|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35050
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 313
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
مستقبل الجزيرة بعد استقالة خنفر
بتاريخ : 23-09-2011 الساعة : 08:22 PM
السلام عليكم
وضاح خنفر يقدم استقالته من إدارة قنوات الجزيرة، هذا هو الخبر الذي تم تدوله على نطاق واسع أول أمس..قناة «الجزيرة» أصبحت في حجم دولة، واستقالة مديرها العام هي كاستقالة رئيس دولة، وخنفر نفسه في معرض حديثه عن استقالته في رسالة موجهة للعاملين في القناة ،قام بهذا التشبيه...وبكل تأكيد فقناة «الجزيرة» لعبت أدوارا أكبر من عدد من الدول حتى أن البعض تعرف على دولة اسمها قطر عبر«الجزيرة» وإختلط الأمر على الكثيرين ، فلم يعد بالمقدور التمييز بين قناة الدولة ودولة القناة.
وضاح خنفر لم يكن مروره بالجزيرة مرورا عابرا، فبغض النظر عن المدة التي استمرت ثمان سنوات ، فإن الخط التحريري للقناة والعداء الذي لم تخفيه اتجاه العديد من الدول، ولعب دور أداة الدعاية لتيار سياسي معين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، كان لافتا في عهد وضاح خنفر،الذي لا يخفى على الجميع انتمائه لهذا التيار السياسي بالذات..قد يكون وضاح خنفر استنفد مهامه في«الجزيرة» أو أن القناة نفسها استنفدت مهامها ودخلت في شيخوخة مبكرة، ولعل وثائق وكليكس الأخيرة كشفت الوجه الآخر للقناة الذي كان في تحاليل الكثيرين، لكن بعد تسريب وثائق وكليكس خاصة ما جرى سنة 2005، فضحت التعاون المثمر الذي كان بين أجهزة المخابرات الأمريكية ووضاح خنفر، وهو الخبر الذي صامت عنه قناة الجزيرة التي لم تستثن أحدا ممن جاءت أسماؤهم أو بلدانهم في وثائق وكليكس، التي أصبحت أداة في يد الإدارة الأمريكية للإعلان عن نهاية صلاحية بعض الأشخاص والمؤسسات والأنظمة ، وما يعزز هذا التحليل هو المنهجية المتبعة في تسريب هذه الوثائق واقتصارها على منطقة وحيدة في العالم هي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وكأن باقي موظفي الإدارة الأمريكية في باقي بلدان العالم ليست لهم أخبار للتسريب ولا يبعثون تقارير إلى الخارجية الأمريكية...
قناة «الجزيرة»، لا يستطيع أحد اليوم أن يتجاهلها وهي بصمة ستبقى حاضرة في المشهد الإعلامي والسياسي العربي لسنوات طويلة قادمة، لكن بكل تأكيد فإنها فقدت الكثير من وهجهها وفقدت القدرة على خلق الدهشة التي أصابت بها المشاهد العربي وباقي العالم في بدايتها، فالحصيلة لم تكن كلها جيدة وفقدت القناة في الطريق الكثير من الوجوه التي صنعت مجدها ومنحتها الخصوصية وهي نفس الوجوه التي تستعد اليوم لخلق تجارب جديدة منافسة للقناة القطرية، فالجميع يقفز من سفينة غارقة مهنيا ...وحدها الدول والأنظمة الجديدة في المنطقة التي جاءت عقب الانتفاضات الشعبية هي من يحمل بعض الود للجزيرة إلى حين .
بالموازاة مع القدرات التقنية والكفاءات المهنية التي توفرت للجزيرة ، فإنها نامت على أطنان من اللامهنية واشتغلت كأية آلية للدعاية والتحريض، بل في لحظات كثيرة كانت أشبه بإعلام حربي أخطر من الصواريخ وباقي أنواع الأسلحة، ويكفي أنها جعلت لدولة صغيرة مكانة دولية تفتقدها بلدان عريقة، وجعلت منها دولة إقليمية محورية في الحرب والسلم، وهو بلا شك نجاح باهر لحكام الجزيرة الدولة ..يبدوا اليوم أن هناك خوفا من تمتد النيران إلى المنبع بعد أن لم يتبقى ما يكفي من الأوكسجين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لتأجيج النار، فدولة مثل قطر ليس فيها برلمان ولا أحزاب ولا حياة سياسية يصعب عليها أن تمضي بعيدا في التشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والانتخابات وتوزيع السلطة ديمقراطيا، وليس كذلك بمقدورها أن تفقد كل علاقاتها في المنطقة وهو ما يعني الحاجة الملحة لحمية مناسبة تمنع عنها السكتة القلبية .
|
|
|
|
|