|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35050
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 313
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
صحيفة نيويورك تايمز تتحدث عن انقسامات عميقة في طرابلس
بتاريخ : 13-09-2011 الساعة : 12:39 AM
فيما سيطر المقاتلون القادمون من مدينة الزنتان الجبلية الواقعة غرب ليبيا علي مطار العاصمة، قام المقاتلون من مصراتة بحماية البنك المركزي، والميناء ومكتب رئيس الوزراء، حيث ملأت شعاراتهم التي كتبت علي جدران ساحة المدينة التاريخية مطلقين عليها اسم"ساحة مصراتة". أما البربر القادمون من جبل مدينة يفرن فقد سيطروا علي الساحة الرئيسية في المدينة، حيث كتبوا علي الجدران عبارة "ثوار يفرن". وبعد اسبوع من اقتحام المتمردين لمعقل العقيد معمر القذافي السابق، تبقي الكثير من مناطق طرابلس مقسمة علي شكل إقطاعيات، تسيطر علي كل منها ألوية شبه مستقلة تمثل مناطق جغرافية متعددة من البلاد. ويحكي دهان الشعارات الذي استخدموه في الكتابة علي الجدران قصة أزمة قيادة في الأفق تطل برأسها علي العاصمة الليبية، طرابلس. ولم يصل إلي العاصمة الليبية طرابلس حتي الآن كبير المسؤولين المدنيين للمتمردين الليبيين التابع للمجلس الوطني الانتقالي، الذي يطرح نفسه حاليا بمثابة حكومة انتقالية يكون مقرها العاصمة، معللا ذلك بمخاوف تتعلق بالسلامة لشخصه رغم الإعلان عن أن العاصمةپ طرابلس أصبحت آمنة تماما.
وثمة تلميحات متزايدة تشير إلي صراع يدور بين الألوية المتعددة بشأن هوية الجهة التي تستحق الثناء لتحرير المدينة والتأثير المحتمل الذي ممكن أن يحمله معه مثل هذا الثناء. كما أن المحاولات التي بُذلت لتسمية قائد عسكري يعمل علي توحيد فصائل المقاتلين قد كشفت، هي الأخري، عن انشقاقات في صفوف قيادة المتمردين ليس علي أساس مناطقي فحسب، بل أيضا علي أساس علماني وإسلامي. إلي ذلك يقول زعيم متنفذ في المجلس، إن كل ذلك يعد دلالات تشير إلي استمرار حالة "فراغ السلطة" في القيادة المدنية للعاصمة الليبية. غير أن التنافس علي السلطة يعكس أيضا التحدي الجديد الذي ستواجهه أية حكومة مؤقتة جديدة في مسعاها لتوحيد المشهد السياسي المشتت لليبيا.
ولا تبدو البلاد اليوم أكثر من اتحاد فضفاض من المناطق والقبائل كما كانت عليه الحال قبل مجيء العقيد القذافي إلي السلطة. ولم يتمكن اعتماد القذافي علي المحسوبية والقمع في الحفاظ علي سيطرته علي البلاد من تجاوز الانقسامات الاقليمية والعرقية والعقائدية. كما لم ينجح المتمردون الذين أطاحوا بالعقيد القذافي من تنظيم أنفسهم في إطار قوة موحدة علي الإطلاق. أما المتمردون القادمون من الجبال الغربية، ومن مدينة مصراتة الواقعة في المنطقة الساحلية الوسطي، ومدينة بنغازي الواقعة في الشرق، فقد قاتل كل منهم علي نحو مستقل، وغالبا ما تبادلوا نظرات الاستعلاء بين بعضهم بعضاً.
وكانت خطوات قد بُذلت في وقت مبكر بهدف توحيد الألوية تحت قيادة مشتركة قد كشفت عن انقسامات كامنة بين صفوف المتمردين، حيث برز بعض من هذه الانقسامات علي السطح عندما تمت تسمية مقاتل يدعي عبد الحكيم الحسادي، والذي يعرف أيضا في بعض الأحيان باسم عبد الحكيم بلحاج، قائدا للمجلس العسكري لمدينة طرابلس المشكل حديثا.
واشتكي العديد من الليبراليين من بين أعضاء قيادة المجلس بشكل شخصي من أن الحسادي كان قائد مجموعة القتال الإسلامية الليبية المحلة، التي ثارت ضد العقيد القذافي في التسعينيات. وقال البعض بأنهم يخشون بأن تكون تلك خطوة أولي باتجاه محاولة سيطرة الإسلاميين علي السلطة. ولاحظوا أن الحسادي كان قد سُمي كقائد من جانب الألوية الخمسة التابعة لما يسمي بكتائب طرابلس، وليس من جانب سلطة مدنية. واشتكي هؤلاء من التأثير الملحوظ لدولة قطر التي ساعدت في تدريب وتجهيز لواء طرابلس والتي تقوم بتمويل قناة الجزيرة أيضا. في هذا السياق، قال عضو آخر في المجلس من المنطقة الغربية "أن هذا الرجل ليس سوي صنيعة القطريين وأموالهم، حيث يقومون برعاية عنصر منتمي إلي جماعات التطرف الإسلامي هنا. إن المقاتلين الثوريين ليسوا سعداء علي الإطلاق وأصيبوا بالدهشة. إنه قائد للا شيء".
ويختلط مع المخاوف العقائدية، قدر مساو من التنافس الإقليمي بشأن أي جهة بذلت المزيد من أجل تحرير طرابلس. ولا تقتصر الانتقادات علي كون الحسادي إسلاميا فحسب، بل يقول عضو المجلس المذكور بأن الحسادي بذل جهدا أقل من المتمردين القادمين من المنطقة الغربية في القتال للاستيلاء علي العاصمة. ويضيف قائلا: "يسأل الناس في الغرب أحدهم الآخر، (من هذا الطفل؟ هذا هراء!) وماذا عن كبار قادتنا؟". ولم يتسنّ الاتصال بالحسادي للحصول علي تعليقه، ويرجع جزء من ذلك إلي كونه يحضر اجتماعات الدوحة في قطر. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفي عبد الجليل، قد أكد أهمية حضور الحسادي برفقته إلي الاجتماع مع الحلفاء في الناتو في الدوحة ليظهر أنه رغم خلفيته، فإنه لا يمثل "أية خطورة علي السلام والاستقرار الدوليين".
وكانت تلميحات بشأن انشقاق آخر قد ظهرت هذا الأسبوع بعد صدور تقارير إخبارية تفيد بأن رئيس وزراء المجلس، محمود جبريل، والذي شأنه شأن عبد الجليل، غير موجود في طرابلس، يسعي إلي تعيين جنرال عسكري ليبي، يدعي البراني شكال، كمسؤول عن أمن العاصمة. غير أن المقاتلين في مصراتة، التي تعد القوة العسكرية الأكثر شراسة للمتمردين، رفضت قبول التعيين، قائلة بأنه كان شريكا في حملة العقيد القذافي لقمع مدينتهم. وفي مصراتة، قال مراسل لصحيفة الغارديان البريطانية إن نحو 500 متظاهر نزلوا إلي الساحة المركزية في المدينة يرددون هتافات تقول بأن التعيين خيانة "لدماء الشهداء" مشيرا إلي أن المجلس المحلي للمدينة سجل شكوي رسمية بالأمر لدي المجلس الوطني الانتقالي. وقال الامين بلحاج، وهو عضو من طرابلس في المجلس الانتقالي، إنه بحلول المساء كان السيد جبريل قد تراجع عن قراره. ويعيد الخلافانت بشأن اختيار القائدين العسكريين إلي الأذهان الضجة التي كانت قد حدثت جراء مقتل كبير القادة العسكريين في بنغازي، الجنرال عبد الفتاح يونس. لقد أطلقت عملية القتل التي لم يتسنّ حل لغزها حتي الآن، مزاعم من جانب بعض قادة المتمردين بأنه قتل علي يد أحد الألوية الإسلامية، التي قالوا عنها إنها سعت للانتقام منه لدوره السابق بوصفه أكبر مساعدي العقيد القذافي. ولم توجه الاتهامات في تلك القضية إلي أي شخص حتي الآن.
ويقول الاسلاميون الليبيون إنهم لا يريدون إلا فرصة للتنافس في أجواء ديمقراطية، ويؤكدون بأنهم أكثر أهلية من الليبراليين لنزع سلاح المقاتلين في الشوارع. إلي ذلك يقول بلحاج، عضو المجلس وأحد زعماء الإخوان المسلمين هنا: "إنهم يثقون بنا أكثر"، ويجادل بأن العديد من الليبيين يخشون من أن الثورة "ستُسرق" من جانب المغتربين الليبراليين الأثرياء الموجودين في المجلس.
وتتفق جميع الأطراف علي أن فتح طرابلس قد جعل من العاصمة بوتقة للتنافس الاقليمي. ورغم أن القتال الذي اندلع في مرحلة مبكرة كان في الجانب الشرقي من البلاد، إلاّ أن الهجوم النهائي علي طرابلس كان بقيادة مجموعات متمردة من الغرب فيما تم الاستيلاء علي المدينة من جانب مقاتلين متمرسين من مصراتة. ويؤكد حاليا أعضاء من جميع الألوية تقريبا بأن مجموعتهم لعبت دورا بطوليا في الاستيلاء علي المدينة أو باقتحام مجمع القذافي، أو بالسيطرة علي الساحة المركزية في المدينة. ويصر مهدي الهراتي، نائب قائد مجلس طرابلس العسكري مدافعا عن الادعاء بأن لواءه كان أول من وصل إلي الساحة المركزية قائلا: "نمتلك كل ذلك مصورا بالفيديو". وقال أنور فيكيني، العضو في مجلس القيادة الوطنية، وهو محام فرنسي ــ ليبي يرجع نسب أجداده إلي منطقة الجبال، بأن "ثمة أمور أكثر من الفخر قد تكون عرضة للخطر. إن الناس في الغرب يقولون (لقد دفعنا ثمنا باهضاً، ونريد أن نتسلم مهام القيادة)، وكذلك يقول أهالي مصراتة. أضاف فيكيني بأنه يري أن علي الليبيين أن يختاروا قادتهم علي أساس الكفاءة بغض النظر عن المنطقة التي ينتمون إليها". غير أن بلحاج يري شأنا آخر، حيث قال بأنه طلب من أعضاء المجلس المحلي الآخرين أن يسحبوا كتائبهم إلي حدود المدينة وأن يُترك أمر العاصمة لأهالي طرابلس.
بقلم ديفيد كيرباتريك ورود نوردلاند
ترجمة ــ سناء عبد الله
|
|
|
|
|