كيف تدخل الى مبنى البرلمان العراقي ؟؟.. و مالذي يمكن ان تراه في الداخل ؟؟..
الجواب سهل جداً بمستوى سهولة طرح السؤال طبعاً ..
فيمكنك بكل بساطة دخول البرلمان العراقي اذا كنت واحداً من الشخصيات التالية :
1. ان تكون عضواً في البرلمان العراقي سابقاً او حالياً. حيث يكفيك تعليق باج العضوية ان لم تكن وجهاً معروفاً لدى الكوادر الامنية في البرلمان وهم جميعاً من الاخوة الكورد
2. ان تكون موظفاً ضمن الكادر الوظيفي المتقدم او الوسطي او الاولي في جميع الاقسام الوظيفية الادارية و الفنية و الامنية و غيرها ,, فتدخل ببطاقتك الوظيفية ( الباج )
3. ان تكون موظفاً كبيراً في مجلس رئاسة الوزراء او بعض الدوائر الحكومية الرفيعة المستوى او الوزارات ذات العلاقة بعمل مجلس النواب بحيث يتعلق عملك بالتنسيق مع البرلمان العراقي.
4. ان تكون صحفياً ,, فتدخل بموافقة مسبقة تسمى تخويلاً من رئيس الديوان او احدى الكتل البرلمانية تجدها في الاستعلامات قرب البوابة الرئيسة للبرلمان اما اذا لم تجد التخويل فلن تدخل ولو اقمت اياما و ليال
5. ان تكون موظفاً في منظمة دولية ( وفي الاعم الاغلب هي منظمات مخابراتية اجنبية معظمها اميركية ترتبط بالسفارة و وزارة الخارجية الاميركية ) تربطها علاقات عمل مع الكتل البرلمانية او لديها برامج تطويرية لعمل البرلمان فتستطيع الدخول بعد الحصول على تخويل من احدى الكتل البرلمانية او شخصية ادارية كبيرة جداً,, او يصدروا لك بطاقة دخول خاصة خضراء اللون قابلة للتجديد كل ستة اشهر تتيح لك الدخول و الخروج بأنسيابية
6. ان تكون صاحب شركات استثمارية كبرى او محترفاً للأحتيال بحيث تنفذ الى اللجان البرلمانية التي يتعلق عملها بالمقاولات و الصفقات التجارية الكبرى فتحصل على اذن للدخول تجده ينتظرك عند الاستعلامات على يمين البوابة الرئيسة للبرلمان.
7. ان تكون ذو حظ عظيم او من الذين صبروا فأنعم الله عليهم !!! بأعتبارك زوجاً او ابناً او اخاً لبرلمانية (( و طبعاً نفس الشيء عند عكس الجنس )), فتدخل اما بتخويل او ببطاقة دخول قابلة للتجديد كل ستة اشهر.
8. ان تكون متسولاً !!!... عندها سوف تقعد عند البوابة الرئيسة للبرلمان العراقي قرب مكتب التخاويل الواقع على اليمين لدى دخولك البوابة و طبعاً لن تجد تخويلاً ينتظرك فهذا هو المكان الاخير الذي يسمح للفقراء ( وهن في الغالب نساء مع اطفالهن ) ببلوغه في بناية البرلمان الشاسعة .. حيث يسمح لهم بالاستجداء و طلب المعونة من جميع الشخصيات العراقية و الاجنبية الداخلة الى مبنى البرلمان العرقي ,, على ان لا يتجاوزوا الشارع الضيق الذي يفصلهم عن مصرف تجاري خاص بالسادة الاعضاء يتوافدون اليه خفافاً و ثقالاً و الذي يقع الى يسارك لدى دخولك الى البوابة الرئيسة ,, كما يسمح لهم بالتمتع بمشاهدة وعَدّ السيارات الفخمة الفارهة التي ينزل منها كبار الموظفين و السياسيين و الوفود الاجنبية شريطة ان لا يقتربوا من اية شخصية ذات وظيفة قيادية كبيرة في البرلمان بحكم العناصر الامنية المحيطة بالشخصية المهمة..
و للأمانة اقول ان السادة الاعضاء لم يعتادوا الدخول من بوابة التشريع و لا البوابة الرئيسة للبرلمان العراقي بل انهم يدخلون من باب خاص بذواتهم (( لربما بحكم مراعاة الشأنية )) تكون مجاورة لبناية مجلس الوزراء لذا فأن علاقتهم بالبوابة الرئيسة لمجلس النواب هي علاقة عمل فقط تتعلق بأرتباطهم بالمصرف الخاص الموجود عند البوابة ..
لعل المفارقة الكبرى التي تلاقيك و انت تخطو على الممرات المؤدية الى بناية مجلس النواب العراقي هي ان الكوادر الامنية التي تمسك المهام الامنية جميعاً في المجلس و محيطه هي كوادر امنية كوردية خالصة (لا شية فيها ) فبالرغم من ان جميع الكتل العربية بشيعتها و سنتها تعتبر الكورد اصحاب توجه قومي مصلحي نفعي الا انها قد اتفقت كلمتها على تسليم رقابها بأيديهم تحت قبة البرلمان .. بينما ينفرد الكلب المخصص للتفتيش عند باب بناية مجلس النواب بجنسيته الاجنبية و عناصر الامن الافارقة التابعين لشركة امنية اجنبية .. حيث يتولى الكلب شم جميع الاشياء التي تحملها بجيوبك او يديك او تلبسها ( عدى الثياب و الحمد لله ) كالساعة والحزام و المحفظة و الخاتم و غيرها ..
و ما ان تدخل الى البناية حتى تنتهي اخر مراحل التفتيش بوضع ما شمه الكلب في جهاز كشف شعاعي بينما تعبر انت من باب لكشف المعادن فأذا ما اصدر صوت تنبيه كنت مضطراً لخلع حذائك و وضعه في جهاز الكشف الشعاعي لتخطو بضع خطوات حافي القدمين .. ثم يفتح الله عليك و ينعم بدخول البناية الفارهة و المبالغ في حجمها و التي ورثها سياسيونا من تركة المجرم المقبور صدام و دولته المنهارة ..
تحت قبة البرلمان اروقة و غرف و مكاتب و اجنحة فخمة استقرت فيها الكتل السياسية كل بحسب قوته و اقتداره و بحكم وضع اليد فليس من قانون ينظم توزيع المكاتب و الاماكن بين الكتل في مجلس النواب .. ولم يشر النظام الداخلي للبرلمان العراقي في الدورة الاولى و الثانية الى هذه المسألة لا من قريب و لا من بعيد ,, و طبعاً لا يستوي من دخل البرلمان اول مرة مع من دخله متأخراً ,, بل انك تجد نواباً يمثلون فئات جماهيرية اساسية في تأريخ العراق ,, كالنائب عن الصابئة المندائيين ,, ليس لهم من مكتب يستخدمونه في المجلس في حين كان النائب الاول لرئيس مجلس النواب في الدورة الاولى الشيخ المعمم الدكتور خالد العطية يتمتع بأستخدامه لجناح فاره قد لا تقل عدد غرفه عن الخمس يتوسطها مكتبه الكبير الحجم بأثاثه و ابوابه و ديكوره المبالغ في فخامته و الذي يكفي ثمن اثاثه و ملحقاته لبناء بيت متوسط الكلفة لأيواء عائلة معدمة من بين الاف العوائل التي اوصلت شيخنا الجليل الى المكتب المذكور ..
و بطبيعة الحال تجد افرازات الانقسامات الطائفية و السياسية على وجوه القوم كما تجد الشعارات التي تمجد هذا الرمز و ذاك ,, و للأمانة اقول ان النواب الشيعة هم الاكثر ابرازاً للشعارات من النواب السنة ,, لربما ان النواب السنة يؤمنون بمبدأ اخفاء الهويات لتحقيق اكبر عدد من المكاسب و المنجزات ,, حتى باتت الشعارات هويات تعرف عن رافعيها فشعارات الصدريين تحمل ملامح مقتدى الصدر و ابيه ,, و شعارات المجلس الاعلى تحمل ملامح السيد عمار الحكيم و ابيه ,, و هكذا ... اما الاخوة الدعوجية فقد راحوا يباهون باقي الكتل السياسية برفع الشعارات و صور الرمزيات فطبعوا صور قادتهم على اكواب الشاي الكبيرة كصورة الاستاذ علي الاديب ..
و لعل النفاق الذي يخيم بكلاكله على اجواء البرلمان قد صار سمة تعريفية عامة .. فلا تستغرب ان تسمع عن نائبة برلمانية هي السيدة حنان الفتلاوي تدافع عن حقوق الشعب في حين تهب احدى الفلل الكبيرة في المنطقة الخضراء و التابعة لأزلام النظام البعثي الفاشي لأخيها بدون مقابل مستغلة نفوذها الدعوجي القوي الذي جعلها تتجبر فتطلق ثالث زوج لها بعدما كبر حجمها السياسي بحسب ما يشاع عنها في اروقة البرلمان .. و كذلك السيدة الفاضلة العلوية سميرة الموسوي و التي تقضي كل ايام رجب و شعبان ( ولست متأكداً من رمضان ) صائمة تفتخر بلسانها في كل مناسبة بصرف رواتبها على المحتاجين و الفقراء و تستحرم مصافحة الرجال الاجانب (فقهياً) من عراقيين وغير عراقيين .. و لا تشغل بالك عن المجوز و المبرر الشرعي الذي سمح لها بأن تصافح اعضاء الكونكرس الاميركي خلال زيارتها للكونكرس استجابة للدعوة التي وجهها اليها و الى الدكتور علاء مكي قبل حوالي سنة معتزة بلقطات صور معبرة عن احداث تلك الرحلة .
اما الاخوة الدعوجية المالكية فقد تجدهم في عالم اخر من التغني بقائدهم و كل ما يصدر عنه من خير و شر ابت عقولهم الا ان تترجمه خيراً ,, فقد يطرق سمعك صوت احد كبار القادة في حزب ابي اسراء و هو يخاطب احد الوفود الاجنبية قائلاً " نحن لسنا امام رجل اسمه نوري المالكي ,, نحن امام ظاهرة اسمها نوري المالكي " ,, عندها سوف تحمد لله ان المالكي ظاهرة بشرية على الاقل و ليس اعصاراً او هزة ارضية و الا فالويل لمن ليس لهم بيوت سوى علب الصفيح ,, ..