بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أســـرار الفاتحـــة
فصل وبيان الفصل ، اعلم أن أسرار الكتب الإلهية، وسر الولاية ، والهداية ، والرسالة ، والاسم الأكبر ، وسر الغيب ، في فاتحة الكتاب ، وسر الفاتحة في مفتاحها ، وهي بسم الله الرحمن الرحيم، وفيها إشارات ثلاث:
الأولى: قوله سبحانه: وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده (1) ، والمراد من الذكر والوحدة قوله بسم الله الرحمن الرحيم ، لأنها ذكر الله وحده .
الثانية: أن عدد حروفها ( 19) ، وعدد اسم واحد (19) فهي ، محتوية من الوحدة والتوحيد والوحدانية ، والواحد صفة الأحد ، والواحد هو النور الأول ، وهذا ذكر الذات بظاهر اسمها الأعظم .
الثالثة: قوله: بسم الله ، وهو إشارة إلى باطن السين ، وسر السين الذي بين الباء والميم ، الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام: (أنا باطن السين ، وأنا سر السين) وهو الاسم المخزون ، وهو باطن الاسم الأعظم ، فإذا فتح الباب لأولي الألباب ، فاستخرجوا من أسرار الكتاب اسما جامعا للذات والصفات ، وسر الذات والصفات ، فذلك هو الاسم الأعظم الذي تجاب [ به ] الدعوات ، وتنفعل به الكائنات .
فصل
ب س م ا ل ل ه ، أما سر الباء فإنها للنبوة ، والنقطة الولاية ، (2) إن السين عدده (10) ، أو هي اسم علي ، والميم وعددها (92) وهي اسم محمد قاسم الله الذي به بدأ فساواهما ، الألف المعطوف لا الكلمة التامة التي ظهر بها الوجود ، وفاض سرها كل موجود ، لأن عن الواحد انبسط كل معدود .
الرجاء مراعات هذا ... ولكم الاجر والثواب
المصدر: كتاب ( مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ): تأليف: الحافظ رجب البرسي ؛ ص 158 / منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان
يولغى هذا الهامش (1)
[به] لم تكن موجودة في الأصل اي قبل هذا المطبوع
السلام عليكم ، وشكرا على هذا النقل المهم في تفسير الفاتحة
واقتبس التالي :
والواحد هو النور الأول
واقول : لعل الواحد المقصود هنا ، الواحد في مقام الفعل (مفهوم التوحيد الافعالي )
ومظهره في عالم الامكان هو النور المحمدي ، اي الصادر الاول في قوس النزول ، والذي اجتمعت فيه الكمالات كلها ومنه وبه خرج كل خير للوجود
واما الواحد بمعنى النور في مقام الصفات ، فهو النورالازلي لله جل وعلى ليس له اول وليس له آخر ، وصفاته هي عين ذاته ،
والله اعلم