لقد سمعنا خطبة الشيخ الحذيفي وَما تضمنته من اتهام للإمامية الإثني عشرية بالشرك وَعبادة الإمام القائم عجل الله فرجه،
قرأنا بعض المقالات في بعض الصحف التي تناولت الأحداث الجارية بلغة طائفية.
وَنحن في المقابل نؤكد على أننا نملك من التجربة وَالرؤية الواعية ما يجعلنا أسمى من أن نستدرج وَنُشغل بسجال طائفي وَمناوشات إعلامية هابطة.
فالعقلانية وَالقيم الأدبية الرفيعة التي استلهمناها من تراث أهل البيت عليهم السلام - وَمنهم من نفتخر وَنعتز بالتوسل به وَهو الإمام القائم عجل الله فرجه - تعيش فينا فكراً وَسلوكاً وَخطاباً وحدوياً وَأخوياً صادقاً، وَتفرض علينا أن نخاطب العقلاء من إخواننا وَأهلنا في الدين وَالوطن من أهل السنة وَالجماعة بصوت أخوي صادق.
وكما نخاطب أنفسنا وَأحبابنا وَنقول لقد آن الأوان أن تدرس الأحداث الجارية دراسة موضوعية واعية بدل اللغة الاستعدائية الخطيرة التي قصد منها إشغالنا عن القضية الأساسية التي نحن بصددها وَهي الملف الحقوقي للمنطقة.
فإن ما يحدث خلال هذين العامين هو ظواهر لمشكلة مستحكمة يتعين على عقلاء الوطن جميعاً دراسة أسبابها، وَتشخيص جذورها، وَالسعي الصادق الجاد لمعالجتها بأسس موضوعية مبنية على الإيمان بحق جميع أبناء الوطن الواحد في مواطنةٍ متساويةٍ متكاملةٍ من حيث الحقوق وَالامتيازات، وَالإيمان بالوحدة الأخوية المنزهة عن لغة التكفير وَالتضليل وَالتخوين.
نسأل الله تعالى أن يجمعنا سنة وشيعة على رباط أخوي صادق يشد بعضه بعضا {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
والله خير ناصر ومعين
العرض الشجري