يقول الامام الخمنائي دام ظلة(ايها الانسان ان حياتك الحقيقية ليست هنا وشانك اعظم من هذا انظر الى افاق نفسك وروحك ان قلبك عرش الرحمن فهل تخلد الى الارض وتتبع هواك))ان كل ماتناله النفس من حظ الدنيا سيترك اثرا في القلب ويكون منشا للتعلق بها .ان الحياة الحقيقية هي قطعا للروح والقلب حياة الغيب والاخرة بعد قنطرة الموت فيحياالاحياء حياة الحقيقة وهولاء هم الذين استعدوا للموت وتناسوا مرارتة
فهذا سقراط يصرح أمام أتباعه قبيل تنفيذ حكم الإعدام فيه((إن أولئك الذين يوجهون أنفسهم في الطريق الصحيح إلى الفلسفة يعدون بذلك مباشرة وبمحض إرادتهم، يعدون أنفسهم، لأن يموتوا وللموت. وإذا كان هذا صحيحا فهم، إذن، في الواقع يتطلعون للموت طول حياتهم. ومن غير المعقول إذن أن يضطربوا عندما يقدم الشيء الذي كانوا لأمد طويل يعدون أنفسهم له ويتوقعونه.)) والفلسفة عند اليونانيين بهذا المعنى تمرين فكري وتمرين روحي برؤية طويلة للحياة يعمل على إضعاف الهواجس والشعور بالخوف من الموت.ويرمرم الاحساس بمرارتة أو هي فن التهيوءللموت بشجاعة . بل أكثــر من ذلك يجهــر سقراط في يومة الاخير بــأن((الفلاسفة الحقيقيين يجعلون الموت مهنة لهم".)هذا الفلسفة تجد عمقهاالمجسد عمليا في علي اميرالمؤمنين عليه السلام فيقول(استهينو بالموت فان مرارتة في خوفة))
من هنا يكون من المؤكد إننا لم نولد أحراربمعنا الحرية الفلسفية لان محكوم علينا بالحياة محكوم علينا ان نعيشها قبل أن نكون .محكوما علينا بالموت والفناء. وهذه الاشارة لعلاقتنا البسيطة في الموت توجة الحواس والعقل إلى مدلول فلسفي عميق، صرخة مفعمة بغير قليل من الشعور المزدوج بالاغتراب عن حياة لم تكن لنا . فهو اغتراب الإنسان الذي لم يختر ولادته ولم يختر قضيتة فوجد نفسه مورطا في هذه الكينونة المفروضة وهو اغتراب الإنسان الذي صار محكوما عليه بالموت بمجرد أن دوى الوجود بصرخته الأولى وعلى ضجيجة هادرا . ففي اعتقاد "الهورن" من الهنود الحمر أن دفن الأطفال قرب الطرقات من شأنه أن يسهل دخول أرواحهم في النساء العابرات، فيولدون مرة ثانية. كما أن بـعض الزنوج في غرب إفريقيا يلقون بأجساد الأطفال بين الشجيرات الكثيفة لكي تتمكن أرواحهم من اخــتيار أمهات جديدات من النـساء المارات بهم. أما الرومان والإغريق فقد آمنوا بأن أرواح الموتى تتقمص في الأفاعي، لذلك عاملوا الثعابين برفق، فكانت تؤوى وتطعم بأعداد غفيرة. ومن الممكن أن الصورة الشائعة في الفن الإغريقي والتي تمثل امرأة تسقي ثعبانا من صحن، مأخوذة عن عادة إطعام أرواح الموتى الراحلين، إلا أن انبعاث أجساد الأطفال بهذا التـصور يمر بطور التكوين الأول ــ المرحلة النطفية والجنينية ــ قبل أن تخرج إلى الوجود أجسادا حقيقية. ولربما كان إصرار بعض الأسر على منح أسماء موتاها للمولودين الجدد تأكيدا لبقاء عقيدة التقمص أو التناسخ عندهم وامـتزاجها بتقاليدهم.. قد يمكن خطأ الإنسان الأول في اعتقاده بإمكان مواجهة الموت والفناء بمزيد من النسل الذي يملأ الفضاء او بالبحث المفرط عن سر الخلود الازلي ظنا منه أن البدن يخلف البدن، والتراكم يعوض النقص وهي رؤية توافق نزوعه الطبيعي في مرحلة ما قبل الثقافة مرحلة الابتداء والتفاعل ذلك أن "الإحســاس بالموت ينبــثق من الاحساس بالفناء والاندثار بدرجــة تفوق انبثاقه من الطبيعة وتفاعله معها . وهذا يعني أن بحث الإنسان البدائي عن المعرفة خلال أطوار تطويعه لمصاعب الحياة قاده بخطوات حثيثة إلى لقاء غير مرغوب فيه بالموت. وهذا العلاقة المعرفة بالموت يحيلنا بعنف على الخطيئة الأصلية التي نقلتها كل الأديان السماوية عن قصة طرد آدم من الفردوس بعد أن تجرأ على الأكل من شجرة المعرفة
فعرض نفسه ونسله للنسبية الزمنية وللموت بعد أن كان ينعم بالخلود....
بهذا الشكل ينطلق من الموت الطبيعي للجسد تصورات ثقافية تصورات تكميلية من أجل إقرار الموت كمفهوم رمزي يتجاوز آثار الانفصال التي يسببها موت الجسد.وفقدان الروح من هنا لم يكون الموت حدث سلبي يفقدنا بهجة الحياة؟ ويفقدنا الاحساس بروعتها في طاعة الله تعالى فالتغير الزاوية القاتمة للموت وننظر للموت على انه يشكل مصدرا للدخل والكسب فبفضله تباع التوابيت النفيسة والأماكن المفضلة في المقابر ولا ننسى بائعي الزهور والأكاليل.ومايتحصل عليه القائمين بالعزاء من مواد غذائية ومشروبات وغيرها من منافع ودخل وكل ذلك يصبح بشكل تلقائي مصدرا للكسب وبالتالي مصدر للفرح والاستبشار ...
إن الموت ــ بهذا الزاوية الاكثر بهجة ..يغدو مكملا لدورة الحياة التاريخية الطبيعية فموت شخص ينتج عنه تفعيل واستمرار لحياة أشخاص آخرين يرتبط شرط استمرارهم في الحياة بما يعقب الجنازة من بذل وإنفاق وإرث. وقد يكون الميت سفاحا أو ديكتاتورا بوصفه مسببا لموت الكثيرين، فيخف اندثارة وفنائة وإيقاع الهلاك. ومع ذلك تصبح هذه النظرة ممعنة في بساطتها.. إن الفلسفة الروحية الفلسفة الالهية كما عند سقراط وأفلاطون قديما وكما هي عند الانبياء والاوصياء ع وكماهي عند الصالحين من الؤمنين تنتصر على الموت بالتأكيد على خلود الروح في العالم الآخر بل إن الشخص الذي وجدت فيه هذه الروح سينعم هو الآخر بذلك الخلود. ففي الخطاب العظيم نرى اميرالمؤمنين ع أمام الامة نراه يتوقع مباهج الحوار مع أرواح عظيمة مع ارواح طاهرة نقية تعتلي الاخرة بنور اليقين... ويقول سبحانه: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}
فهذا الموت الانفصال الكامل للروح أخفاه الله عز وجل أخفى الله عز وجل علم الأجل، علم الموت، عنا لا ندري لا يدري الإنسان متى يموت؟ لا ندري أين نموت؟ حتى نبتعد ولا ندري متى نموت؟ لأن الإنسان إذا عرف متى وأين؟ يستعد لكن إذا لم يعرف فمطلوب منه
أن يكون في حالة استعداد. الله سبحانه وتعالى أخفى لحظة الموت حتى يجعلنا نستعد في كل لحظة من لحظات حياتنا
ما ندري له نعيش إلى غدا أم لا
ما تدري هل ستعود إلى بيتك اليوم أم لا؟
من خطب امير المؤمنين ع التي تدل على إدراكه العميق لطبيعة الوجود و أحواله ومعنى الموت.. ((مع كل جرعة شرق ، و في كلّ أكلة غصص ، لا تنالون منها (يعني الدنيا) نعمة إلا بفراق أخرى و لا يعمّر معمّر منكم يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله ، و لا تجدّد له زيادة في أكله إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه ، و لا يحيا له أثر إلا مات له أثر ، و لا يتجدّد له جديد إلا بعد أن يخلق له جديد ، و لا تقوم له نابتة إلا و تسقط منه محصودة . و قد مضت أصول نحن فروعها))
أطال الله سبحانه وتعالى في أعمارنا وأعماركم بالصالحات......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتةمسا ءالخير وشكر للمرور الاخ الفاضل0 (سعودي شرقاوي )الاخت المحترمة( حب السيدة رقية)الاخ (بحب الله نحيا)الاخت(نرجس)اخوتي للموت فلسفة قديمة قدم الوجود فلموت والوجود مترادفان في عقل ووجدان الانسان لايمكن ان نذكر الحياة الا ويكون الفناء حاضرا ولايمكن ان نفكر بالوجود وبالضرورة يكون العدم موجود وجود وعدم في عدم ..تعلم الموت ليس فقط بان نذكرة ونفكررفه تعلم الموت يكون بستحضارة دائما في مخيلتنا ليس بكل تفاصيلة بل بحتمياتة والاستعداد لة اسال الله ان يطيل اعماركم في طاعتة ولزوم عبادتة
نعم اختي ..وشكرا للتنبيه ...يشرفني وجودكم دائما ويثلج صدري ..والحقيقة لقب في غاية الدقة والبراعة لاننا بحب الله نحيا وبحب الله نستمر وبحب الله ننتصر ..قل ان كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله بحب الله نلتقي على الولاية وبحب الله .الحق اخوتي إذا أحب العبد لله ذاق أثر ذلك في نفسه من الراحة والاطمئنان ونال في الآخرة الأجر العظيم الذي أعد الله للمتحابين فيه ولة ومعة ..جاء في الحديث كما اتخاطر (((( قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس))،