشرف اان الحضارة الغربية انهارت لأنها أرادت أن تحلق بجناح واحد الجناح المادي والجانب النفعي والتبريري مهما خالفت الوسيلة الاخلاق والقيم والحق و الذي ترتب عليه تسطيح لكل القيم والاخلاق وأرادت الرسمالية والمادية الديالكتية وغيرها من الانظمة الوضعية أن تغيب طبيعة الإنسان وفطرتة وتلغي ثوابتة الاخلاقية فما استطاعت أن تقوم على ر ج ل واحدة وانتكسة في الفراغ الروحي.وغابت عن التفاعل مع الانسان لانها بحكم قوانينها سوف تنقلب ضد منظريها انفسهم ولاتقدم تفسير لمعنى التضحية والفناء غير معنى الفناء نفسة
لقد تسلم الانسان الغربي قيادة البشرية الان بفضل ماتيسر له من العلوم والمعارف التكلنلوجية بعد أن خاض صراع شديد مع الكنيسة التي اوقعت نفسها في اخطاءعقدية كثيرة وبعد أن دفع ثمنا غاليا ليحطم القيود الوثيقة التي كبلته بها ورأى أبناء مجتمعات أوروبا تحرق في الشوارع العامة على يد محاكم التفتيش الكنسية المتطرفة ولاغرر فقد نجد محاكم تفتيش وهابية تحرق الالف من ابناء الاسلام باسم التكفير . ولذا سخط على الكنيسة وإلهها وسخط على وقوفها بجانب الحاكم الظالم وتبرير تصرفاتة كما هو الحال الان عند بعض تلك التوجهات الاسلامية ومناصرة الولي الظالم ونفض عن كاهله غبار القرون المتراكم، وانطلق لا يلوي على شيء.غير طاعتة لنفسه وهواه والحرية بلاقيداو شرط . لا يقبل وصاية من دين ولا من حزب ولا يريد أن يؤمن بشيء يغل يده ويحجر على عقله، وحارب التفكير الديني والطابع الغيبي.ورمي كل القيم الاخلاقية التي يسعى الدين لتثبيتها وراء ظهرة
ولكن الحاجة الروحية التي كانت تحركة بتجاه التردد على الكنيسة وإيمانه بالآخرة ولقائه برجال الدين.بين فترة واخرة اذا ان الفطرة جذور لايمكن ان يقتلعها شيء مهما تعالت سطوتة وقوتة.هذه احاجة لم يعد يشبعها شيء بعد أن كفر الرجل الغربي بالكنيسة ورجالها، فحصل الفراغ الروحي الهائل وحاولت أوروبا أن تقيم من العقل إلها يسد الفراغ النفسي الرهيب ونصبت تمثالا لإله العقل في إحدى المدن الفرنسية وهو صورة أجمل امرأة في باريس، ودفعت بأمثال (هيجل ونيتشه) لسد الفراغ من خلال المدرسة (العقلية المثالية) ولكن هيهات هيهات.
وجاء (كومت) لينصب الطبيعة إلها مقام الكنيسة، ولكن لم تكن نتيجة محاولته تختلف عن المحاولات السابقة، وأخيرا جاء (ماركس) ليقيم من الإقتصاد إلها يسد الفراغ ويفسر التاريخ ويحلل سير الجنس البشري.. كل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع.
يقول (ليبولد فلم دانز) في كتابه الإنسان والضمير المأسوي الممزق (إن الإنسان المنتمي إلى عصرنا هذا لا يؤمن بشيء ولا يفكر أو أنه لم يفكر بعد، ولكنه يعلم كثيرا ... إن نهاية المسيجية تشمل أيضا نهاية الأيدلوجيات الأخرى كالماركسية التي تجتاز من أجل ذلك أزمةعميقة، وإن هذه الأزمة ليست أبدا علامة حياة بل علامة موت.)) يقول (برجسبون الفيلسوف الفرنسي)(إن فصل الدين عن العلم هو فناء محتوم للإثنين))لهذا فالحاجة للدين حاجة فطرية تكاملية في حياة الانسان فالمجتمع الانساني يسير في طريق تكاملي من الناحية الاجتماعية بكل تفرعاتها المعنوية والمادية..............
أخي لواء تعودنا منك هذا الطرح الفكري الرائع وفي هذا الوضوع حول الربط بين الدين والعلم وعدم انفاصمهما وهذا مااثبتته فشل كل النظريات القائمة على المادية وخصوصاً الفكر الماركسي الذي أعتبر ((الدين أفيون الشعوب)) والذي فشل ذريعاً في قيادة الشعوب وهو ما تنبأ به الشهيد الأول آية الله السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره).
ويبقى الدين هو الغذاء الروحي والمحرك للإنسان في سبيل الأبداع وقيادة الشعوب التي تريد أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية وأن ترفد المسيرة الإنسانية بكل مظاهر الأبداع والتألق وخلق الإنسان الحر والمبدع في كافة مجالات الحياة.
وتقبل مروري.
شكرا اخي المحترم البغدادي والاخ الكاتب الكرخي لمروركم ..والحقيقة ان وجودكم هنا وبعض الاخوة الذين يملكون رؤية متكاملة لواقع الحياة والفكر.. يمنحنا الحافز على التواجد والمشاركة والاستفادة من المباحثة وان كانت قليلة بقدر ماتيسر .....
الثورة الدائمة هي ثورة الانسان من الداخل على نفسة الامارة حينها يستطيع اعلان الثورة على الخارج وتحقيق العدل المطلوب وفق قوانين الشريعة ومقرراتها وبخط العلماء الابرار والمراجع الاعلام ...
بحث موفق أستفدتُ منه كثيراً
وأعتقد أن الفراغ الروحي الذي يمتد ليصل لأغلبية الشعوب سيجعلها في تخبط مستمر رغم كل الصحوات التي ينادي بها العقل البشري.
وللأسف الشديد أن من يمتلكون الأتصال وملأ الفراغ الروحي لم يستفيدوا من هذا العطاء الألاهي الكريم
فحقَ عليهم أن ينعتوا بــ( جهال الشيعة)
لذلك فهم قليلاً ما يفقهوا معنى ثورة الأنسان!!.
من هذا يتضح لنا هذا المفهوم الواسع العميق متجلياً بصورته الحقيقية بخط العلماء والشيعة المثقفون أتباع المرجعيات الحقة
وخير دليل مادي نلتمس ونستشعر من خلاله مفهوم ثورة الأنسان الممزوج بعبق الأيمان المتولدةُ منه ثورة دائمة هو السيد الأمام الخميني قدس سره الشريف والثمار اليانعه المشرقة التي حققتها ثورته الحقيقية.
شكراً جزيلاً لكاتب البحث.