من بين الكلمات التي ينبغي مراجعتها والوقوف عندها تلك الدعوات الصادقة الحريصة التي اطلقها المراجع العظام خلال المؤتمر السنوي للمبلغين والمبلغات الذي يسبق شهر رمضان المبارك, حيث اكد هولاء الرجال الافذاذ حرصهم على الشعب عبر حثهم السياسيين على العمل وطي صفحة الخلافات لتحقيق ما يبتغيه شعبنا الصابر المظلوم كما عبروا بلغة الابوة المخلصة, دون ان يحسبوا حسابات اخرى كالتي يراهن عليها من يتاجر باروح العراقيين, جاءت مواقفهم منسجمة مع رعايتهم للامة وهذه الابوة فلقد طالب المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله الوارف), في كلمته السياسيين الى انهاء تناحرهم على المناصب والتوجه نحو خدمة المواطنين وحل مشاكلهم, وهذا ما يؤشر بما لايقبل الشك حالة السخط على من اوصل الاوضاع في البلاد الى ما وصلت اليه حيث التراجع الكبير في الخدمات وغيرها.ان موقف المرجع الديني الشيخ النجفي الذي اطلقه نجله الشيخ علي النجفي في مؤتمر المبلغين والمبلغات الذي اقامته مؤسسة شهيد المحراب في النجف الاشرف و مطالباته المتكررة بان يتوجه المسؤولون الى الالتزام بواجباتهم تجاه الشعب العراقي الذي استبيح في ظل النظام السابق وما يزال مستباحا ومهانا جراء نقص الخدمات وغلاء المعيشة وفقدان الامن, يؤكد من دون شك مدى تفاعل المراجع العظام مع هموم ومشاكل الشعب العراقي الذي لا تمر عليه زيارة دينية الا ودفع العديد من ابنائه قرابين في مسيرة الولاء لاهل البيت عليهم السلام, في دعوة مفتوحة الى العمل على انهاء الخروقات الامنية التي تستهدف الزائرين فضلا عن ان هذه الرسائل تمثل رقابة مهمة فاعلة ومن نوع اخر قد تكون اقوى بكثير مما تمارسه مؤسسات الدولة, فحين تؤشر المرجعيات الدينية بحكم ابوتها لشعبنا وتشخيصا لمصالحه خللا في اداء الحكومة ومؤسسات الدولة العراقية, فهذا الامر يعني ان على الجهات المعنية ان تكون بمستوى المسؤولية لمتابعته ومن هنا فأن مطالبات اخرى جاءت في كلمة الشيخ النجفي, منها ضرورة مراعاة معتقدات مكونات الشعب في المناهج الدراسية, لا ان يتم فرض معتقدات تخالف ما تعتقد به بعض المكونات, كما يجب مراعاة التنوع القومي فلا يجب فرض لغة على قومية معينة واهمال لغتها الاصلية بحجة الوحدة الوطنية، كما ان اهمال مراعاة التنوع القومي والطائفي يمثل ضربة للوحدة الوطنية وليس العكس حتى "بات تحذيره من محاربة الشعائر الحسينية يمثل انذارا لبعض المسؤولين ممن لهم النية في محاربة هذه الشعائر بحجة انها غير حضارية ومضيعة للوقت والقاء بالنفس الى الهلاك", وغيرها من حجج واصفا إياها "بالسخيفة ".كون الدين الاسلامي حفظ بالشعائر الحسينية لذلك فأن المرجعية وجنودها ابناء شعبنا وامتنا على استعداد لتقديم كل ما هو غال ونفيس لحفظ هذه الشعائر وديومومتها وهذا الكلام الذي قد لايعجب البعض من اعداء هذا البلد ومن المنتفعين والسطحيين والطفيليين وانصاف المثقفين الى انه يمثل صلب الحقيقة وهو موقف يمثل رأي جميع المراجع ونخبة واسعة من الحريصين من ابناء الامة وعموم شعبنا دون استثناء.ان هذا الخطاب يعني خطاب العقل والبذل والتضحية والفداء والالتزام بالقضايا التي تمثل قلب امتنا النابض ولما له من ابعاد كثيرة تؤشر تمسك شعبنا وقادته الروحيين بالدين والمعتقد كما يؤكداننا على العهد في حماية المسيرة التي يراد لها التأخر والبقاء رهينة اجندات شرقية وغربية لايمكن قبولها مطلقا.