|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الثقافة الكارتونية و تأثيرها على الواقع الاجتماعي
بتاريخ : 15-12-2012 الساعة : 12:37 PM
لا تنفك شخصيات الكارتون أن تزج انوفها في معتركات الثقافة و العلم و المعرفة ,, و لعل مجتمعنا العراقي يزخر بها ,, فالنماذج الكارتونية و الكاريكاتيرية في النسيج الاجتماعي العراقي باتت تؤلف طبقة تفرض وجودها الساحق على الصبغة الثقافية العراقية في كثير من المواقف ,, فعدما تكتشف بأن دارميات شهد الشمري و من تلتقيهم على الفضائيات باتت أكثر مقبولية من سمفونيات شعراء العراق الكبار تعلم أن هنالك أزمة على مستوى تذوق الادب يفرضها الشخوص الكارتونية كالوباء في مكتبة العقلية الادبية العراقية ,,
وعندما يطل علينا مسفسط سياسي كارتوني في لقاء على الحرة أو العراقية يتحدث فيها عن إنجازات الحكومة على المستوى الاقتصادي و الخدمي التي فاقت بحسب عقله الكاريكاتيري أنجازات الحكومة السويسرية في حين ترى كثير من الشباب العراقيين يحلمون بتعلم كلمة (بالك بالك بالك ) بصوت جهوري لكي ينبهون المارة الى فتح الطريق أمامهم وهم يدفعون بعرباتهم الخشبية المحملة ببضائع التجار و المستهلكين ,, تعلم أن هنالك أزمة سياسية تفرضها شخوص الكارتون بعقولهم الكاريكاتيرية
و عندما تحاول أن تستمع الى محاضرة دينية يلقيها رجل دين في أحدى المآتم الحسينية و يتبين لك أن اغلب الحضور آذان صاغية لما بعد المحاضرة من لطم و نعي و أن المحاضرة القيمة كانت مجرد حشو كلام أو اسقاط فرض ,, تعلم أن هنالك أزمة أخرى في العقلية الدينية لدى الجماهير العراقية بفعل الطبقة الكارتونية التي غزت الوسط الديني العراقي ,, فراحت تفرض رؤاها الكاريكاتيرية المضحكة المعتمدة على الاساطير و المنامات و التعظيم لمن هم خارج نطاق العصمة مداراةً لمصالحهم فتجد حشداً هائلاً في تسميات ديكورية و ألقاب تبركية لا مصداق لها على أرض الواقع الا في خيالات الحالمين الذين بدأوا يشمون ريح الحرية بعد سقوط كلب تكريت ,,تبدأ بمقام السيدوية التلمودية و لا تنتهي بالسلطنة على عصور الاولين و الاخرين ..
و عندما تدخل المنتديات الثقافية تجد المزيج الكاريكاتيري الكارتوني يهيمن على الكثير منها ,, فلرب مواقع و منتديات يحاول شخوص الكارتون فيها والذين يتحكمون بقوانينها أن يشملوها ببركة ثقافتهم المستمدة حتماً من عالم والت ديزني ,, التي تظهر على مستوى إملائهم و أفكارهم و طريقة تعاطيهم مع الاخرين بصبيانية مفرطة من خلال نعوتهم التي يطلقونها كيفما اتفق ,,
فليس غريباً أن يأتِ شخص كارتوني من مقلدي توم أو جيري (لا فرق) ليصفك بأنك جاهل تتكلم بدون معرفة و لربما يشير اليك بقراءة المواضيع الفلانية حول الشخصية الفلانية علماً أن سياق نصه خالٍ تماماً من إشارة علمية أو ثقافية سوى ثقافة الكارتون التي أعتاد عليها منذ أيام كراندايزر و الرجل الحديدي عليهما ما يستحقان كما يقول بعض المتشرعة ,,
و قد لا تستغرب لو وجدت تلك الشخصية الكارتونية و بعد أن تعلمت بجهد جهيد كيف تكتب سطراً بدون أن يكون ثلاثة أرباعه اخطاءً إملائية تصفك بأنك مريض نفسياً مع علمك بأن عمره الثقافي و مستواه المعرفي و قدرته العقلية دون مستوى قراءة ولو نظرية واحدة في علم النفس و فهمها ,, اللهم الا إذا كانت حياته ناشئة في بيئة موبوءة بالامراض النفسية فتعلم بعض المصطلحات النفسية بحكم التعلم سماعاً و معايشة ..
|
|
|
|
|