المكالمات المرئية في الهواتف الجوالة تشكل منطلقا جديدا
بتاريخ : 19-12-2012 الساعة : 03:32 PM
المكالمات المرئية في الهواتف الجوالة تشكل منطلقا جديدا
التحدي الأكبر توحيد الخلافات بين الأنواع المختلفة من الهواتف
ستكون المنافسة القادمة في مجال التكنولوجيا هي وجهك في أي مكان وفي أي وقت.. ففي ظل التقدم الذي تشهده كاميرات وشاشات الهواتف الذكية، وتقديم الشبكات اللاسلكية نطاقات أعرض، أتاحت العديد من الشركات للهواتف الجوالة إجراء الاتصالات المرئية. تختلف التفاصيل من خدمة إلى أخرى، لكن التجارب متشابهة، فمن أي مكان في العالم ومن خلال شبكة لا سلكية حديثة، ستمتلئ شاشة الهاتف الذكي بوجه صديق أو قريب. ستكون الجودة بنفس رداءة كاميرات فيديو الحاسوبية. والصوت قد لا يتطابق على الدوام مع الصورة، لكنه قريب للغاية. وتبدأ الاتصالات وتنتهي بنفس الطريقة من خلال الضغط على زر في الشاشة. انتشرت الاتصالات المرئية بسرعة كبيرة حتى أن محللي الصناعة لم يتمكنوا بعد من تحديد أعداد المستخدمين بدقة، لكنها باتت بمرور الوقت تشكل نماذج عمل جديدة، وضغوطا جديدة على شبكات الهواتف الجوالة، بل وحتى قواعد جديدة للسلوك الاجتماعي السليم.
وقال إريك سيتون، المؤسس المشارك ومسؤول قسم التكنولوجيا في شركة «تانغو موبايل»، التي تقدم خدماتها لـ80 مليون مشترك: «كل الاتصالات - الرسائل الاجتماعية والمكالمات والرسائل النصية والفيديو - في طريقها إلى الاندماج في القريب العاجل». وأشار سيتون إلى أن 200 ألف مشترك ينضمون يوميا إلى خدمات شركته. كانت هذه الخدمات في السابق مسعى مثيرا للاهتمام لدى عدد من الشركات الجديدة مثل «تانغو»، غير أن الاتصال المرئي عبر الهواتف الجوالة استحوذ على اهتمام كبرى الشركات، فأنشأت شركة «أبل» خدمة «فيس تايم» وجعلتها إحدى وسائل الترويج لجهاز «آي باد».
وفي سبتمبر (أيلول) أتاحت الشركة تطبيق «فيس تايم» على شبكات الهواتف الجوالة دون قصره على أنظمة «واي فاي»، لتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين دون شك. وكانت شركة «ياهو» قد اشترت الأسبوع الماضي شركة دردشات الفيديو، «أون ذا إير». وفي عام 2011 دفعت شركة «مايكروسوفت» 8.5 مليار دولار لشراء شركة «سكايب»، خدمة اتصالات الفيديو والصوت. وعلى الرغم من استخدام غالبية الأفراد «سكايب» على الحاسبات الشخصية والحاسبات المحمولة، تم تحميل برنامج الخدمة أكثر من 100 مليون مرة من قبل مستخدمي الهواتف الجوالة التي تعمل بنظام «آندرويد» الذي أنتجته «غوغل». كما أنتجت «مايكروسوفت» تطبيقات لهواتفها الجوالة التي تستخدم «ويندوز 8» والتي تسمح للأفراد بتلقي اتصالات حتى عندما لا يعمل «سكايب».
وتقدم «غوغل» التي يستخدم شبكتها الاجتماعية «غوغل بلس» أكثر من 100 مليون مستخدم الآن أكثر من 200 تطبيق لعرض الاتصال المرئي. وتقول إنها غير مهتمة بالحصول على الربح من هذه التطبيقات، بل معرفة المزيد بشأنهم حتى تتمكن من بيع المزيد من الإعلانات عبر حمل الأفراد إلى استخدام خدمات الفيديو المجانية، والمسماة «هانغ آوت»، الذي يمكن لشخصين استخدامه من قبل شخصين أو مجموعة، أو فيديو كونفرنس قد يصل إلى 10 أشخاص. ويقول نيجيل سينغال، مدير إدارة المنتجات لمجموعة الاتصالات الآنية في «غوغل»: «على المستوى العالي، تعمل (غوغل) بشكل أفضل عندما نتعرف عليك وعلى اهتماماتك. لقد أصبحت الاتصالات المرئية خدمة أساسية عبر جبهات مختلفة». وعلى الرغم من كون سينغال مستخدما غير دائم لهذه الخدمة، لكنه يقول إن ابنته التي تبلغ من العمر أربع سنوات تستخدمه بصورة يومية.
لا تتوقع أن تزيد الاتصالات المرئية من معدلات الإنتاجية. وتستخدم شركة «تانغو» نفس التقنية التي تمكن الاتصالات المرئية من بيع الألعاب التي يمكن للأفراد لعبها بشكل متزامن، كما تبيع ديكورات افتراضية مثل البالونات التي تتساقط حول صورة شخص ما خلال اتصال عيد ميلاده (ويرى كلا الطرفين الصور الاحتفالية). وتقول «غوغل» إن بعض التطبيقات المرحة على خدمتها «هانغ آوتس»، مثل التطبيقات التي يمكنها إضافة شارب على صورة كل متصل، تشجع الأفراد على الحديث بشكل أطول.
في الوقت الراهن، يمكن لفرد واحد استخدام الألعاب الشعبية التي يمكن أن يلعبها طرفان مثل لعبة «وردز وذ فريندز» على «فيس بوك» وتمرير اللعبة إلى لاعب آخر. ولا يشاهد الحركات أثناء القيام بها. ومن بين المناطق الواعدة الأخرى استخدام الشخصيات الكرتونية، مثل القط والكلاب، التي تتحدث عندما يرغب مستخدم في إجراء اتصال مرئي لكنه لا يرغب في ظهور صورته. إمكانية الاضطرار إلى الظهور على الشاشة في أي لحظة قد تبدو فكرة محكوما عليها بالفشل بالنسبة لأشخاص يبدون قلقا بشأن شعرهم غير المصفف. لكن الحقيقة أن استخدام الهواتف الجوالة لإجراء الاتصالات المرئية قد يبدو أقل إزعاجا مما يبدو عليه. ويقول مايكل غارتنبيرغ، محلل تكنولوجيا المستهلك في «غارتنر»: «ربما تكون هناك موانع طبيعية في أن يظهر الشخص لكني عندما أستخدم الهاتف الجوال أكون عادة في العمل، ولذا فمن المرجح أن يكون مظهري لائقا. علينا الانتظار لمعرفة كيف يستخدم الناس تلك التكنولوجيا الواعدة». بيد أن هناك آدابا جديدة للاتصالات المرئية بدأت في التبلور.. فعادة ما يكتب الأفراد رسائل نصية إلى بعضهم البعض ليروا ما إذا كانوا مستعدين للظهور على الكاميرا. ورسائل الفيديو التي ترد إلى صندوق الرسائل النصية في الهاتف مثل نبذة عن حفلة أو أول خطوة للطفل، تمثل أحد التطبيقات المفيدة للمكالمات المرئية. وقال سينغال إن استخدام شخصيات كرتونية بدلا من المستخدمين سيكون «منطقة مهمة استثنائية أيضا».
التحدي الأكبر الذي يواجهه هذا المجال ربما لا يكون في حمل المزيد من المستخدمين على استخدام هذه الخدمة، بل في التأكد من عملها، فغالبية الهواتف تختلف عن بعضها البعض في اختلافات بسيطة مثل مكان الكاميرا وتنسيق الفيديو من نموذج إلى التالي. ويقول سيتون من «تانغو»: «يمكن للكاميرا أن تظهرك مقلوبا إذا حملت البرنامج الخاطئ». ونتيجة لذلك، قام 80 مهندسا من بين 110 موظفين في شركة «تانغو» بتعديل برنامجهم للعمل على أكثر من ألف نوع من الهواتف الجوالة على مستوى العالم. وتحظى النماذج العشرون الأفضل على أكثر من 20 مليون مستهلك لكل منها، لكن تعقيد إنتاج برنامج لنطاق عريض من الهواتف الجوالة جعل من الصعوبة بمكان أمام شركات الهواتف الجوالة دخول المجال، بحسب سيتون. ويشير سيتون إلى أن مكالمات «تانغو» المرئية تستغرق ست دقائق في المتوسط، لكن عندما تبدأ الشركة في إضافة تطبيقات أخرى تتوافق مع الفيديو مثل الألعاب والتصميمات التي يستخدمها الأفراد، سيرتفع متوسط طول المكالمة إلى 12 دقيقة.