لقد حدثنا كتاب الله تعالى عن صفات الجنة التي وعدها الله المتقين : وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} (آل عمران) .
ولكن ما هي صفات هؤلاء المتقين ؟
يقول تعالى : الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{134} آل عمران.
لقد تضمنت هذه الآية ثلاثة إجراءات عملية :
1 - إنفاق شئ من المال على الفقراء : وهذا ما أكده العلماء أنه يكسب الانسان نوعا من الاستقرار النفسي : ( الذين ينفقون في السراء والضراء)
2 – التسامح مع الاخرين : وهذا ما يؤكده جميع العلماء اليوم من أن التسامح هو افضل وسيلة لضبط الانفعالت (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) .
نأتي الان الى قوله تعالى : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{135} آل عمران
لقد تضمنت هذه الاية أيضا ثلاثة إجراءات عملية لعلاج ظلم النفس . وجميعنا يعلم أن الانفعال والتسرع والتهور هي انواع من ظلم الانسان لنفسه . وهذه الاجراءات هي :
1- الاعتراف بالذنب : فعندما يرتكب المؤمن قاحشة او ظلما لنفسه او ينفعل او يتسرع في تصرف ما يجب عليه مباشرة أن يدرك خطأه بل ويعترف به ( ذكروا الله فاستغفرو لذونوبهم )وتؤكد الاية على الاعتراف بالذنب .
لان الاستغفار وطلب المغفرة من الله تعالى لا يكون إلا بعد أن يحس المؤمن بخطئه وذنبه فيستغفر الله . وقد أكد الباحثين أن الاعتراف بالذنب أمام النفس هو طريق للشفاء . ولكن القرآن يأمرنا أن نعترف بذنوبنا امام الله تعالى !! فهوا الاقدر على شفائنا .
2- اليقين بأن هذا الخطأ يمكن معالجته : ويؤكد العلماء ان ثقة المريض بالشفاء ويقينه بذلك تمثل نصف الشفاء ان لم يكن أكثر . وهنا يتجلى معنى قوله تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا الله ) فهذه الكلمات تمنح المؤمن ثقة كبيرة بإمكانية مغفرة الذنب وأن هذا الانفعال يمكن ألا يتكرر .
3- الارادة القوية بعدم تكرار الانفعال : يؤكد جميع علماء البرمجة اللغوية والعصبية والانفعالات هو ان يكون لديه من الاضطرابات النفسية والانفعالات هو ان يكون لديه الارادة الكافية والقوية لعدم تكرار الانفعالوعدم الاصرار عليه : ( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) .
ونسألكم الدعاء