أخذ يتطلع بدهشة ، آثار الشيخوخة على جدران البوابة تعلوا ، ركام هامد من الاخشاب تتشدقها حرارة الشمس ، رياحٌ تترنم على حبالٍ متعبة ، مساجد مهجورة ، بيوت بلا اسقفٍ ، مسحت الاتربة ذاكرتها وعبثت بها اصابع الزمن ، ينظر الى الجهة الاخرى طيور تتهاوى وكأنها تناست جنسها الواحد ، انتابه شعور غريب بالخوف والألم ، اخذ يتقرب بحذر ، وكأن شمس اليتم اشرقت على حياته البيضاء ، كل شئ حوله هادئ ، بدأ شريط ذكرياته بالدوران ، تقدم بشوق الى غرفة ابيه المحطمة ، انتشل منها لحظة وداع وبدأت دموعه بالهطول ، وأشرطة حياته تدور وتدور ، لم يتبقى من دار ابيه سوى نخلة بلغت من الكبر عتيا ، أعياه نزيف الاحلام فبدأ بالصراخ : لمن سأهدي طفولتي بعدك يا أبي ، صدى الهجر يعيد صوته بترتيل سماوي ، انها الحياة تجعل منا غرباء يا بني ، تملكه خوف من هذا الصوت الغريب ، قال ، من انت ؟ من انت ؟ فأجابه صوت هادئ : انا القدر ، اجعل من الاحبة جداول لا بد لها من الافتراق في هذه الحياة ، حينها تيقن بان شمس ابيه أفُلت واختط قلم القضاءِ على اوراق سنينه الرحيل ، أزاح الغبار عن أحلامهِ ورحل الى معترك الحياة يشكوا يتم الفقراء وألم الرحيل .
لم اقرأ مايسر خاطري اليوم وكأنكم متفقون
كنتُ مع محطة المرض والموت وبعدها في
الهجر وضياع الآمال والآن انا مع اليُتم و
تحالف الأقدار
هههه
ولكن تبقى حقيقة وهي ان المعانة جزءٌ من
المعادلة لا مفر
ايها الشاب المتألق احساسك رائع في الكتابة
تشد القاريء من اول جملة وحتى النهاية
مميزٌ ماقدمته لنا عبر هذه القصة بارك الله فيك
وتحيه تعبق بالياسمين..