بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
السِّت الْمُدِيْرَة الْمُوَقَّرَة
كُلُّكُم ذَوْق وَجَمَال عِنَدَمّا إِخْتَرْتُم هَذِه الْأَسْئِلَة
وَهَذَا يُعَبِّر عَن مَدَى ذَائِقَتِكُم الْرَّفِيْعَة فِي إِنْتِقَاء الْمَوْضُوْعَات .
لَا أُخْفِي عَلَيْك فَان لِلْجَمَال مَدْلُوْلَات
وَمَعَانِي مُرْتَبِطَة بِمَلَكَة الْحِس وَالِأَسْتِشْعَار
بِمَا حَوْلَنَا مِن جَمَال مَادِّي
وَفِي دَوّاخِلُنَا مِن جَمَال رُوْحي
فَالِلجَمَال سِحْر يَشُق طَرِيْقَه نَحْو الْقُلُوْب بِدُوْن حَوَاجِز.
فَهُو كَل مَا يُمْلِي الْعَيْن وَيَبْهَر الْنَّفْس
وَيَسْكُن الْعَقْل وَيُلَامِس الْفُؤَاد.
وبَعْد هَذِه الْمُقَدِّمَة الْمُتَوَاضِعَة نَجِيْب عَلَى الْأَسْئِلَة:
هَل لَدَيْنَا الْقُدْرَة عَلَى إِسْتِشْعَار الْجَمَال؟؟
نَعَم كُل وَاحِد لَدَيْه الْقُدْرَة عَلَى الْشُّعُوْر بِالْجَمَال
وَلَكِن يَخْتَلِف عَن غَيْرِه بِمِقْدَار قُوَّة الْمَلِكَة الّحِسّيِّه عِنْدَه,
فَمِنْهُم مَّن يَجْذِبُه الْجَمَال الْمَادِّي
وَيَتَغَنَّى بِه كَجَمَال الْطَّبِيْعَة وَالْنِّسَاء
وَمِنْهُم مَّن يَتَغَنَّى بِالْجَمَال الْرُّوْحِي
وَمَدَى قُرْبِه مِن الْمَعْشُوق الْاوِحُد
وَبِرَأْيِي فَأَن الْجَمَال الْرُّوْحِي
أَعْظَم وْأَسْمَى دَرَجَات الْجَمَال
وَالَّذِي يَكْتَسِب هَذِه الْصِّفَه فَبِالتَّأَكَيد يَكُوْن
ذَات حَس مُرْهَف وَيَشْعُر بِالْجَمَال أَكْثَر مِن غَيْرِه.
هَل نَتَوَقَّف لِنَقْدِر الْجَمَال وَنُلاحِظ وُجُوْدُه فِي حَيَاتْنَا ؟؟
الْقِلَّة الْقَلِيْلَة مَن تَتَوَقَّف لِتَشْعُر بِالْجَمَال
وَالْسَّبَب يَعُوْد الَى الْحَضَارَة الْمَادِّيَّة
وَهَيْمَنَتِهَا عَلَى الْنَّفْس
لَكِن تَظْهَر بَيْن الْفَيَّنة وَالْأُخْرَى بَوَادِر
لِلْشُّعُوْر بِالْجَمَال وَلَو عَلَى الْمُسْتَوَى الْمَادِّي
وَذَلِك لِضَعْف الْنَّازِع الْرُّوْحِي.
هَل نَسْتَطِيْع ان نُمَيِّز الْمَوْهَبِه فِي مَكَان غَيْر مُتَوَقَّع؟؟
الْمَظَاهِر الْكَاذِبَه وَالْمُصْطَنْعَة جُعِلْت مِن الْقُبْح جَمَال
وَأَصْبَحَت الْمَوَاهِب لَا تَقْدِر قِيْمَتِهَا
إِلَا مِن خِلَال الأَسْتِعْرَاضَات وَالْأَعْلانَات
وَالْسَّبَب أَيْضا يَعُوْد لِلْحَضَارَة الْمَادِيَّه
الَّتِي تَسُوْد هَذَا الْكَوْن فِي الْوَقْت الْحَاضِر.
تَحِيَّاتِي لِلْجَمِيْع