عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال :
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
كان فيما وعَظ به لُقمان ابنه ، أنْ قال له :
يا بني ، ليعتبر مَن قصُر يَقينه وضعُفَت نيّته في طلَب الرزق ،
أنّ اللّه تبارك وتعالى خلَقه في ثلاثةِ أحوال ، ضِمن أمره ، وآتاه رِزقه ،
ولم يكُن له في واحدةٍ منها كسبٌ ولا حيلة ،
أنّ اللّه تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة:
أمّا أوّل ذلك
فإنّه كان في رحِم أُمّه ،
يرزُقه هناك في قرارٍ مكين ،
حيثُ لا يؤذيه حرٌّ ولا برْد .
ثُمّ أخرجه من ذلك ،
وأجرى له رِزقاً مِن لبنِ أُمّه ،
يكفيه به ويربيه ويُنعِشه ،
من غير حولٍ به ولا قوّة .
ثُمّ فُطِم من ذلك ،
فأجرى له رِزقاً من كسبِ أبَوَيه ،
برأفةٍ ورحمة له من قلوبهما ، لا يملكان غير ذلك ،
حتّى أنّهما يُؤثرانه على أنفسهما ، في أحوالٍ كثيرة.
حتّى إذا كبُر وعقل ، واكتسب لنفسه ،
ضاق به أمره ، وظنّ الظنون بربّه ،
وجحد الحقوق في ماله ، وقتّر على نفسه وعياله ،
مخافة رزقه ،
وسوء ظنٍ ويقين بالخلَف من اللّه تبارك وتعالى في العاجل والآجل ،
فبئس العبد هذا يا بني.
البحار م 15 ج 2 ص 155 عن خصال الصدوق .
نسالكم الدعاء.